غيثة عزوزي (و م ع)

في سياق اتسم بانتشار وباء كورونا، شهد العالم الرقمي والتجارة الإلكترونية نقطة تحول محورية في تطورهما باقتحامهما لكافة الميادين. وهكذا، أضحت معظم مشتريات الساكنة البيضاوية على غرار باقي المغاربة على بعد نقرة واحدة، ولا تشكل عملية اقتناء المواشي استثناء في هذا الاتجاه خاصة مع اقتراب عيد الأضحى. فخلال السنوات الأخيرة ، انقلبت عادات وتقاليد المغاربة رأسا على عقب ، وذلك باقتحامها لعالم الحداثة. فبعدما اعتاد الناس على تسوق الأضاحي بالفضاءات والأسواق المخصصة لذلك وفي بعض الأحيان عن طريق الأخبار المتناقلة شفويا، أضحت عملية اقتناء الماشية تمر اليوم عبر منصات التجارة الإلكترونية، لتصبح هذه الممارسات بذلك أكثر شيوعا بين المستهلكين والكسابة.

فبشرى سارة للأشخاص الذين يعانون من حساسية المساومة ومضايقة الوسطاء و الشناقة، وكذا أولئك الذين ليس لديهم الوقت الكافي للتنقل والتجوال لعدة أيام بين الأسواق! فعلى بعد نقرات بسيطة فقط ، أصبح بإمكانهم الحصول على الأغنام التي يختارونها بسهولة دون تكليف انفسهم أي عناء يذكر، وذلك ببساطة عبر القيام بزيارة للتطبيقات والمواقع المخصصة لهذا الغرض.

وهكذا، فإن إعلان الجمعية الوطنية للأغنام والماعز (ANOC) مؤخرا عن إطلاق المنصة التجارة الإلكترونية “MyANOC” المعدة لبيع المواشي عبر الإنترنت جاء في الوقت المناسب. وأمام تعدد المواقع الإلكترونية التي تقدم هذه الخدمات، يجد المستهلكون والعارضون في الجهة أنفسهم أمام وفرة الاختيارات، في ما يخص البيع بالنسبة للبعض، واقتناء الأضحية بالنسبة لآخرين. وبالتالي فهذه المواقع الالكترونية تسمح بالتواصل المباشر بين الكساب والمستهلك ، و تساهم في التقليص من حجم المشاكل الناجمة عن تعدد الوسطاء. فضلا عن كونها مفتوحة أيضا في وجه الفاعلين بقطاع اللحوم الحمراء الذين تحذوهم الرغبة في شراء ماشية ذات خصائص معينة ومحددة.

وفي هذا الشأن، أكد السيد بوبكري الحاج ، المشرف على ضيعة لتربية وتسمين الأغنام والماعز بجماعة سيدي موسى بنعلي التابعة لعمالة المحمدية، والذي يقدم خدمة اختيار واقتناء الأغنام عبر الإنترنت، أنه من خلال تعدد المواقع و منذ إطلاق منصة “MyANOC” ، تم تسجيل اقبال مكثف من لدن المستهلكين الراغبين في شراء الأغنام عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى التنقل.

وأشار إلى أن كافة الأغنام التي تم عرضها للبيع عبر الانترنيت بيعت في يوم واحد ، معربا عن سعادته بالثقة التي نسجها مع زبائنه الأوفياء ممن اعتادوا اللجوء إليه كل سنة من اجل اقتناء أضحية العيد.

وأضاف أن سلالة السردي التي يعرضها للبيع تتراوح أوزانها ما بين 50 و 100 كيلوغرام ، أما بالنسبة لسلالتي البركي أو تيمحضيت فيتراوح وزنها ما بين 38 و 60 كيلوغراما.

كما أكد المشرف على الضيعة أن العلف المخصص لأغنامه يبقى عضويا 100 في المائة من شعير وشوفان وصويا، وغيرها، مضيفا أنها تخضع بشكل منتظم لفحوصات بيطرية على مدار السنة فضلا عن خضوعها للمراقبة من قبل تقنيي الجمعية.

وتابع قائلا “على الرغم من الزيادة الكبيرة في أسعار العلف ، فإننا نسهر على أن تكون الأعلاف المخصصة للأغنام ذات نوعية جيدة ، وذلك لإرضاء زبنائنا”.

ومن جهة أخرى ، أشار السيد بوبكري إلى أن الشراء عبر الإنترنت يظل الحل الأفضل لتجنب عناء التنقل إلى الأسواق وضياع الوقت والجهد ، خاصة بالنسبة للموظفين والعاملين الذين يعانون من ضغوط الوقت والانشغالات اليومية.

وقال إن “الفكرة من وراء إحداث منصة بيع الأغنام على شبكة الأنترنت تكمن أساسا في تجنيب المستهلكين متاعب الأسواق والوسطاء وإضاعة الوقت”.

وفي نظره، فإن الشراء عبر الإنترنت يجنب الزبون كثرة المساومة غير الضرورية في الأسواق، بما في ذلك عامل المضاربات التي يفرضها الشناقة والازدحام .

ويبدو أن هذا الاتجاه الجديد ، الذي يمثل ثورة في أساليب الشراء لدى المغاربة المرتبطين بشدة بالطقوس ذات الصلة بعيد الأضحى ، سيستقر لفترة طويلة في ثقافة المستهلكين ويتوقع أن يكون له مستقبل واعد بالمملكة. ويبقى السؤال المطروح هل يمكن أن نشهد استبدال الأسواق التقليدية بتطبيقات ومنصات بيع الأغنام عبر الإنترنت ؟

التعليقات على المحمدية.. اقتناء مواشي عيد الأضحى يدخل غمار العالم الرقمي مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

مشاهد من نهاية “الديربي”.. الحسرة على وجوه لاعبي الرجاء والوداد

  …