حصل “الأول” من مصادر مطلعة على تفاصيل الرواية الكاملة لإحدى المشتكيات ضدّ أستاذ اللغة الانجليزية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، (ع.ت)، والذي تمت إحالته من طرف النيابة العامة، أمس الخميس،  مباشرةً على جلسة المحاكمة في حالة اعتقال بتهم تتعلق بـ” التحرش الجنسي والابتزاز”.

إحدى المشتكيتين صرّحت بوقائع “خطيرة”، حسب مصادر مطلعة، فقد كشفت للسلطات، خلال التحقيقات وأمام النيابة العامة، عن تفاصيل ما تعرضت له من طرف الاستاذ المتهم الذي يبلغ من العمر 61 سنة.

وأشارت ذات المصادر أن الاستاذ المتهم، طَلب من المشتكية، خلال الموسم الدراسي السابق لالتحاق بمكتبه بالكلية، بصفته رئيساً لشعبة الدراسات الانجليزية، وهي طالبة بنفس الشعبة، ثمّ دعاها إلى “ممارسة الجنس معه، من أجل أن تحصل على نقطة جيدة، في الامتحان، وقام بلمسها وتحرش بها جنسياً، إلاّ أنها رفضت ذلك، ولم تستسلم لرغباته، فكانت نتيجة ذلك أنْ منحها نقطة واحد على عشرين في الامتحان، وعادت في الدورة الاستدراكية، واجتازت نفس الامتحان لتحصل على معدل 20/8، ثمّ استطاعت أن تعوّض ما تبقّى لها من نقط من خلال المواد الأخرى”.

وكشفت المصادر أن المشتكية التي تدرس حالياً في سنتها الأخيرة دراسات إنجليزية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، “عاشت أزمة نفسية حادة ولم تخبر أحداً بما جرى، وفضّلت الصمت على البوح والفضح، معتقدةً أن معاناتها انتهت، لكن خلال الأسدس الخامس تكرّر نفس الأمر”، وظلّ الاستاذ حسب رواية المصدر المقرب منها، “يلحّ عليها بأن تأتي إلى منزله من أجل ممارسة الجنس معه إذا أرادت أن تحصل على نقط جيدة، وفي كلّ مرة يلتقيها في الكلية يقول نفس الكلام “جي عندي للدار إذا بغيتي النقط”، فأصبح الأمر لايطاق بالنسبة لها وكان لزاماً أن تضع له حدّاً”.

بعد ذلك، حسب ذات المصادر، قصدت المشتكية رئيس الشؤون الطلابية، بالكلية، وأخبرته بما تتعرض له، فطلب منها التوجُّه إلى مرصد ضدّ التحرش الجنسي بنفس الكلية، تشرف عليه أستاذة جامعية، هذه الأخيرة إستمعت لشكاية الطالبة، لكنها طالبتها بأدلة تعزّز روايتها، وهو الشيء الذي لم تكن تتوفر عليه الطالبة.

وتابعت المصادر، فاتفقت الطالبة والأستاذة المشرفة على المرصد، على ضرورة تعزيز روايتها بأدلة تؤكدها، عن طريق مسايرة الأستاذ فيما يريد، من أجل ضرب موعد معه للذهاب معه إلى منزله، وهو ما حصل.

واستمرّ التواصل بين الطالبة والاستاذ على تطبيق الواتساب من خلال محادثات وتسجيلات صوتية، تقول المصادر، تؤكد أنه كان يريد منها ممارسة الجنس، حتى كان الموعد الحاسم، الذي اتفق فيه الطرفان على اللقاء بعد أن ينتهي الأستاذ من عمله بالجامعة، ويذهبان إلى منزله بمدينة المحمدية، وهو ماحصل بالفعل، لكن كان هناك طرف ثالث حاضر في هذا الموعد، حيث ظلت الأستاذة المشرفة على المرصد، تراقب الوضع عن بعد”.

وكشفت المصدر المقرب أن المشتكية، التقت الأستاذ أمام منزله ووقفت أمام الباب متردّدة في الدخول معه، وبدأ يصرخ في وجهها: “دخلي بغيتي تشوهينا”، ثمّ دخلت وأحضر ورقة إمتحان وقال لها ستكتبين الان الأجوبة الصحيحة كاملةً، وطلب منها ان تخرج من حقيبتها قلماً فأجابته بأنها لاتحمل معها قلما، فخرج لإحضاره من سيارته، تاركاً الباب مفتوحة، لتهرب الطالبة المشتكية وهي ترتجف خوفاً نحو سيارة الأستاذة التي كانت حاضرة للعملية كاملةً وطلبت منها الهروب سريعاً من المكان.

وتقول المصادر إنّ “إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، عندما بلغها التقرير كاملاً عن الواقعة، قرّرت عزل الأستاذ المتهم من منصبه كرئيس لشعبة الدراسات الإنجليزية، لكنه احتفظ بمنصبه كأستاذ لمادة الإنجليزية، أمام أنظار الطالبات اللواتي تعرضن لنفس الممارسات وقررن الصمت خوفاً على مسارهن الدراسي، وربما تكون إحداهنّ قد تعرضت لأفضع مما حصل مع الطالبة المذكورة، فهناك أخبار تروج أن المشتكية الثانية ضده حاولت الانتحار” من جراء ابتزاه لها.

وأوضحت المصادر أن الطالبة توجهت إلى الدائرة الأمنية بالمحمدية ووضعت شكاية تتهم فيها الأستاذ بالتحرش بها جنسياً وإبتزازها، وحكت بالتفصيل ما وقع معها وما تعرضت له. بل وكشفت أن الأستاذ يستعمل نفس التقنيات لابتزاز الطالبات ويكفي أن تطأ رجلك كلية الآداب بالمحمدية وتسأل عنه أي طالبة تدرس في شعبة اللغة الانجليزية وحتى من خارج الشعبة حتى تحكي لك قصصا عنه وروايات في هذا الباب”.

وكانت النيابة العامة أمس الخميس، قد أحالت الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة المحمدية، المتهم بالتحرش في حالة اعتقال على جلسة المحاكمة بتهم تتعلق بـ”التحرش الجنسي والابتزاز”.

وقد جرى الاستماع إلى المتهم والطالبتين “الضحيتين”، من طرف النيابة العامة ليتمّ إحالته على الجلسة في نفس اليوم، قبل أذان المغرب.

وعرفت الجلسة الأولى مرافعات لدفاع المتهم، حيث طالب بتمتيع موكله بالسراح المؤقت الأمر الذي رفضته المحكمة، لتعلن تأجيل الجلسة إلى غاية 28 أبريل، من أجل إعداد الدفاع.

وكانت فرقة الشرطة القضائية بمدينة المحمدية، قد فتحت بحثاً قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، زوال الثلاثاء 19 أبريل الجاري، وذلك للتحقق من الأفعال الإجرامية المنسوبة لأستاذ جامعي يعمل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، قبل أن تضعه بقرار من النيابة العامة رهن تدابير الحراسة النظرية.

 

التعليقات على انفراد.. “الأول” ينشر تفاصيل تعرض الطالبة المشتكية للتحرش من طرف أستاذ الانجليزية بكلية المحمدية وكيف ساعدتها أستاذة للإطاحة به مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات

أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …