هل يتخلى “البام “عن إرث إلياس كاملا
محمد الطالبي

عرف حزب “البام” طفرة نوعية على عهد زعيمه المستقيل أوالمقال إلياس العماري، إذ استطاع الحزب الطارئ على الحقل السياسي المغربي، بأجندة جديدة وشعارات جديدة، ان يشكل الحدث الابرز في الساحة الوطنية الرسمية ورغم أن مؤسسه الأول ليس سوى فؤاد عالي الهمة المنحدر من نواحي قلعة السراغنة وبالضبط من بنجرير وصاحب المكانة المتميزة بالبلاط الملكي ، والذي روج أنه تخلى عن كل شيء من أجل الاهتمام بالشأن المحلي، وهو الذي سبق وكان رئيس جماعة قروية وممثلا بالبرلمان مرفوقا بالعيادي ابنة القائد الذي سارت بذكره الركبان.
نعم حقق الحزب طفرة مادية كبرى إذ أصبح يمتلك قوة إعلامية عابرة لجميع المنابر العمومية والخصوصية ، بل واكتسح حتى إعلام منافسيه من الأحزاب، وصار لا صوت يعلو على صوت الياس وجراره، وفي رمشة عين والحق يقال، إذ أن الرجل كان كثير الحركة واثق الخطوات، وكنت شخصيا من أشد معارضي سياسته وسلوكه السياسي، لكن الآن وبعد أن أصبح خارج سرب “البام “، على الاقل ظاهريا، فلابد أن نعترف للرجل بميزة ترويض جزء من المشهد وتحويله لصالحه وجعله أداة طيعة وبصمه للمرحلة ببصمته الخاصة واستطاع في وقت وجيز ان يجعل من نفسه قاطرة للسياسة تقطر خلفها تاريخا من التضحيات بدون مبرر تاريخي ، سوى تلاقي ارادات ضرب الشرعية التاريخية من اجل تبرير ماسي تغيير مفترى عليه .
نجح إلياس في أن يجعل من الجرار، وبكل الطرق، طرفا أساسيا في البرلمان ب 102 مقعد، كأول منافس لحزب العدالة والتنمية الذي جعل منه، نظريا، هدفا وخصما، قبل أن تعلن الأرقام أن نيران الجرار قد أتت على الأحزاب الوطنية والتاريخية وزادت المصباح علوا ب 125 مقعدا وفرضت ثنائية حزبية يمينية متطرفة إديولوجيا، رغم العداء الظاهر، وصار باقي الطيف الحزبي مكملا.
إلياس نجح أيضا في جعل حزبه يقتسم الجغرافيا الوطنية مع العدالة والتنمية، فالأخير بسط نفوذه على جميع الحواضر المغربية، من جماعات محلية بجميع المدن، وخاصة البيضاء طنجة مراكش فاس مكناس اكادير..في حين وبمعادلة غريبة سيطر الجرار على الجهات التي كانت مكسبا دستوريا ل 2011، ورغم اندحاره الانتخابي إلا أنه حاز على أكبر عدد من الجهات، وخاصة الجهات الاستراتيجية حيث المال والأعمال والكثافة السكانية والموقع الاستراتيجي، ففي جميع الجهات يسجل أن العدالة والتنمية، ورغم ادعاء المعارضة ، هو كفيل من الباطن في لعبة أقصت الأصوات الديمقراطية والأحزاب التاريخية ضدا عن أي منطق سوي واكتفت بالتسويات الرديئة الاخراج شكلا ومضمونا.
كثيرة هي فتوحات إلياس في الحياة العامة ولن نحاسب النوايا، لأن مرحلة بأكملها يجب أن تعاد قراءتها على ضوء المقاطعة الشعبية كأداة ووسيلة ” للتأديب “، وقول “لا “التي اعتقد البعض أنه أمَّمها باسم المأسسة، وسقوط القناع عن الفاعلين المندسين، وكل هذا مؤشر على عودة الأخلاق للحياة العامة ونهاية دورة النفاق والتمييع …
في ظل هذه التراجيديا السياسية التي جعلت الشعب المغربي يبحث عن حل باعتماد المواطنة كأفق وأمل وجسر للعبور نحو المواطنة،
وبالعودة إلى مسار حزب الجرار، هل يجرؤ الذين اغتنوا أو تم تبييضهم ورفعهم من القاع إلى المسؤولية، إذ أصبحوا برلمانيين ورؤساء جهات وجماعات ومجالس عمالات وصاروا في مركز المغرب بدل النسي المنسي الذي كانوا فيه، والذين ارتقوا من الفقر إلى دائرة الوجهاء والأعيان، وهم بالآلاف، على اعادة ما نهبوه أو استفادوا منه دون وجه حق … وهل يجرؤ إلياس على كتابة مذكرات أو على الأقل فضح الذين أداروا ظهورهم له وقد كانوا يرتعدون لمجرد سماع حسه؟ !
هل يتحلى من يسمون أنفسهم الباميين بالشجاعة اللازمة لترك الارث الذي صنعه لهم الياس كاملا، أم سيستمرون في أكل النعمة والتشفي في صاحبها؟!.

التعليقات على هل يجرؤ أصحاب إلياس على ترك الإرث الذي سلمه لهم أم سيستمرون في أكل النعمة والتشفي في صاحبها؟! مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

ميارة يستقبل فيرا كوفاروفا نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي

استقبل رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة يومه الثلاثاء 23 أبريل 2024 بمقر المجلس بالرباط، ف…