يجتمع قادة الدول العربية والإسلامية في السعودية الإثنين، لمناقشة الوضع في غزة ولبنان وتطورات المنطقة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية.
في أواخر أكتوبر، أعلنت وزارة الخارجية السعودية القمّة خلال الاجتماع الأوّل لتحالف دولي أنشئ بغرض الدفع قدما بحلّ الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويأتي لقاء الإثنين بعد عام من قمة مشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ندد فيه المجتمعون “همجية” إسرائيل في قطاع غزة.
وهذه المرة، يتوقع أن يكون طيف الولاية الثانية للجمهوري ترامب حاضرا على طاولة البحث، وفق ما قالت المتخصصة بشأن الخليج في مجموعة الأزمات الدولية آنا جايكوبس.
وأوضحت “هذه القمة هي فرصة للزعماء الاقليميين ليظهروا للإدارة المقبلة لترامب ما يريدون أن يكون عليه شكل الانخراط الأمريكي” في شؤون المنطقة.
ورجحت أن تكون “الرسالة رسالة حوار، خفض للتصعيد، ولفت الأنظار إلى الحملات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة”.
بثت قناة “الإخبارية” السعودية مشاهد لوصول الرئيس النيجيري بولا تينوبو ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى الرياض.
ومن المتوقع أن يشارك أيضا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الذي أعلن الأسبوع الماضي عن نيته الدعوة إلى “إنهاء فوري للإبادة الجماعية في غزة”، و”الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي”.
في سياق متصل، اعتذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن الحضور، لأسباب “تنفيذية ملحة”، وفق بيان حكومي، مؤكدا أن النائب الأول للرئيس محمد رضا عارف سيمثل إيران في القمة، معربا عن أمله في أن تخرج القمة “بنتائج فعالة لإنهاء جرائم النظام الصهيوني والعنف في غزة ولبنان”.
رسالة سعودية إلى ترامب
واعتمد ترامب خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021، سياسة مؤيدة كذلك لإسرائيل، وقام حتى بخطوات لم يسبقه إليها أي من الرؤساء الأمريكيين، مثل نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري المحتل.
كما دفع ترامب في اتجاه إبرام اتفاقات تطبيع بين إسرائيل من جهة، وكل من الامارات والبحرين والمغرب من جهة أخرى، كانت الأولى من نوعها منذ تسعينات القرن الماضي.
ورغم أن السعودية لم تنضم الى تلك الاتفاقات، لكن العلاقات بينها وبين إدارة ترامب كانت وثيقة. كما عزّز الثري الجمهوري صلاته التجارية مع المملكة بعد مغادرته البيت الأبيض.
وبعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، علّقت الرياض إبرام اتفاق أمني اقتصادي مع واشنطن يمهّد الطريق لتطبيع بين المملكة وإسرائيل، مشددة على أنها لن تعترف بالدولة العبرية من دون إقامة دولة فلسطينية.
ورأى عمر كريم، المتخصص في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام البريطانية، أن الرياض تريد أن توجّه خلال قمة الإثنين، رسالة إلى ترامب مفادها أنها ما زالت شريكا قويا.
وأوضح أن الرسالة هي أنه يمكن لترامب “أن يعول على السعوديين كممثلين للعالم الإسلامي”، وأنه “إذا أردت تعزيز المصالح الأمريكية في المنطقة، السعودية هي رهانك الرابح”.
وتضم جامعة الدولة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي دولا لا تعترف بإسرائيل مثل إيران، أو توجّه لها انتقادات حادة على خلفية حرب غزة مثل تركيا.
وتخللت قمة العام الماضي تباينات بشأن اتخاذ إجراءات مثل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدولة العبرية أو خفض امداداتها من النفط.
(ا ف ب)