المصطفى المعتصم
بكثير من الإخفاقات والقليل من الانجازات راكمنا في المغرب خلال عقود كل المعيقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى البيئية. عقود من سوء التدبير والفساد والنهب والريع وإضعاف الأحزاب والاستبداد مما خلف أوضاعا معقدة ونذوبا في الجسم المغربي ليس من السهل علاج آثارها بسهولة مهما كانت المجهودات الكبيرة التي بذلت وقد تبذل مستقبلا لإخراج البلاد من الإكراهات والخطوب التي تحاصرها داخليا وخارجيا وللجواب بنجاح على الأسئلة الحيوية والمصيرية التي ستحدد مصير الوطن.
المغاربة اليوم مفتونون والفتنة أشد من القتل. مفتونون بتوفير الخبز اليومي، وبإيجاد المدرسة المناسبة للأطفال، والخوف من المرض، والخوف من فقدان العمل، وعدم الإحساس بالأمن، والخوف من المستقبل. فتن كقطع من الليل المظلم. لكن هذه الفتن شيء وفتنة إدخال البلاد إلى الفوضى الهدامة شيء آخر.
سيقول قائل هناك فتن دون فتن، هذا مؤكد. والفتن المؤدية للتفكيك والتجزيء والفوضى الهدامة في المغرب تبقى هي الأخطر. نعم، هناك مخطط لضرب وحدة المغاربة وتجزيء المغرب. ولن يجادل في هذا الأمر إلا بليد لم يستوعب ما يجري فينا وحولنا في العديد من الدول العربية والإسلامية بل وفي العديد من دول اصطلح عليها في الماضي بدول العالم الثالث، أو متآمر يريد تنويمنا ليستمر في تنفيذ مخططاته التخريبية والاستعداد لحين ساعة الصفر. ومن يظن أن المغرب يشكل استثناءا وسط كل الدول العربية التي تعيش على إيقاع التفكيك والتقسيم واهم. فإذا كان هكذا مخطط يهدد اليوم السعودية ودول الخليج وليس فقط العراق وسوريا ومصر واليمن وليبيا والجزائر، فبالأحرى المغرب والأردن وتونس. المشكل ليس الوعي بهذا المخطط الرهيب ولكن المشكل العويص هو في طريقة التعاطي والتعامل مع هذا المخطط لإفشاله وتفويت الفرص على المتربصين بأمن ووحدة المغرب أرضا وشعبا.
فلا يستقيم ادعاء أن هناك تهديد لوحدة البلاد وأمنها واستمرار ممارسة الحگرة في حق الشعب المغربي خصوصا على الفئات الفقيرة والمهمشة اقتصاديا وجهويا. لا يستقيم ادعاء المعرفة بوجود مخطط تجزيئي وحقوق الإنسان المغربي الأساسية تنتهك يوميا بأشكال مختلفة. لا يستقيم هذا الوعي بمخطط نيو استعماري حيث الفقير يزداد فقرا والغني يزداد غنى، أي هناك نعم موفورة عند قلة قليلة جدا مقابل حقوق مضيعة عند أغلبية مطلقة. لا يستقيم القول بأننا مهددون في وحدتنا وأمننا وما زالت الداخلية تصر على مصادرة الحقوق السياسية لمواطنين ارتضوا لأنفسهم حزبا أو جمعية غير الأحزاب والجمعيات الموجودة. لا يستقيم هذا الوعي والقول والإيمان بوجود مؤامرة والمغرب لم ينجز فعليا الانتقال الحقيقي إلى الديمقراطية ولم يتمم المصالحة الوطنية بالشكل المطلوب والتام بدلالة استمرار الاحتقان والخوف بين الإدارة وعلى رأسها السلطة والمواطنين في الصحراء والريف منذ العهد الذي ولى حيث لا تزال بعض المؤشرات السلبية في هذا الصدد اليوم بالرغم من المجهودات التي بذلت وتبذل منذ مجيئ الملك محمد السادس حتى لا نبخس الناس أشياءهم. فمن السذاجة التصور أن أحقاد وجراح السنين بل الخوف والشك في نوايا الطرف الآخر ستزول بالسرعة والشكل الذي نريد. أبدا، خصوصا بوجود المتربصين اللذين يستغلون الأخطاء الصغيرة والكبيرة لإعادة فتح الجراح ووضع الملح فوقها حتى لا تلتئم.
من جهة ثانية أقول: بليد وفاقد للقدرة على فهم وتمييز ما يجري فينا وحولنا من كان سيظن أن ما جرى مع الشهيد محسن فكري كان سيمر بسهولة وسلاسة وباتخاذ قرار فتح تحقيق أو توقيف هذا المسؤول أو ذاك وينتهي الأمر وتطوى الصفحة على الأقل.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…