ما زال البحث في الكتب المدرسية المقررة في المؤسسات التعليمية المغربية، يرشح بالمفاجآت المضحكة- المبكية، العابثة بالتاريخ والجغرافيا، والمفارقات الصارخة بالارتجال وعدم المسؤولية، والعاملة بمنطق “كور وعطي للعور”.
الأستاذ الباحث محمد كويياس، وقف على أخطاء بالجملة في عدد من المقررات المدرسية، طالت هذه المرة، علما من أعلام الفكر والأدب والسياسة والإعلام في المغرب: عبد الكريم غلاب. ننقل مقاله بتصرف.
الكاتب الكبير، والعلاّمة الشهير، عضو أكاديمية المملكة المغربية، السيد عبد الكريم غلاب المغربي الأصل، الفاسيِّ المولد… وهو أكبر من أن يُـترجم له… ففي الوقت الذي نجد فيه أن هذا الأديب قد وُلد سنة تسعَ عشْرة وتسعِمائة وألفٍ [ 1919 ]، في مقرر: ” المختار في اللغة العربية” للسنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي، والصادر عن مكتبة المدارس [على اختلاف طبعاته منذ 2005 ]، نجده ، في مقرر “المرجع في اللغة العربية” للسنة الثانية من التعليم الثانوي الإعدادي الصادر عن دار الثقافة [على اختلاف طبعاته كذلك] ، قد أضيفت له سنة على سنة الولادة السابقة لتصبح عشرينَ وتسعِمائةٍ وألفٍ [ 1920 ]، والسنة ذاتها نجدها في مقرر”في رحاب اللغة العربية” للسنة الثانية من التعليم الثانوي الإعدادي والصادر عن مكتبة السلام الجديدة، والدار العلمية للكتاب[على اختلاف طبعاته كذلك].
إلا أن هذه السنة الأخيرة، سوف لن تكون رسمية في مقرر “المختار في اللغة العربية” للسنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي، والصادر عن مكتبة المداس[على اختلاف طبعاته أيضا]، بل ستُضاف لها سنتان اثنتان أخريان، ليصبح عامُ ولادة عبد الكريم غلاب اثنين وعشرينَ وتسعِمائة وألفٍ[1922] ؛ أي بمعدل زيادة سنة على الولادة كل سنة؛ بدءًا من مستويات الأوَل، من التعليم الثانوي الإعدادي؛ فيحار المدرس والمتمدرس معًـا في تحديد سنة الولادة !!!
وعدم التدقيق نفسه، نجده في مقرر ” [الأساس]/ الأساسي في اللغة العربية” للسنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي، الصادر عن مكتبة المعارف للنشر والتوزيع [على اختلاف طبعاته أيضا]؛ إذ نجد مؤلفيه يختارون سنة عشرينَ وتسعِمائةٍ وألفٍ [1920]؛ أي بنقص سنتين عن السنة السابقة…
هذا الخلط في المعلومات، سوف يصاحب المتعلمين/ات إلى مستويات التعليم الثانوي التأهيلي؛ إذ سيجدون بين دفتي بعض المقررات الدراسية، التي لم يراعَ فيها تحري الدقة، في إيصال المعلومة إلى أذهان المتعلمين، سنة عشرينَ وتسعِمائةٍ وألفٍ [1920].
وغالب الظن أن مؤلفي/ات المقررات سالفة الذكر، لم يتحرَّوا الدقة في ضبط سنة ولادة عبد الكريم غلاب. والدقة ينشدها كل مهووس بالتوثيق، بل كل حريص على الأمانة العلميةـ إذ يبدو أنهم اعتمدوا بعض كتب تراجم الشعراء والأدباء، والتي لم تتحرَّ هي الأخرى الدقة في سنة/ سنوات الولادة أو الوفاة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد سنة [ 1919م] في كـتـاب” المعين في تراجم الأعلام والشعراء والأدباء والمفكرين” ، إشارة إلى ولادة عـبـد الكـريم غلاب، ونجد سنة [ 1920م]، في كتاب “المفـيـد في تراجـم الشعـراء والأدبـاء”، كما نجد سنة [ 1920م]، في كتاب “الشامل في تراجم الشعراء والأدباء والنقاد”، كذلك الشأن في كتاب” تراجم الشعراء والأدباء” …
لقد مدني محمد الزباخ، مقرر أكاديمية المملكة المغربية، في مدي بتاريخ ولادة السيد عبد الكريم غلاب، والتي هي: فاتحُ ينايرَ تسع عشْرة وتسعُمائة وألف للميلاد [01/01/1919]، كما أشكر السيد عمر الدركولى، رئيس التحرير الحالي بجريدة العلم، والذي يسَّر لي الاتصال بالسيد عادل غلاب، نجل الأديب قيد التوثيق؛ هذا الأخير الذي أكد سنة الولادة سالفةَ الذكر.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…