نعيمة زيطان
القابعات والقابعون في بيوتهم، المناضلون شفويا وهم يحتسون قهوتهم المسائية أو حتى الصباحية، أمام شاشتهم الصغيرة الموزعة للرداءة.. الذين تصلنا ملاحظاتهم واستنكاراتهم وتخوينهم واحتجاجاتهم عن مسيرة الرباط، معللين كل انفعالاتهم بخروج جماعة العدل والإحسان للشارع.. يضحكني كثيرا هذا الموقف الساذج الفاقد لكل تحليل عميق ومنطقي.. ولعلهم مفضلون خروج العياشة والبلطجية عن الجماعة.. هؤلاء المنظرون الذين يقيسون الأمور كميا، عدديا، فيقذفونا بحقيقة مفادها أن العدلاويين كانوا كثرا، وأنهم ركبوا على المسيرة ، كما حدث مع 20 فبراير… وغيرها من هرطقة لا تفيد في شيء.. أقول بكل تواضع وبساطة أن المسيرة لم تكن تنظِّر لمفهوم المجتمع، لقد كان لها هدف واحد، يتمثل في مطالبة المسؤولين بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف.. لا غير.. وإنه لمفرح حقا أن تجتمع كل الأصوات بتلاوينها المدنية والنقابية والسياسية والجمعوية… لتعبر عن شيء واحد، ضاربة بعرض الحائط الاختلافات الايدولوجية..
ولعل ظهور جماعة العدل والإحسان بهذا الكم والانضباط، الذي يذهلكم، ويستفزّكم، مرجعه أساسا غيابكم واختباؤكم، والاكتفاء بامتيازاتكم الصغيرة جدا داخل الوطن أو خارجه..
للذين يحترفون “التقلاز من تحت الغطاء” كُنتُم هنا أو في بقعة أخرى من العالم، على اعتبار أن الحراك وصل إلى العديد من الدول (بلجيكا، اسبانيا، هولاندا، كندا،…) أمامكم خيار واحد: أن تتبنَّوا مطالب منطقة بأكملها وتساندوا حقها في التعبير السلمي، أو أن تكتفوا بما تتوفرون عليه من امتيازات، و تدعوا الحراك لأبنائه وبناته.. السفسطة والتحليلات المهترئة لا حاجة لنا بها.. وشوووووكران.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…