نشر الممثل السينمائي المغربي محمد الشوبي مقالا مثيرا للجدل حول “الأصول الوثنية للحج في الإسلام”، لكاتب اسمه عصام بيطار، آثار تعليقات متباينة بين من أبدى إعجابه بجرأة الشوبي، وبين من عاتبه على نشره.
وتساءل كاتب المقال في بدايته: “هل مناسك الحج الإسلامية إسلامية الأصل بالفعل أم أنها، كالعديد من المناسك الإسلامية والإبراهيمية، استوحيت واستقرضت من مناسك وثنية سبقتها؟” قبل أن يجيب بأن “كعبة مكة لم تكن الكعبة الوحيدة في جزيرة العرب، فقد وجد في شبه الجزيرة العربية العديد من المعابد الوثنية التي سميت بالكعبات نسبة لشكلها المكعب، ومنها كما ورد في كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام، كعبة اللات في الطائف، والتي كانت الأكبر والأكثر شهرة بين العرب، وكعبة بس لغطفان وكعبة نجران وكعبة رئام في صنعاء”.
مضيفا: “واحتوت كل من هذه المعابد المكعبة على أحجار كريمة من أصل بركاني أو نيزكي (كالحجر الأسود) كل لها أسطورتها ومكانتها الخاصة. سميت هذه المعابد بالبيوت الحرام لمكانتها العظيمة في نفوس الوثنيين العرب، بحيث حرم القتال فيها وكان من يدخلها منهم آمنًا”.
وعن كعبة مكة، قال الكاتب: “توارد العرب الوثنيون على هذه المعابد بشكل موسمي، فكانوا يمارسون الطواف حولها ويقدمون لها الذبائح والقرابين. قامت قريش في مكة باستغلال تعدد الآلهة والأصنام وقاموا بتخصيص صنم لكل قبيلة من قبائل العرب، وسمحوا لكافة القبائل العربية بالتعبد في كعبة مكة”.
مضيفا: “وبالتالي وفرت قريش الفرصة للقوافل التجارية العربية المختلفة أثناء مرورها بمكة فرصة التوقف في معبد مكة والتعبد هناك بدل العودة لمعبدهم المحلي، وأدى ذلك بطبيعة الحال لازدياد النشاط التجاري والثقافي في مكة وأصبحت كعبة مكة أكثر شهرة وقداسة من غيرها من الكعبات العربية”.
أما عن الحج ومناسكه، فقال: “كان الحج قبل الإسلام مناسبة للتجمع الديني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، فيلتقون فيه للتعبد والتعارف والتجارة. أدى العرب الوثنيون حجتهم وهم عراة لاعتقادهم أن التخلي عن الثياب يعني التخلي عن الذنوب، فقد آمن الوثنيون أن الحج يغسل الفرد من ذنوبه ويعود كما ولدته أمه، وهنا تأتي رمزية العريّ”.
مضيفا: “طاف العرب الوثنيون سبعة أشواط حول الكعبة قبل انتقالهم للسعي بين الصفى والمروة. نصبت العرب آنذاك صنمًا على كل نهاية من المسعى، وهما إساف (على الصفى) ونائلة (على المروة)، بحيث يلمسون إسافًا في بداية كل شوط وينتهون بنائلة.
و “اعتقد العرب القدامى، كما روى ابن هشام، أن نائلة وإسافًا كانا عاشقين من قبيلة جرهم، ذهبا للكعبة ومارسا الجنس فيها فمسخهما الله حجرين، وقدستهما بعض القبائل العربية؛ بما فيها قريش، وقدموا القرابين والذبائح (نحر الهدي) بجوارهما” يقول الكاتب ويتابع قوله: “كان للعرب الوثنيين نداءً شبيهًا بنداء المسلمين أثناء مناسكهم، وهو كالآتي:
”لبيك، اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك.
لبيك، اللهم لبيك، لبيك حجًّا حقًّا، تعبدًا ورقًا.
لبيك، اللهم لبيك، لبيك بما هو أحب إليك.“
مستطردا قوله: “ومارس العرب أيضًا الرجم كمنسك من مناسك الحج، إلا أن مرجومهم لم يكن الشيطان وإنما قبر شخصية تدعى أبا رغال، وهي شخصية تمثل الخيانة الذي اعتقد العرب الوثنيون أنه كان دليلَ أبرهة الحبشي في رحلته إلى جزيرة العرب، حيث ركب مع أبرهة ليدله على الكعبات ليهدمها وعندما وصل جيش أبرهة إلى وادي المغمس شمال جبل عرفة (الوادي الأخضر حاليًا) مات أبو رغال، فدفن هناك، وصار العرب الوثنيون يرجمون قبره أثناء الحج”.
وختم الكاتب مقاله: “هذا وصف موجز لبعض مناسك الحج الوثنية التي مارستها العرب، ومنها يمكن ملاحظة التأثير الكبير للمناسك الوثنية على مناسك الحج في الإسلام. ويعطي الإلمام بهذه الأصول والعقائد القديمة والشعائر الوثنية صورة أوضح لنشأة بعض المعتقدات والشعائر الإسلامية، كما تعطينا صورة أكثر اكتمالًا عن المعتقدات والأساطير العربية الوثنية قبل ظهور الإسلام، والتي تساعدنا على فهم تطور الدين الإسلامي وتأثير المعتقدات المحلية في عقيدته ومناسكه ووضعه في مكانه الصحيح ضمن الدائرة الدينية الواسعة التي حكمت العرب في القديم والحديث”.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…