عبد العزيز سلامي

ثبت بالملموس بعد صدور البلاغ الأخير من رئيس (حكومة)؟ أنهم يتفقهون حتى في الفلسفة و في ما يشمل حياة البشر على هذه الأرض، و هم بذلك أوفياء لإيديولوجيا العمى. لن يتخلوا عنها، فهي قد أضحت تمثل مذهبا من مذاهبهم العقائدية، لن يتنازلو عنها، ما داموا عصبة، تضرب و تخفق، مُدرعة بالمكيدة و الوثيقة المشبوهة، و العامة التي تم تجهيلها، تُصفق لإخفاقاتهم. السلطة في يدهم، فمع من نجادل و نناقش؟ التراث يضيع على أيديهم. قريبا سيكتبون التراث بطريقتهم، و لن تجد إلا التسفيه و الاتهامات و الحالات المرضية. على الأقل الإستقلاليون و الدستوريون و الاتحاديون، كانوا ينهلون من نفس المنهل، و كلما تعمق المشكل وُجد الحل، لأن الدولة كانت تعترف بدور المثقف.
هل بالإمكان محاورة دكتاتور؟
جرت العادة في المغرب أن تَصدر الفتاوى عن دار العلماء، المتفقهين في الدين. لقد استسهل صاحبنا الأمر و أصدر بلاغا و في نيته يصدر (فتوى)، و اعتقد بأن ما يمس الدين يمس مبحثا فكريا، و كأننا قطيع ينتظر حكمة سيادته لننال منه المعرفة و الموعظة، فلتعلم أيها الشقي في دار الخراب، هاته التي تُعجل بخرابها، بأننا تعلمناعلى يد أشرف بشر الأرض، و قرأنا لأمهات الكتب، لكي نتخلص من سياستكم العفنة التي نشأت في مياه آسنة و كدرة. و مستقبل أبناء هذا الوطن، العلمي منه، لن نتركه لأمثالكم لتلطخوه بالدم و الإرهاب و الخرافة. إن براعم هذا الوطن، لهي مشتاقة لحياة أفضل و لإختلاف أكبر مما تتخيلون. إن الحد من حرية الفرد في التعبير عن آرائه، لهي جريمة ستحاسبون عليها يوما، و القانون الذي تؤشرون عليه اليوم لن يخدم أبناءكم. لقد فصلتم في الأمر و استندتم لمحراب (الفتوى) لتتخلصوا من مطلب إجتماعي، و حق من حقوق المجتمع، و تعتقدون بذلك بأنكم تقطعون دابر المشكل، و ما أنتم بذلك إلا فاتحون لباب كبير من الشعبوية و الجهل و التحريم. و ما اعتبرتموه مذموما فهو محبوب عند صاحبه.
لتعلم بأن الحرية تصنع مستقبل الشعوب، و أن التشتيت عجل بانهيار حضارات، فماذا عن القبيلة التي ما فتئت تحبو حتى أردتم صرعها في المهد؟
لو اعتقدتم أن بالاقتصاد تصنعون حضارة، فذلك جبن، و استسهال لأمر العامة. فما من حضارة إلا بعلمائها و فلاسفتها و فنانيها و مثقفيها. و إن خَشيتم العلم و ألفتم الشعبوية، فلتستعدوا، فإن من طبائع البشر إن تسلى بما فيه كفاية، كَره و حَقدَ.

*باحث في ع. النفس و ع. الإجتماع الفلسفة.

التعليقات على أساتذة الفسلفة يهاجمون بنكيران.. هل بالإمكان محاورة دكتاتور؟ مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

مهدد بالسجن 583 عاما.. محاكمة طبيب متهم بإدخال رضع عاديين إلى وحدات الخدج للاستفادة من تعويضات الضمان الاجتماعي بتركيا

تجري في إسطنبول بتركيا محاكمة طبيب متهم بالاحتيال في ملف مدفوعات الضمان الاجتماعي بشكل ترت…