سليمان الريسوني
من يتابع رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب والرجل الثالث في هرم السلطة، يعرف أنه أكبر “مفعفع” في المملكة، فالرجل الذي لا يعرف أن 90 دقيقة تعادل ساعة ونصف، والذي جعل العالم يسخر منه عندما لم يفرق بين كوفي عنان وبان كيمون… هو نفس الرجل الذي ظهر ممتقعا “مرعودا” يتأتئ صكّ اتهام البرلمانيين عبد الله بوانو واعتماد الزاهدي، قبل الاستماع إليهما: “لم يخطر على بالي يوما أن مثل هذه الممارسات غادي تكون داخل المؤسسة.. مؤسسة كالمؤسسة التشريعية يجب حمايتها من مثل هذه الممارسات”! وأنت، من يحمي المغرب منك، وقد أضحكت العالم على أمة ترأسُ مجلسها، بفضل فضائحك العابرة للحدود، وتطوعك اللامحدود للعب كل الأدوار العابرة للأخلاق والقوانين؟
في نوفمبر 2010، ثلاثة أشهر قبل خروج حركة 20 فبراير للاحتجاج على الفساد والاستبداد، ضُبط رشيد الطالبي العلمي متورطا في فضيحة كبرى. الرجل الذي كان يشغل حينها منصب رئيس جهة طنجة- تطوان، والمعتمد كخبير دولي لدى الوكالات والأبناك المانحة، يمتلك معملا يُشغّل أزيد من 100 عامل، لم يدفع لمدة 25 سنة أي سنتيم لمصلحة الضرائب، وهو ما قدرته المحكمة بمليار و300 مليون. أما العمال فلم يصرح رئيس مجلس الأمة بأي منهم كما أنهم لا يتوفرون على أي حق من الحقوق التي يُشرعها برلمان الطالبي العلمي.
هذه الفضيحة لاقت وقتئذ صدى واسعا في الإعلام الاسباني الذي لا يقل اهتمامه بما يحدث في شمال المغرب عما يحدث في جنوبه، خصوصا وأن صاحبنا كان يتهيأ لترؤس لجنة برلمانية لتقصي الحقائق في أحداث مخيم أكديم إزيك التي نفخ فيها الإسبان بالكير والنفير. عندما أصبحت فضيحة معمل الطالبي العلمي عابرة للقارات، وحديث الصحافة الاسبانية، أطلق الشماليون على صاحبها لقب: “الطالبي العالمي”.
بعد أشهر قليلة على هذه الفضيحة الاقتصادية والاجتماعية، سيتورط رشيد الطالبي العلمي في فضيحة سياسية. سيتم تكليفه بمهمة قطع رؤوس ثلاثة من أكثر شباب حركة 20 فبراير حضورا في الإعلام. سيستغل فقرهم المادي والمبدئي، وسيضطلع شخصيا بمجالستهم وتقديم عرض سخي لهم: الدخول إلى التجمع الوطني للأحرار، مقابل وضعكم في المراتب الثلاث الأولى للائحة الوطنية للشباب في انتخابات 25 نوفمبر2011. فجأة سينسحب العرّاب، بعد أن كشف عورات الفبرايريين الثلاث، فلا هم تحت القبة بجلابيب بيضاء وشاشيات حمراء، ولا هم في المظاهرات بسراويلهم “الجين” و”تيشورتات” تشي غيفارا.
عندما انتخب الطالبي العلمي، في أبريل 2014، رئيسا لمجلس النواب، اعتقد العارفون بمسار الرجل أن مهامه على رأس هذه المؤسسة ستجعله يقفل هواتفه على الجهات التي اعتادت توظيفه خارج المؤسسات، وأنه سيصبح الأخ الأكبر لكل البرلمانيين، بمختلف ألوانهم وأحزابهم. لكن الأيام أكدت أن من أدمن تلقي الأوامر يصعب عليه كسر الحُقن.
لقد تغاضى العلمي على الكثير من السلوكات الشائنة التي كانت ردهات مجلس النواب مسرحا لها، مثل معركة العض واللكم بين حميد شباط وعزيز اللبار عقب الخطاب الملكي. وفضيحة البرلماني الذي ضبط يوزع الأموال داخل المجلس… لكنه فجأة، وهو في خريف عمره النيابي، “جاتو النفس” على المؤسسة التشريعية، بناء على خبر نشرته جريدة استنكر رئيس تحريرها، قبل غيره، مضمونه واعتذر للبرلمانيين عبد الله بوانو واعتماد الزاهدي معترفا أن ” المس بأعراض الناس وضرب عائلاتهم ليس صحافة. والصحافة لا يمكن أن تكون في خدمة حزب ضد آخر على حساب المبادئ والأخلاق”.
السي الطالبي “العالمي”، يقول فقهاء المالكية: “من جاءَ على أصلهِ فلا سؤال عليه”، وما تقوم به هو أصلك التجاري الذي يجيب بدَلك عنك.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…