ندّد مجموعة من القياديين بنقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل قطاع الثقافة، الذراع النقابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقواة الشعبية، بالمسار الذي اتخذته نقابتهم، من خلال مجموعة من القرارات التي انفرد باتخاذها رضوان الشرقاوي الكاتب الوطني للنقابة، وعلى رأسها “الحرب” التي يقودها ضد المديرة الجهوية لوزارة الثقافة بالدار البيضاء، والتي وصلت حدّ محاولته الضغط على وزير الشباب والتواصل والثقافة، المهدي بنسعيد، من أجل إعفائها من منصبها.
وكشفت مصادر قيادية بالمكتبين المحلي والجهوي للفدرالية الديمقراطية للشغل قطاع الثقافة بالدار البيضاء لـ”الأول”، أن “الكاتب الوطني نفذّ اليوم الخميس بمعية مجموعة من الأشخاص بعضهم لا ينتمي إلى قطاع الثقافة وأخرون من خارج الدار البيضاء وقفة احتجاجية تطالب برحيل المديرة الجهوية لقطاع الثقافة حفيظة خويي، وذلك من دون أن يشرك أغلبية الموظفين المنتمين للنقابة في هذا القرار بل أن مجموعة من أعضاء المكتب الجهوي والمكتب المحلي للنقابة مثل إدريس الروخ وهشام بهلول وعبد الكريم بولمال، وياسين الشُهابي، القياديين في النقابة لا علم لهم بهذه الوقفة ولا بالخطوات التصعيدية التي يقوم بها الكاتب الوطني ضدّ المديرة الجهوية.
من جهته أكد عبد الكريم بولمال إطار وزارة الثقافة عضو بالمكتب المحلي وعضو بالمكتب الجهوي للنقابة وعضو في اللجان الثنائية أن نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل تعرف إنحرافاً خطيراً جداً في الآونة الأخيرة من خلال القرارات الانفرادية التي يتخذها الكاتب الوطني بمعية شخصين أخرين، في تغييب تام لأغلبية المسؤولين بالنقابة، مما أدى إلى مجموعة من الاستقالات والاحتجاجات الداخلية”.
وأكد ذات المتحدث أن “الكاتب الوطني ومن معه يقودون حملة ضد المديرة الجهوية حفيظة خويي، تغلب عليها الذاتية والانتقامية ولا علاقة لها بالدفاع عن مصالح الموظفين كما هو متعارف عليه في العمل النقابي، لذلك عبر 90 في المائة من موظفي المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بالدار البيضاء عن رفضهم التام لهذه الممارسات، عن طريق توقيع عرائض توضّح حقيقة مايجري”.
وفي نفس السياق اطلع “الأول” على تسجيلات صوتية لمجموعة من الأعضاء القياديين بالنقابة الذين عبروا عن “استغرابهم سواءً من إقدام الكاتب الوطني للنقابة على مراسلة المهدي بنسعيد وزير الشباب والتواصل والثقافة ضد المديرة الجهوية، وإصدار بيانات بإسم النقابة في الموضوع، وأيضاً، الوقفة التي جرت اليوم الخميس من دون علمهم”، مؤكدين في نفس الوقت “رفضهم لهذه الممارسات غير الديمقرطية والتي سببها صراع ذاتي وشخصي” حسب ما جاء في التسجيلات.
كما توصل “الأول”، بعريضة موقعة من طرف مجموعة من الموظفين بالمديرية الجهوية لقطاع الثقافة بالدار البيضاء، المنتمون لذات النقابة والتي جاء فييها “لقد شكل الانحراف الواضح الذي تمارسه بعض التنظيمات المحسوبة على الفدرالية الديمقراطية للشغل خاصة بعض أعضاء المكتب الجهوي والذي كنا نشكل كمناضلين فيه دعامة أساسية لتقوية هذا الفرع نقابياً، غير أنه وللأسف الشديد ظهرت مؤخراً بعض الممارسات التي تستهدف أطر وموظفي القطاع لأسباب ذاتية لا علاقة لها بالممارسة النقابية التي انخرطنا من أجلها داخل الفدرالية الديمقراطية للشغل، وعليه فإننا ندين هذا السلوك النقابي الشاذ ونعتبره خروجاً على مبادئ العمل النقابي، واستهدافا مباشراً للمديرة الجهوية لقطاع الثقافة بالدار البيضاء. خاصة الإدارة المركزية مشكورة قد وضعت حلاً توافقيا لمعالجة المشكل المطروح من طرف النقابة، الشي الذي يؤكد أن الوقفة المنظمة تجاوزت أهدافها ووضعت القائمين عليها في استهداف واضح للإدارة الجهوية والمركزية باعتبار أن المشكل قد تمّ تجاوزه وبالتالي فأسباب الوقفة أصبحت متجاوزة”.
وأضاف الموقعون على العريضة: “وأمام هذا الوضع فإننا أصبحنا نشك في أهداف هذه الوقفة وما المقصود منها، خاصة وأن المحتجين أغلبهم لا ينتمون إلى قطاع الثقافة بجهة الدار البيضاء”.
وبالرجوع إلى أصل المشكل الذي اندلع داخل المديرة الجهوية للثقافة بالدار البيضاء، تقول مصادر مطلعة من داخل المديرية الجهوية: “كل شيء انطلق عندما قامت المديرة الجهوية بإجراء إداري (تفتيش) داخل مصلحة الشؤون المالية والادارية بالمديرية الجهوية والتي يرأسها عضو بالمكتب المحلي لنقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل والمقرب من الكاتب الوطني، وهو ما لم يستسغه هذا الأخير بالرغم من ان هذا التفتيش لم تعلن نتائجه بعد”.
وأضافت المصادر، “لقد احتجت النقابة على هذا الاجراء الاداري العادي الذي يدخل في إطار صلاحيات المديرة الجهوية، مما دفع الإدارة المركزية للتدخل من أجل إيجاد حلّ مناسب للطرفين، وقد تبنت هذه الأخيرة مقترحاً تقدم به الكاتب الوطني للنقابة نفسه والذي يقضي بتبادل المناصب بين رئيس المصلحة المعني ومدير معهد الموسيقى والفن الكوريغرافي بالدار البيضاء، لكن الغريب أن الكاتب الوطني ومن معه، لم يقفوا عند هذا الحدّ من أجل تجاوز المشكل، بل اعتبروا ما أقدمت عليه المديرة هجوماً عليهم وتحوّل الوضع إلى محاولة إنتقام منها عن طريق الضغط عليها بشتّى الوسائل من أجل إعفائها من منصبها لأنها بحسبهم تمادت في تسييرها العشوائي وممارستها الشطط في استعمال السلطة”.
التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة
أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار، أنه تابع بابتهاج كبير جلسة العمل الملكية، التي كلف الملك، …