بينما تستمر درجات الحرارة في الارتفاع بخنيفرة العاصمة التاريخية لزيان، تواصل البحيرات وعيون المياه جذب ساكنة الإقليم وزواره بحثا عن الاسترخاء والاستمتاع بعض الشيء بنسمة هواء بارد خاصة خلال هذه الأوقات التي تتميز بلهيب الحر .

وتشكل عيون أم الربيع وبحيرات “ويوان”، و”أكلمام أزكزا”، و”تيكلمامين”، وأيضا عيون “أروكو”، متنفسا طبيعيا مفضلا لساكنة جهة بني ملال-خنيفرة ومناطق أخرى، في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة التي تجاوزت 48 درجة مائوية.

وما يجعل من هذه المواقع الطبيعية مكانا مبهجا للزوار الفارين من لهيب الحرارة بالمدينة، هو جوها البارد ومناظرها الطبيعية الساحرة ومدى مساحاتها الخضراء.

كما يعد الاسترخاء في المياه الزرقاء الصافية التي توفرها هذه الفضاءات والاستمتاع بنسمة هواء نقي وصحي، بمثابة العلاج المعجزة للعائلات وأطفالهم الذين تأثروا بلهيب الحر.

وتشهد هذه البحيرات توافدا قياسيا من طرف ساكنة المنطقة وباقي المناطق، حيث تستقطب كل سنة عددا كبيرا من الزوار طوال فصل الصيف، مما يساهم في انتعاش الأنشطة التجارية والسياحية بالإقليم وتنشيط الأنشطة الموسمية، وكذا بيع المنتوجات المجالية والترويج للصناعة التقليدية المحلية.

وتوفر بحيرة “ويوان”، الواقعة في مرتفعات خنيفرة، فضاء مفضلا لعشاق الترفيه وسط الطبيعة وممارسة الرياضات الجبلية.

وتقع البحيرة (68 كلم عن خنيفرة)، على ارتفاع 1600 متر. كما تحتضن هذه البحيرة التي تغطي مساحة 17.5 هكتارا، مختلف أصناف الأسماك والطيور المائية، والنباتات، بالإضافة إلى احتضانها لمجموعة متنوعة من النباتات المائية، وحياة برية هامة، مما يجعلها أحد الأماكن المفضلة للساكنة.

أما بحيرة “أكلمام أزكزا”، أوالبحيرة “الخضراء” وفق التسمية الأمازيغية، والتي تعتبر “جوهرة” طبيعية حقيقية تقع على بعد حوالي 30 لكم عن خنيفرة وعلى ارتفاع 1500 متر، فهي تعد بدورها، واحدة من الوجهات المفضلة لدى الساكنة المحلية وزوار المدينة.

وتوفر هذه البحيرة فرصة للاسترخاء والاستمتاع بلحظات من الهدوء والسكينة وأيضا الاستمتاع بنزهة في عمق الطبيعة.

كما تعتبر البحيرة المثيرة للإعجاب، واحدة من الوجهات المفضلة لدى العائلات الخنيفرية، حيث تعرف خلال فصل الصيف تدفقا بشريا كبيرا.

عيون أم الربيع، هي الأخرى فضاء يعرف إقبالا مكثفا خلال هذه الفترة من الصيف المتسمة بلهيب الحر ، والتي تقع على ارتفاع 1240 مترا، وهي تعد موقعا سياحيا بامتياز.

إن نضارة الأمكنة الخلابة، والجداول وعيون المياه العذبة، كلها مميزات تحبس الأنفاس بهذا الموقع.

ومن أجل تعزيز استقبال عدد أكبر من الزوار، تم إحداث العديد من مؤسسات الإيواء ودور الضيافة، وعدة مطاعم ومقاهي وفضاءات لبيع المنتجوات المجالية تم تهيئتها وسط ممرات مائية.

وبخصوص عيون “أروكو”، فهي تقع بين أشجار الأرز والبلوط الأخضر الأطلسي على بعد خطوات قليلة من بحيرة “أكلمام أزكزا”، حيث يوجد هذا الموقع بملتقى الطرق الرئيسية المؤدية إلى هذه البحيرة وعيون أم الربيع وبحيرة ويوان.

إن هذا الموقع يستقطب العديد من السياح والزوار الباحثين عن البرودة والاسترخاء.

وتم إعادة تأهيل عيون “أركو” بالكامل بفضل المساهمة الهامة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية عبر بناء وتجهيز 15 كشكا، وموقفا للسيارات ومرافق أخرى، وذلك بهدف تشجيع السياحة الجبلية في الإقليم، والمساهمة في التنمية السوسيو – اقتصادية بالجهة.

وهناك بحيرات أخرى تلقى إقبالا من طرف الزوار، ويتعلق الأمر ببحيرة “تيكلمامين” الواقعة على بعد 35 كلم عن خنيفرة وعلى ارتفاع 1630 مترا، في قلب أشجار الأرز بأجدير زيان في الأطلس المتوسط.

وتتوفر هذه البحيرة الممتدة على مساحة 13 كيلومترا ، على ثروة سمكي مهمة، كما تعتبر ملجأ سنويا للطيور المهاجرة.

إن كل هذه المواقع وغيرها، تساهم في إقلاع صناعة سياحية متكاملة ذات قيمة مضافة عالية، بالإضافة إلى تحسين القدرة التنافسية وجودة الخدمات السياحية وجذب مزيد من المستثمرين السياحيين في الجهة.

يشار إلى أن إقليم خنيفرة يتوفر على غابات شاسعة غنية بتنوع بيولوجي وغطاء نباتي، حيث تغطي أزيد من 40 بالمائة من المساحة الإجمالية للإقليم، أي بمساحة 526 ألف هكتار، في حين تبلغ مساحة الأرز وحدها حوالي 31 ألف هكتار، كما أن الإقليم يعرف وفرة في الموارد الحيوانية والسمكية.

التعليقات على بحيرات وعيون المياه بخنيفرة.. ملاذ للباحثين عن البرودة في ظل ارتفاع درجات الحرارة مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

تصفيات كأس أمم إفريقيا.. صحف تونسية تعرب عن عدم ارتياحها لأداء المنتخب رغم التأهل وتدعو إلى التدارك قبل النهائيات

أعربت صحف تونسية ، صادرة اليوم السبت ، عن عدم ارتياحها لأداء المنتخب التونسي لكرة القدم ول…