تنظم مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود ، يومي 16 و 17 فبراير الجاري ، ندوة علمية حول موضوع “الترجمة العربية للنصوص السوسيولوجية و الأنثروبولوجية”، بمشاركة باحثين و مترجمين مغاربة وأجانب ، وذلك بمقر المؤسسة في الدار البيضاء .
ويندرج تنظيم هذه الندوة في إطار الندوات العلمية التي تنظمها المؤسسة المخصصة لتدارس قضايا العلوم الإنسانية والاجتماعية انطلاقا من مدخل الترجمة، وعلى هامش الدورة 23 للمعرض الدولي للنشر و الكتاب المتواصلة فعاليتها في الدار البيضاء .
وأفاد بلاغ للمؤسسة أن هذه الندوة ستجيب على مجموعة من الأسئلة المطروحة للنقاش من قبيل ” ماهي التوجهات الكبرى للترجمة العربية في مجالي السوسيولوجيا و الانثروبولوجيا، وماهي التقاليد الوطنية و المدارس الفكرية و الحقول الفرعية التي يتم التركيز عليها من طرف المترجمين أو تلك التي يهملونها” ، “و ما حال أوراش إعادة ترجمة النصوص الكبرى للمؤلفين المؤسسين”.
كما تتناول الندوة مواضيع تهم “وضع الترجمات التي تنشر في صيغ أخرى غير الكتب ( الدوريات المتخصصة و المدونات والمنشورات الكترونية “، و “طبيعة العلاقات القائمة بين حركة الترجمة و حقل البحث العلمي و السوسيولوجي و الانثروبولوجي العربي”.
وبحسب ورقة تقديمة للجهة المنظمة، فإنه رغم الانتقادات العديدة التي وجهت لحركة الترجمة العربية “بسبب ضعفها وقصورها”، فإنها شهدت منذ مطلع الألفية الثالثة تطورا ملحوظا ، وذلك بفضل إحداث وإعادة إحياء مجموعة من البرامج العمومية و شبه hgعمومية في العديد من البلدان العربية، و كذلك نتيجة للنمو الذي عرفه قطاع النشر الخصوصي خلال العقدين الماضيين سواء في المشرق العربي أو المغرب الكبير.
ويبدو أن الترجمة العربية في مجالات العلوم الانسانية و الاجتماعية ، التي خصصت لها المؤسسة ندوة علمية في سنة 2007 ،شهدت هي الأخرى نموا محسوسا يتضح من خلال قاعدة البيانات البيبلوغرافية التي أعدتها المؤسسة ،حيث انتقل مخزونها البيبلوغرافي من بين الاصدار الاول ( 2007) من 7000 عنوان الى قرابة 12 ألف عنوان في الطبعة الثانية ( 2014) .
ويعد هذا النمو ، تضيف الورقة ، مناسبة لعودة المؤسسة مجددا لتسائل الترجمة العربية للعلوم الانسانية و الاجتماعية مع تركيز خاص هذه المرة على الترجمات في حقلي السوسيولوجيا و اللنتروبوجيا ، باعتبارهما يحظيان بأكبر قدر من الترجمات العربية في مجال العلوم الاجتماعية .
واعتبرت الورقة أن الانكباب على واقع و ظروف الترجمة في المجالين المذكورين ، بالمعنى البيبيوغرافي الواسع ، يقتضي الوقوف عند القضايا و الاشكالات العامة التي تطرحها الترجمة العربية للعلوم الانسانية و الاجتماعية وكذلك التركيز على المسائل الخصوصية المتصلة بعلم الاجتماع و الانتروبولوجيا .