أبرمت مجموعة من الشركات الرائدة والنشيطة بالمغرب، بتنسيق من الإتحاد الدولي للطرق (IRF)، مؤخرا، شراكة لاستخدام معارفها وخبراتها المشتركة لتقليص الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث السير بالطرق المغربية. وأوضح بلاغ للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، أن هذه المبادرة تأتي في إطار اقتناع كافة الأطراف بأن حوادث الطرق يمكن تجنبها إلى حد كبير، وأن السلامة الطرقية هي مسؤولية مشتركة بين الجميع.
وأكد المصدر ذاته، أن جميع الأعضاء المؤسسين للائتلاف المغربي، الذي يضم كلا من الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، وطوطال إنرجيز للتسويق المغرب، و”أما ديتيرجون” (Ama Détergent)، وشركة “دريشبورغ/ارما” (Derichebourg / ARMA)، وحافلات الكرامة، وشركة (La voie Express)، و”ماروترانس” (Marotrans)، و (Sahara Logistic Nord SLN)، وسوطراغاز، مقتنعون بأن “الحياة البشرية لا تقدر بثمن وأن ضحية واحدة لحادث سير هي ضحية إضافية كان من الممكن تجنبها”.
وشدد على أن كافة أعضاء الإئتلاف ملتزمون بتقليص عدد ونسبة الخطر في الحوادث الطرقية، مبرزا أنه في إطار هذه الروح الإيجابية، تبنى الأعضاء مجموعة من القيم والمبادئ تحت اسم “ميثاق الائتلاف” الذي يحدد الالتزام الجماعي من أجل الحد من الوفيات والإصابات على الطرق في المغرب.
وأبرزت المديرة العامة للاتحاد الدولي للطرق، سوزانا زاماتارو، خلال إطلاق هذا التحالف، أن الخطة العالمية من أجل عقد عملي للسلامة الطرقية (Le Plan Mondial pour la Décennie d’Action)، تقر بالمساهمة الكبيرة للقطاع الخاص، حيث يمكن أن يساهم هذا الأخير في تحقيق الأهداف المحددة خلال العقد.
ورحبت في هذا الصدد، بتنسيق الاتحاد الدولي للطرق لهذا العمل وإشراك القطاع الخاص بشكل استباقي في مبادرات تعاونية ومنسقة، مضيفة أن “هذا سيساعدنا على تكثيف جهودنا لإنقاذ العديد من الأرواح “.
من جانبه أكد المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب ونائب رئيس الاتحاد الدولي للطرق، أنور بنعزوز ، خلال مداخلته في حفل التوقيع على ميثاق الائتلاف أن “السلامة تعتبر أولوية قصوى لدى الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، إذ أنها تحدد استراتيجيتنا وبرامج التطوير المنبثقة عنها “.
وأضاف أنه بالموازاة مع ذلك، “نعمل على تحسيس مستعملي شبكتنا لجعلهم مسؤولين بدورهم، ومن هنا جاء شعارنا “سلامتكم ، مسؤوليتنا المشتركة “.
وتعتبر هذه المبادرة التي تم تنسيقها من قبل الاتحاد الدولي للطرق (IRF) وبدعم من مؤسسة “طوطال انرجي”، مفتوحة في وجه الأعضاء الجدد الذين يتشاركون نفس المبادئ المحددة في ميثاق التحالف .
وإلى جانب المغرب، أطلق الاتحاد الدولي للطرق تحالف ا للقطاع الخاص في تنزانيا وباكستان خلال هذه السنة، ويعمل حالي ا على توسيع المبادرة بعدة دول في إفريقيا ومناطق أخرى .
وأبرز البلاغ ، نقلا عن منظمة الصحة العالمية، أن حوادث الطرق تتسبب في مليون و35 ألف حالة وفاة، و 50 مليون إصابة في جميع أنحاء العالم كل سنة، مضيفا أن معظم حوادث الطرق تقع في البلدان النامية ، حيث يعد النقل الطرقي أحد الأسباب الرئيسية للوفاة . وإدراكا منها لتداعيات هذه الأزمة العالمية، أعلنت الأمم المتحدة أن الفترة الممتدة من 2021 إلى 2030، تعد عقدا جديدا، حيث تم تحديد الهدف الطموح المتمثل في الحد من الوفيات والإصابات على الطرق بنسبة 50٪ على الأقل. كما حثت الأمم المتحدة جميع المتدخلين، بما في ذلك رؤساء الشركات، على دعم تنفيذ هذه المبادرة. يشار إلى أن الاتحاد الدولي للطرق، هو منظمة عالمية مستقلة غير ربحية مقرها في جنيف بسويسرا. ومنذ بدء نشاطه سنة 1948 ، يعد الاتحاد منظمة تمثل الشركات والفاعلين المؤسسيين من قطاعي الطرق والتنقل في جميع أنحاء العالم. وتتمثل مهمة الاتحاد في تعزيز تطوير الطرق وشبكات الطرق التي تتيح الوصول والتنقل المستدام للجميع. ترتكز مقاربته على ثلاثة محاور استراتيجية: نقل المعارف وتبادل المعلومات، والتواصل بين الأفراد والشركات والمنظمات، والعمل على السياسات والترافع.
والشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، هي صاحب الامتياز المخول له من قبل الحكومة المغربية إنشاء واستغلال وصيانة الطرق السيارة بالبلاد. ومنذ إنشائها سنة 1989، قامت الشركة بإنجاز شبكة طرق سيارة بطول 1800 كيلومتر، وهي ثاني أكبر شبكة طرق سيارة في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا. ومنذ سنة 2016، شرعت في وضع استراتيجية تغيير شاملة، والتي ترتكز على محورين أوليين: إرضاء الزبون والأداء المالي .