لهذه الأسباب تفادى أخنوش الحديث عن “البلوكاج” في بيانه أمس

تفادى عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، التطرق لقضية “البلوكاج” الذي تعرفه المشاورات الحكومية في البيان الذي أصدره الحزب ليلة أمس، رغم أن الساحة السياسية والإعلامية المغربية كلها كانت تنتظر تطرق بيان الأحرار لهذا الموضوع، خاصة وأن الأخبار التي كانت تصل من مقر الحزب بشارع النخيل في حي الرياض بالرباط، كلها كانت تتحدث عن أن الحزب سيصدر بيانا هاما للرأي العام تلك الليلة.

وأفادت المصادر أن الأسباب وراء تفادي التطرق لموضوع “البلوكاج” الحكومي، تمثلت في سببين اثنين، أولا ظهور تحليلات سياسية منذ ليلة أول أمس، – وخاصة بعد الندوة التي عقدها ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، وإصدار الاتحاد الدستوري  لبيان سياسي اتفقا من خلال خرجتيهما على تحميل المسؤولية عن “البلوكاج” لعبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المكلف والأمين العام لحزب العدالة والتنمية -، (تحليلات) تتحدث عن وجود قرار بضرورة إنزال الستار وإعلان انتهاء المشاورات التي يقودها بنكيران ، وبالتالي إعلان فشله في تشكيل الحكومة، والمرور إلى حل آخر، وهو ما دفع قيادة الأحرار إلى تفادي إصدار بيان على نفس المنوال، حتى لا يؤكدوا فكرة وجود قرار موحد بين الأحزاب، خاصة بعد خروج امحند لعنصر في تصريحات صحفية تصب في نفس ما قاله كل من لشكر وساجد.

والسبب الثاني والذي يعتبر ثانويا، هو أن حزب الأحرار كان قد أعلن عن موقفه السياسي السبت المنصرم بمدينة إفران خلال اللقاء الدراسي الذي عقده الحزب، والذي أكد من خلاله الموقف الذي يدافع عنه منذ أسابيع، والمتمثل في ضرورة مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة المقبلة “بسبب ما يمكن أن يقدمه للقضية الوطنية على المستوى العالمي”، دون الحديث عن الاتحاد الدستوري الذي يعتبر حزب الأحرار مشاركته أمرا مفروغا منه، بسبب إعلان التحالف معه مباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات ليوم 7 أكتوبر المنصرم، وبالتالي اعتبر أحنوش أنه لا داعي لتكرار التعبير عن نفس الموقف.

يذكر أن حزب التقدم والاشتراكية أصدر بيانا سياسيا بدوره مساء أمس يدعو إلى التهدئة وضبط النفس بين أطراف المشاورات حتى لا تصل إلى الباب المسدود، وهو ما يبدو أن حزب العدالة والتنمية استجاب له في بيانه صباح اليوم الذي صدر عن اجتماع الأمانة العامة للحزب الذي انعقد ليلة أمس، والذي دعا إلى استحضار الخطاب الملكي لـ 9 مارس 2011، كما عبر عن استعداد الحزب لاتباع منهجية الإصلاح رفقة الهيئات السياسية الجادة.

وفي انتظار عودة الملك من جولته الإفريقية في الساعات القليلة المقبلة فإن كل السيناريوهات تبقى مفتوحة، وإن كان السيناريو الأقرب حتى الآن، هو إعفاء بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة وتعيين شخص آخر..