تم، اليوم الثلاثاء بالرباط، إطلاق “EMC-Helpline”، وهو خط المساعدة لحماية الأطفال والشباب من العنف السيبراني والتنمر الإلكتروني، وذلك بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لإنترنت أكثر أمنا تحت شعار “معا من أجل استخدام إيجابي ومسؤول للإنترنت”.
وأوضح يوسف بن الطالب، رئيس المركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار، بهذه المناسبة، أن الأمر يتعلق بالمواكبة عبر الإنترنت لفائدة الأطفال والشباب من أجل مواجهة العنف السيبراني والتنمر الإلكتروني، حيث أن هذا الخط متوفر مجانا على مدار 24 ساعة في اليوم، و7 أيام في الأسبوع، والذي يمكن الوصول إليه عبر الهاتف أو الدردشة الفورية عبر الإنترنت أو البريد الالكتروني.
وأضاف أنه يمكن للأطفال والشباب طلب المساعدة من أجل الإبلاغ على محتويات العنف الرقمي والتنمر الإلكتروني على منصات شبكات التواصل الاجتماعي، مضيفا أن هناك فريق مكلف بتلقي وتحليل شكاياتهم ومواكبتهم من أجل حذف هذه المحتويات بفضل قنوات مباشرة لشراكات ثقة تربط المركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار بمختلف المقاولات، من قبيل “Meta”.
وأكد أنه يمكن لهم أيضا الاستفادة من المواكبة القانونية والنفسية بفضل دعم منظمات المجتمع المدني، أعضاء “فضاء مغرب الثقة السيبرانية”، من قبيل جمعية مستعملي الأنظمة المعلوماتية بالمغرب وجمعية “إبني”.
وأكدت الكاتبة العامة بالنيابة لوزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، سارة العمراني، في هذا الصدد، أن حضور الإنترنت أصبح ضرورة في حياة جميع الأسر، وخاصة في الحياة اليومية للأطفال، من خلال تقديم فوائد عديدة لهم في مجال التربية والتواصل والترفيه، مسجلة أن المعلوميات أضحت الآن في حد ذاتها مادة ضمن المناهج الدراسية.
وبعد أن سلطت الضوء على افتتان الأطفال والشباب المغاربة بالعالم الافتراضي، قالت العمراني إنه بحسب “Kepios”، فإن عدد مستخدمي الشبكات الاجتماعية في المغرب بلغ 23,8 مليون شخص في يناير 2022، أي 63,4 في المائة من الساكنة مع زيادة 1,8 مليون (زائد 8,2 في المائة) ما بين 2021 و 2022.
وفي هذا السياق، أكدت العمراني أنه أصبح من الضروري حماية الأطفال والشباب من خلال مراقبة وسائل الأمن داخل الإنترنت عبر تطوير برامج وقائية بمساعدة الأسرة والمدرسة.
من جهة أخرى، أبرزت العمراني أنه بالإضافة إلى هذا الاحتفال، أطلقت الوزارة عدة حملات ومبادرات تحسيسية وورشات تكوينية، مستشهدة على ذلك بالعمل الذي تقوم به وزارتها بشراكة مع العديد من الفاعلين، بما في ذلك إطلاق منصة “e -himaya”.
من جانبها، أوضحت رئيسة مكتب مجلس أوروبا بالمغرب، كارمن غوميز، أن اليوم العالمي لإنترنت أكثر أمنا يستهدف الشباب وعائلاتهم ومهنيي التربية وحماية الطفل.
وتابعت أن هذا اليوم يهدف إلى تحسيس الشباب بالاستخدامات الرقمية الإيجابية والمسؤولة وكذا مساعدة البالغين، الذين يكونون عاجزين أحيانا، على مواكبتهم في حياتهم الرقمية، منبهة، في هذا الصدد، إلى العنف الرقمي الذي اكتسب زخما جديدا خلال السنوات الأخيرة.
وقالت كارمن غوميز إن العنف السيبراني لا يمكن فصله عن العنف الذي يمارس في الوسط المدرسي لأنه غالبا ما ينتشر بين الأقران، مشددة على أن التنمر الإلكتروني يمكن أن يتخذ شكل السخرية التي يتم نشرها عبرالإنترنت، واختراق حسابات الشبكات الاجتماعية، وسرقة الهوية ولكن أيضا نشر الصور أو مقاطع الفيديو ضد إرادة الضحية.
وسجلت أنه منذ ثلاث سنوات ومجلس أوروبا يدعم المغرب في هذه المبادرة، التي يتم تنسيقها من قبل المركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار برعاية من وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووكالة التنمية الرقمية.
ويعتبر اليوم العالمي لإنترنت أكثر أمنا حدثا سنويا يهدف إلى دعوة مختلف الجهات الفاعلة في حماية الأطفال والشباب على الإنترنت، من أجل تكثيف الجهود لزيادة الوعي بأهمية الالتزام بالممارسات الفضلى للاستخدام المسؤول والإيجابي للإنترنت بالمغرب.
وبهذه المناسبة تم تسطير العديد من مبادرات التوعية والتكوين خلال هذه النسخة.
وتشكل الندوة الوطنية لليوم العالمي لإنترنت أكثر أمنا، التي نظمت اليوم الثلاثاء بالرباط، والتي خصصت لهذا الحدث، فرصة لعرض مبادرات مختلف المؤسسات المعنية وهيئات المجتمع المدني والشركات الرقمية للمساهمة في حماية أفضل على الإنترنت.
وقد نظمت هذه الندوة بشراكة وتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل ووزارة العدل والمديرية العامة للأمن الوطني والدرك الملكي ووكالة التنمية الرقمية والمرصد الوطني لحقوق الطفل وجمعية مستعملي الأنظمة المعلوماتية بالمغرب وجمعية “إبني”، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني والشركات الرقمية كشركة كاسبرسكي.