كتب الموقع الإخباري السنغالي “سينيغو” “Senego” اليوم السبت أن قرار المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي بأن يكون مقر الوكالة الإفريقية للأدوية في رواندا، يعتبر بمثابة خيبة أمل وفشل جديد للدبلوماسية الجزائرية، مشيرا الى أن التصويت لصالح كيغالي “يترجم، من نواح كثيرة، رفض الدول الأفريقية لموقف هذا البلد (الجزائر) الذي رفض قبول الحكم الموضوعي لفريق التقييم التابع لمفوضية الاتحاد الافريقي”.
وخلال الدورة ال 41 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، المنعقدة في 14 و15 يوليوز في العاصمة الزامبية لوساكا، منحت الدول الأفريقية لرواندا بعد تصويت كبير، أحقية احتضان مقر الوكالة الإفريقية للأدوية، تضيف وسيلة الإعلام السنغالية، مشيرة إلى أن هذا التصويت كان بمثابة “خيبة أمل للدبلوماسية الجزائرية التي مثلها رئيسها رمطان لعمامرة”.
وأضافت أن “هذا التصويت، أدى في الواقع، إلى هزيمة الجزائر ضد رواندا. ويعكس هذا الوضع، في كثير من النواحي، رفض الدول الأفريقية لموقف هذا البلد الذي رفض قبول الحكم الموضوعي لفريق التقييم التابع للمفوضية الإفريقية. إذ بعد عملية تقييم علمي، وضع هذا الفريق رواندا بالفعل على رأس قائمة الترشيحات الافريقية الثمانية“.
وقال الموقع الاخباري إن “التنصل الذي سجلته الجزائر على هذا النحو، رغم أنها راهنت على كل شيء، يؤكد أيضا تراجع قدرتها على التعبئة داخل الاتحاد الإفريقي”.
وأشارت الى أن “هذا البلد، الذي أصبح منعزلا، لم يعد بإمكانه التأثير على القرار السيادي للبلدان الأفريقية على الرغم من الضغط الذي مارسه داخل ردهات وممرات المجلس التنفيذي في لوساكا، وقبل كل شيء، على الرغم من محاولته تخويف رواندا للتنازل لها عن مركزها الأول في الترتيب، وهي محاولة أثارت استغراب واستياء المشاركين في أشغال هذا المجلس”.
ولاحظ الموقع الإخباري أنه “باستخدام حيل مختلفة، حاولت الجزائر دعم عرضها لإحتضان مقر الوكالة الإفريقية للأدوية من خلال وعد بتقديم دعم مالي يبلغ حوالي 200 مليون دولار بالإضافة إلى تحمل كامل تكاليف تشغيل المقر خلال العامين الأولين. ومع ذلك، فقد تم تجاهل هذا العرض”.
وأشار الموقع الإخباري السنغالي إلى أن الوزير الجزائري “ذهب إلى حد اقتراحه على الوفد الرواندي دعم الجزائر لمنح رواندا الإدارة العامة للوكالة الإفريقية للأدوية في مقابل انسحابها لصالح الترشيح الجزائري في انتهاك صارخ لمبادئ الديمقراطية والدبلوماسية”.
وكتبت البوابة الإخبارية “بالنسبة للعديد من الدبلوماسيين، فإن مثل هذا الابتزاز هو بشكل واضح ” إهانة” لذكاء مندوبي الدول الأفريقية”.
وأكدت أن “الحكمة والقيم الديمقراطية، التي تشكل أسس الوحدة الأفريقية، قد انتصرت أخيرا” ، مشيرة إلى أن “الجزائر ودبلوماسيتها، بقيادة رئيسها، عانت من فشل آخر، هذه المرة في مواجهة ترشيح من رواندا، يعد إلى حد كبير هو الأفضل علميا كما أنه يعتبر عمليا وفي وقت قياسي، ومن المرجح أن يعزز التطور المتوقع للسيادة الصحية للقارة الأفريقية “.
وأشارت الى أن مشروع إنشاء الوكالة الإفريقية للأدوية كان يراوح مكانه منذ عام 2009. ودخل حيز التنفيذ في نونبر الماضي، باعتباره الوكالة الصحية الثانية في القارة (بعد مركز السيطرة على الأمراض) إثر مبادرة مشتركة من منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأفريقي.
وستتولى هذه المنظمة الجديدة التابعة للاتحاد الأفريقي مسؤولة ضمان توافر الأدوية واللقاحات في القارة الأفريقية. كما سيتعين عليها تعزيز مكافحة الأدوية المزيفة وكذلك المنتجات الطبية المزيفة أو المنتجات المشكوك فيها أو ذات الجودة الرديئة.