قتل فلسطينيان أحدهما طبيب برصاص الجيش الاسرائيلي في عملية عسكرية في جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الجمعة.
وأصيب خمسة أشخاص من بينهم مسعفان، وفق المصدر نفسه.
وقالت الوزارة في بيان “نقل شهيدان إلى مستشفى جنين الحكومي”، مؤكدة “استشهاد الطبيب الزميل عبد الله الأحمد رئيس وحدة الإجازة والترخيص، متأثراً بإصابته برصاصة اخترقت رأسه أطلقها عليه جنود الاحتلال أمام مستشفى جنين الحكومي صباح اليوم”.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، في بيان أن الطبيب عبد الله الأحمد هو “قائدها” وأنه قتل في “اشتباك مسلح” مع القوات الإسرائيلية.
وقال مصور لـ”فرانس برس” إن الطبيب خضع لعملية جراحية في المستشفى بعد تعرضه لإطلاق النار.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي عن “استشهاد متين ضبايا وهو أحد مؤسسي كتيبة جنين لسرايا القدس” الجناح العسكري للحركة.
وقال مسؤول في وزارة الصحة لـ”فرانس برس” إن ضبايا قتل خلال مداهمة المخيم.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور على مقتلهما لكنه أعلن في بيان عن “عملية مستمرة في مخيم جنين للاجئين” حيث اعتقل ثلاثة أشخاص بينهم ضياء محمد يوسف سلامة (24 عاما) الذي قال إنه ينتمي لحركة حماس وكانت بحوزته بندقية، مؤكدًا أنه “مسؤول عن تنفيذ الهجمات الأخيرة ضد قوات الأمن وخطط لتنفيذ هجمات إضافية”.
وقال الجيش إنه “خلال العمليات في جنين أطلق عدد من المسلحين المشتبه بهم الاعيرة النارية الكثيفة وعبوات ناسفة على قوات الأمن في المنطقة. وردت القوات بالذخيرة الحية”.
وأضاف البيان أن “نفذت قوات الجيش وجهاز الأمن العام وحرس الحدود الإسرائيلي عمليات استباقية ووقائية في عدة مواقع” الجمعة في انحاء مختلفة في الضفة الغربية المحتلة حيث أعلن عن اعتقالات في نابلس وقضائها وفي مدينة الخليل، في الجنوب.
وأفاد شهود عيان ووكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن “قوات خاصة اسرائيلية تسللت فجر الجمعة إلى مدينة جنين ومخيمها واعتلت أسطح عدة عمارات، تبعها اقتحام عشرات الآليات العسكرية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة، استخدمت خلالها القوات الاسرائيلية الرصاص الحي. وتم تحديد إصابات”.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية “الجريمة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين صباح اليوم الجمعة”، وأضافت “إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت كل الخطوط الحمراء ولن نسمح باستمرار الوضع الحالي”.
واعتبر رئيس المجلس الوطني روحي فتوح أن “استهداف قوات الاحتلال للطبيب عبد الله الاحمد في جنين وإصابتها لمسعفين وإعدامها للشهيد متين ضبايا هو امتداد لجرائم الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين ويعتبر جريمة حرب”.
وأدان رئيس الوزراء محمد اشتيه ووزيرة الصحة مي كيله مقتل الطبيب عبد الله الاحمد وطالبا المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية “بالتدخل الفوري لحماية أبناء شعبنا وكوادره الطبية ومستشفياته، كما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة”.
وأكدت حركة حماس معقبة أنَّ “دماء شهدائنا ستكون وقوداً لانتفاضة متجدّدة ضدّ إرهابه”.
وأعلن الليلة الماضية عن وفاة محمد ماهر تركمان (غوادرة) (18 عامًا) من مخيم جنين أيضًا متأثرًا بجراح خطيرة أصيب بها خلال اشتباك مسلّح مع القوّات الاسرائيلية لحظة اعتقاله في شتنبر الماضي.
وخلفت مداهمات الجيش التي غالبا ما تتخللها صدامات مع السكان الفلسطينيين، أكثر من 100 قتيل في الجانب الفلسطيني، وهي أكبر حصيلة ضحايا في الضفة الغربية منذ ما يقرب من سبع سنوات، وفق الأمم المتحدة.
ومن بين القتلى الفلسطينيين أطفال آخرهم اثنان قتلا السبت الماضي خلال عملية مداهمة في جنين، بينما توفى طفل عمره 12 عاما الاثنين متأثرا بإصابته الماضي، وفقا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية.
*وكالات