على هامش الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تجري اليوم
ثقافة تجديد الدماء عندهم
وسياسة تجميد الطاقات الحية عندنا
نبيل لحلو
المهتمون بالشأن السياسي الفرنسي – وكم هم كثيرون ببلدنا نظرا لانتمائهم الى ما يسمي بحزب فرنسا، هذا الحزب القوي الذي يخدم مصالح فرنسا الاقتصادية والثقافية، كما يخطط، بطريقة مباشرة أوسرية، لهندسة سياسة البلاد وتحكم في اقتصادها -يتذكرون ان الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران في السنة الأولي من حكمه، هو الذي ميع صورة جون ماري لوبين، رئيس حزب الجبهة الوطنية، وذلك بتشجيع الاذاعات والتلفازات الفرنسية التابعة للدولة، وكذلك الخاصة، لاستقبال رئيس الجبهة الوطنية، الحزب اليميني المتطرف، وتركه يتقيأ عنصريته وكراهية حتى يتعرف الشعب الفرنسي على مشروع هذا الحزب المتطرف الذي جعل من العنصرية ازاء الانسان غير الفرنسي والخوف من الانسان غير الفرنسي والكراهية نحو من هو غير فرنسي والوطن لمن هو فرنسي، اسطوانة الحقد تنشدها و تغردها بكل وقاحة رئيسته مارين لوبين التي اصبحت متأكدة ان حلمها لتكون اول امرأة رئيسة للجمهورية الفرنسية سيتحقق يوم 7 مايو 2017. هذا الكابوس لم يتحقق ابدا في بلد كفرنسا. وما فعله فرانسوا ميتيران، سنة 1981، مع حزب جون ماري لوبين، قام بفعله الملك الحسن الثاني عندما اعطي اوامره لوزيره في الداخلية ادريس البصري ليلتقي مع ورثة ما تبقى من حزب الدكتور عبد الكريم الخطيب بهدف السماح لهم بإنشاء حزب سياسي معتدل ومحافظ بمرجعية دينية في خدمة امارة المؤمنين. ففي ظرف ثلاثة عقود اصبح حزب الجبة الوطنية، اليمني المتطرف، يحتل الرتبة الأولى فى الاستطلاعات المتعلقة بالانتخابات الرئيسة، متفوقا على الحزب الاشتراكي للمرحوم فرانسوا ميتران بأكثر من 15 نقطة. ورغم ان هناك فرقا كبيرا ومسافة أكبر بين النظام الملكي الذي يحكم المغرب والنظام الجمهوري الفرنسي، الذي هو اولا في خدمة الشعب الفرنسي، فصعود ورثة حزب الدكتور الخطيب الى المرتبة الأولى بين الأحزاب المغربية لا يخلو من تشابه مع الحزب اليميني المتطرف لمارين لوبين التي من الممكن ان تفوز اليوم بالمرتبة الأولى وبالتالي ستتقاتل مع المرشح الحاصل على المرتبة الثانية من اجل الفوز برئاسة الجمهورية. فوز لم تحصل عليه ابدا.
إذا كانت الانتخابات المحلية والبلدية والتشريعية والرئاسية، التي تجري بكل حرية وشفافية ومصداقية في البلدان الديمقراطية، التي تحترم ارادة شعوبها الواعية والمسئولة، وسيلة لتجديد الدماء التي تجري في عروق عقول السياسيين، فالانتخابات في البلدان المتخلفة، والمغرب، مع الأسف الشديد، ما يزال بلدا متخلفا مقارنة مع الدول المتقدمة، يبقى هم السياسي هو الظفر براتب شهري ضخم كخادم مطيع للمخزن، كبرلماني كوزير، ككاتب دولة، موظف سامي، كما تعودنا مشاهدته طوال السنوات الخمسة الفارطة التي ترأس ورثة حزب الخطيب اول حكومة مغربية ولدت بإرادة مخزنية وبرؤية ممخزنة طبقا لدستور جديد اسمه “دستور 2011”
فسياسة تجميد الدماء والطاقات الحية عندنا مستمرة بكل وقاحة وعجرفة كأن الشعب المغربي لا يستحق ان يحلم بمغرب جديد تسيره حكومة جديدة كلها مكومة برجال ونساء جدد. ولعل استمرار عدد كبير من الوزراء والوزيرات في الحكومة الجديدة لا يبشر بتجديد الطاقات الحية بل بتجميد الدماء الحديدة. كما أن استمرار الإمبراطور فيضل العرايشى والامبراطورة سميرة السطيل وخادمهما سليم الشيخ على رأس الحزب الوحيد المسئول على احتقار واهانة الشعب المغربي عبر ما ينتج ويقدم من برامج تافهة ومتخلفة، يبرهن على ان لا شيء سيتغير مع الحكومة الجديدة-القديمة. فالتغير المفاجئ هو الذي يأتي ليفاجئ بما يحمله من مفاجئات. فنحن المغاربة منذ الاستقلال الى يومنا تعودنا ان نعيش في الروتينية على النغمات الروتينية للسهرات الموسيقية التي يقدمها الحزب الوحيد. و كم اتمني ان افاجأ وانا اسمع ان صاحب الجلالة الملك محمد السادس اعفى فيصل العرايشى وسميرة السطيل وسليم الشيخ وميليطا طوسكان دوبلانتيي من مناصبهم، وعين مكانهم طاقات وكفاءات مغربية شابة مبدعة بروح عالية ورؤية جديدة لمغرب يقطع مع الروتينية. اتركوني احلم بتغير شامل لبلدي المغرب. اتركوني احلم
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…