يا رئيس الحكومة غوتيريس ليس صديقا للمغرب

نوفل البعمري

خلال الحوار التلفزي الذي أجراه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وفي معرض إجابته عن سؤال حول الأمين العام للأمم المتحدة؛ كان جوابه: غوتيريس صديق المغرب؛ وأعاد نفس الجواب مرتين على سبيل التأكيد. هنا يجب رفع نقطة نظام؛ على اعتبار أن هذا الجواب وإن كان رئيس الحكومة قد قدمه كامتياز؛ فهو بالنظر لسياق الجواب ولطبيعة المهمة التي يتقلدها غوتيريس كأمين عام للأمم المتحدة؛ يجعل من هذا الجواب؛ هو جواب غير موفق بالمرة؛ ونسجل استغرابنا من كونه ليس صادرا فقط عن رجل يتقلد مهمة رئاسة الحكومة؛ بل من شخص سبق له أن تقلد وزارة الخارجية؛ بالتالي يعلم أن العلاقات الدبلوماسية الدولية لها لغتها؛ وما للغة  من تأثير على بعض الملفات الحساسة للدول المعنية بها.
جواب رئيس الحكومة الذي وصف فيه الأمين العام للأمم المتحدة بصديق المغرب؛ في سياق ما تمر منه القضبة الوطنية على الصعيد الأممي؛ من حيث صدور قرار أممي عن مجلس الأمن؛ حاول خصوم المغرب استعمال كل الحيل بما فيها محاولة التلاعب بمجلس الأمن لولا يقظة المغرب؛ وحلفائه؛ فهم يبحثون اليوم على كل الأسباب لعدم تنفيذ التوصيات الصادرة عن مجلس الأمن؛ والطعن في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة؛ أكيد أن أعينهم ستكون قد رصدت هذا الجواب واستقبلته بسعادة للاحتجاج به مستقبلا لو اضطرت لذلك خاصة مع علمها بأن الأمين العام الحالي له رؤيته الجديدة للنزاع المفتعل حول الصحراء، وسيحاولون عرقلة هذا المسار الذي انطلق ليلة صدور قرار مجلس الأمن؛ بل حتى لو كان كذلك فهذه من الأشياء التي لا يتم التصريح بها هكذا دون تقدير لتأثيراتها السلبية الممكنة علينا.
فأول ما يمكن أن يتم الاحتجاج به؛ هو صداقة الأمين العام للأمم المتحدة للمغرب؛ مادام هذا الوصف صادرا عن رئيس الحكومة؛ الصداقة التي تفسر كون صاحبها يصبح غير محايد؛ بل منحاز ”لأصدقائه”؛ ”مجامل” لهم؛ بالتالي قد نكون نحن؛ مسؤولينا من قدموا تصريحات فيها الكثير من سوء تقدير؛ وبلغة غير دبلوماسية لا تراعي موقع غوتيريس الحالي كأمين عام للأمم المتحدة ليس له أن يكون صديقا لدولة ما؛ ولا مقربا منها؛ بل أمينا عاما لمنظمة دولية ملزم بالالتزام بقواعد معينة واقفا على مسافة واحدة من كل الأطراف.
رئيس الحكومة في وصفه للأمين العام للأمم المتحدة بصديق المغرب؛ كان مخطئا في ذلك؛ ولم يكن له أن يستعمل هذا الوصف في هذا التوقيت الدقيق حيث الخصوم متربصين بنا وبمسؤولينا؛ يكفي فقط أننا لم نسمع يوما سفير المغرب بالأمم المتحدة عمر هلال يصف يوما غوتيريس بصديق المغرب حتى نعلم أن مواقعنا تفرض علينا لغة دبلوماسية معينة بمصطلحات دقيقة لا تثير الزوابع حول المغرب.
السيد رئيس الحكومة؛ غوتيريس أمين عام للأمم المتحدة و كفى.