مصطفى روض
في سياق اهتمامها الإعلامي بملف سجناء “حراك الريف”، في علاقته مع خطاب العرش و العفو الملكي الصادر في حق بعضهم، أفادت صحيفة “آلباييس الإسبانية” في مقالها المنشور يوم أمس الأحد، أن ملك المغرب منح يوم السبت عفوه على العشرات من سجناء حراك الاحتجاجات بالحسيمة بمناسبة عيد العرش، ضمنهم توجد المغنية سليمة (سيليا) الزياني ، البالغة من العمر 23 سنة، المرأة الوحيدة التي كانت توجد ضمن 180 سجينا من رفاقها زعماء الحراك.
و أشارت “آلباييس” أن الملك لم يعفو على العديد من سجناء الحراك، سواء تعلق الأمر بناصر الزفزافي أو برفاقه الآخرين المسجونين كلهم بسجن الدار البيضاء، معتبرة أن السجناء الريفيين المعفى عنهم هم جزء من مجموعة سجناء لم يرتكبوا لا جرائم و لا أفعال جرمية حسب بلاغ وزارة العدل، ملمحة إلى ما نشرته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في حسابها على “تويتر” بأن عدد المعفى عنهم من الحراك غير كاف.
و نقلت ذات الصحيفة عن رضا بنعدادا، -الذي اعتبرته- الناطق الرسمي للحراك و الموجود في إسبانيا منذ اعتقال ناصر الزفزافي، بأنه ” كان لدينا أمل أن يسود التعقل و أن يوضع حد لهذا النزيف المفتوح على الشعب الريفي، لكنه تلاشى”، مذكرة بالسياق الذي اندلع فيه الحراك منذ نهاية أكتوبر عقب موت البائع محسن فكري مطحونا في شاحنة أزبال عندما حاول انتشال بضاعته من الأسماك المصادرة، حيث في هذا السياق، تقول “آالباييس” قدم قادة الحراك مطالب ساكنة الريف الاجتماعية و الاقتصادية و ضمنها مطلب رفع العسكرة عن الريف.
و خلصت الصحيفة الإسبانية، جراء الاعتقالات الواسعة التي تمت في الشهرين الأخيرين، بان الهدف الأول للحراك هو إطلاق سراح كافة السجناء دون أن يتم التخلي عن المطالب الأخرى، مشيرة إلى أنه بالنسبة لهذه السنة سادت عدة توقعات إزاء خطاب العرش في منطقة الريف أو باقي مناطق المغرب الأخرى، لم تستبعد أن يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين.
و على مستوى النقد في متن الخطاب الملكي، قالت “آلباييس”: “إن الملك انتقد بشدة الإدارة و الموظفين كما فعل في عدة مناسبات أخرى”، كما “انتقد الأحزاب السياسية دون أن يحددها بالإسم”، لكن في المقابل، تستطرد الصحيفة الإسبانية، الملك أثنى على القوات العمومية التي كانت موضوع انتقاد شديد من قبل الحراك جراء إصابة عماد العتابي بجروح خطيرة يوم 20 يوليوز الماضي و الذي يوجد حاليا في غرفة الإنعاش بعد إصابته في الرأس من قبل القوات العمومية التي قال عنها الملك أنها تحملت مسؤوليتها بـ “شجاعة و صبر و اعتدال و احترام للقانون”.