لم تعد تفصل أسعار النفط عن مستوى 100 دولار المرتقب سوى 5 دولارات فقط، فقد ارتفعت أسعار النفط 3%، أمس الجمعة عند أعلى مستوياتها منذ سبع سنوات بعد أن أدى تصاعد المخاوف من قيام روسيا، وهي أحد كبار منتجي الطاقة، بغزو أوكرانيا إلى زيادة المخاوف من قلة إمدادات النفط الخام العالمية.
ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، معيار النفط الأمريكي، بأكثر من 5% لتصل إلى 94.66 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 30 سبتمبر 2014. وتراجع العقد قليلاً عند الإغلاق، ومع ذلك، أنهى اليوم مرتفعا بنسبة 3.58%، عند 93.10 دولار للبرميل.
وتقدم خام برنت القياسي الدولي بنسبة 3.3% ليستقر عند 94.44 دولار للبرميل، بعد أن تجاوز 95 دولارا خلال التداولات.
ولامس الخامان القياسيان أعلى مستوياتهما منذ أواخر 2014، متجاوزين المستويات القياسية التي سجلاها يوم الاثنين كما سجلا مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي وسط مخاوف متزايدة بشأن الإمدادات العالمية مع تعافي الطلب من جائحة فيروس كورونا.
إلى ذلك، أظهرت تقديرات شركات تتعقب حركة شحنات النفط أن صادرات النفط الإيرانية ارتفعت إلى أكثر من مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ نحو ثلاث سنوات إثر زيادة الشحنات إلى الصين.
وتقلصت صادرات النفط الإيرانية منذ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وإعادته فرض عقوبات تهدف إلى كبح صادرات النفط والعوائد المرتبطة بها التي تذهب لخزائن الحكومة الإيرانية.
وأبقت إيران على تدفق بعض الصادرات رغم العقوبات عبر إخفاء الوسطاء لمنشأ الواردات. وتقول شركات تتبع الناقلات إن الصين كانت وجهة معظم تلك الشحنات.
وناقشت إدارة الرئيس جو بايدن مسألة الواردات الإيرانية مع الصين لكنها لم تفرض عقوبات على الشخصيات أو الشركات الصينية. وحثت بكين الولايات المتحدة على رفع العقوبات عن إيران التي تجاهر الصين بمعارضتها.
واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، الثلاثاء لإحياء الاتفاق النووي. وإذا نجحت المحادثات، سيمكن لإيران استئناف مبيعات النفط في السوق المفتوحة.
ووفقا لتقديرات مستشارين ومحللين في صناعة النفط، تمكنت إيران من زيادة الصادرات في عام 2021 رغم العقوبات. لكن لا تزال تلك الصادرات أقل بكثير من معدل 2.5 مليون برميل والتي كان يجري شحنها يوميا قبل إعادة فرض العقوبات وقالت شركة بترو-لوجيستيكس المتخصصة في تتبع شحنات النفط إن صادرات الخام الإيرانية ارتفعت في دجنبر إلى أكثر من مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى لها منذ نحو ثلاث سنوات، رغم أنها تراجعت إلى نحو 700 ألف برميل يوميا في يناير.
وقال دانييل جيربر الرئيس التنفيذي للشركة «لا نتوقع أن نشهد تصدير مليون برميل يوميا بشكل ثابت حتى يحدث تغيير على الساحة السياسية».
وقال مصدر تجاري كبير إن شحنات يناير انخفضت بنحو 300 ألف برميل يوميا مقارنة بشهر دجنبر وأضاف أن أحجام الشحنات تتأرجح بسبب نقص السفن.
وتأتي الزيادة في الصادرات الإيرانية في الوقت الذي ساعد فيه نقص المعروض العالمي على دفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياته منذ سبع سنوات عند 94 دولارا للبرميل. وسيسمح رفع العقوبات الأمريكية على إيران من الناحية النظرية بالبدء في إعادة صادرات الخام عند مستوى 2.5 مليون برميل تقريبا في اليوم، وهو معدل لم يسجل منذ 2018.
وردا على سؤال حول واردات الصين من النفط الإيراني، قال مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «المجتمع الدولي، بما في ذلك الصين، يقوم بالتعاون بشكل طبيعي مع إيران بموجب الإطار القانوني العالمي، وهو أمر منطقي ومشروع».