أصدر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي تقريراً صادماً حول البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات لتلامذة السنة السادسة ابتدائي وأولئك الذين يتابعون دراستهم بالسنة الثالثة من الثانوي الإعدادي، كشف من خلاله أن جزءً كبيراً من المتعلمين لم ينجح في استيعاب جزء من البرنامج الرسمي، وبالتالي لم يستطيعوا اكتساب المهارات والكفايات المطابقة للمستوى الدراسي”.

كما أوضح التقرير الذي اطلع عليه “الأول”، أن جزءً مهما من التلاميذ الذين انكبّ التقرير على دراستهم، يدرسون في مدارس وإعداديات لا تتوفر على البنيات الأساسية من حيث الماء الصالح للشرب والكهرباء، والمراحيض والمساكن الوظيفية بالنسبة للموظفين والإداريين، بالإضافة إلى أن أغلب التلاميذ يمشون على أقدامهم إلى مؤسساتهم التعليمية، كما أن 32 في المائة من أساتذة الابتدائي و15 في المائة من أساتذة الإعدادي عبروا عن رغبتهم في المشاركة في الحركة الانتقالية بسبب ظروف الممارسة الصعبة داخل مؤسستهم أو محيطها.

وأشار التقرير إلى أن أغلب المدارس موضوع الدراسة، الابتدائية والثانوية الاعدادية، لا تتوفر فيها الموارد الرقمية بالقدر الكافي، كما أن مدرسي حوالي ثلثيّ مدارس الابتدائي والإعدادي لم يستفيدوا من أي تكوين في تدبير الموارد الرقمية، وصرح، أيضاً، مديرو المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية لنصف التلاميذ بأنهم لم يستفيدوا من أي تكوين في استخدام تكنلوجيا المعلوميات والاتصال في المجال التربوي.

التقرير الحديث فجر حقائق خطيرة أهمها، أن 7% من تلامذة السنة السادسة ابتدائي صرحوا بأنهم يدخنون داخـل المؤسسات التعليميـة، و12% مـن تلامذة الإعدادي صرحوا بالأمر نفسه.

حيث أن التدخين داخل المؤسسات التعليمية، حسب التقرير، أصبح “ظاهرة واضحـة بالأخص في الإعداديات والثانويات”، وأن “تلاميذ الابتدائي والإعدادي صرحوا بأنهم يدخنون داخل المؤسسات مـن خلال إجابتهـم عـن أسـئلة الاستمارة، مـا يؤكـد غيـاب التحسـيس المنتظم بأخطـار التدخين مـن طـرف الإدارة التربوية”.

وأشار التقرير في هذا الباب، إلى أنه تعرُّض التلاميذ لإغراء استهلاك المخدرات والتدخين والمشروبات الكحولية، يساهم في تراجع واضح لمكتسباتهم الدراسية، وأن نسبة هامة من تلامذة الابتدائي (5 في المائة) و11 في المائة من تلامذة المستوى الإعدادي اعترفوا بأنهم يدخنون ويتناولون المخدرات داخل المؤسسات التعليمية.

كما صرّح 9% مــن تلامذة الســنة السادســة ابتدائي و17% مــن تلامذة الســنة الثالثــة إعــدادي بأنهــم كانــوا ضحايـا التحــرش الجنسـي مـن طـرف زملائهم، و8% و13%، علـى التوالي، كانــوا ضحايـا التحــرش الجنــسي مــن طــرف مدرسـيهم، مقابـل 7% و11% صرحوا بتعرضهم للتحرش الجنسي مـن طـرف أطر الإدارة التربوية.

وصرّح 10% مــن تلامذة الابتدائي و20% مـن تلامذة الإعدادي بأنهـم كانـوا ضحيـة لظاهرة التحـرش الجنسـي في المحيط المباشر للمدرسة.

وأكد التقرير على أن البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات، يستهدف، تلامذة السنة السادسة ابتدائي وأولئك الذين يتابعون دراستهم بالسنة الثالثة من الثانوي الإعدادي. ففيما يخص السنة السادسة ابتدائي، يتم تقييم مكتسبات التلامذة في كل من اللغتين العربية والفرنسية وفي الرياضيات والنشاط العلمي. أما بالنسبة لتلامذة السنة الثالثة إعدادي فيتم تقييم مكتسباتهم في اللغتين العربية والفرنسية وفي الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة والأرض.

وأوضح التقرير أن اختيار هذين المستويين يرجع إلى كونهما يمثلان مرحلتين حاسمتين من الدراسة، وهما نهاية التعليم الابتدائي، ونهاية التعليم الإجباري. أضف إلى ذلك أن إنجاز البرنامج يتزامن مع مرور أربع سنوات من تفعيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، مما يسمح بتقدير الجهود المبذولة للوصول إلى الأهداف التي تم تحديدها لإصلاح منظومة التربية والتكوين.

فمن خلال هذه الدراسة، حسب التقرير، تطمح الهيئة إلى تقييم مستوى مكتسبات التلامذة في السلكين الابتدائي والثانوي الإعدادي، مع تحديد الأثر على المكتسبات. لكل من المتغيرات المتعلقة بالسياق الخارجي للمدرسة والممارسات البيداغوجية وتلك المتعلقة بالحكامة أضف إلى ذلك تقييم جودة المناخ المدرسي وأثره على مكتسبات التلامذة، مما سيمنح إمكانية وضع مؤشرات للنتائج، موضوعية وموثوقة، رهن إشارة ذوي القرار والباحثين والفاعلين التربويين، من أجل مواكبة أدق لتفعيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح.

وكشف التقرير أنه قد تمّ انتقاء العينة المستهدفة في البرنامج الوطني لتقييم مكتسبات التلامذة بالنسبة للسنة السادسة من التعليم الابتدائي باستعمال التقسيم الطبقي الفصيح حسب قطاع التعليم (العمومي /الخاص) وحسب الجهات، ومن جهة أخرى، تم اعتماد تقسيم طبقي ضمني حسب الوسط (قروي / حضري)، حيث أسفرت مميزات هذا الأخير عن 12 تقسيما فصيحا تتوزع على تقسيم طبقي يخص المدارس الخصوصية (على المستوى الوطني)، قصد الاحتفاظ بمميزاتها وضمان تجانس أكبر بين التقسيمات الطبقية، وتقسيم طبقي يخص المدارس الجماعاتية (على المستوى الوطني)، قصد التركيز على هذه التجربة وتقييم نجاعتها، و10 تقسيمات طبقية تخص المدارس العمومية غير الجماعاتية موزعة حسب الجهات.

 

 

 

 

 

التعليقات على دراسة “رسمية” تكشف ضعف منظومة التعليم العمومي.. أغلب التلاميذ لم يستوعبوا البرنامج التعليمي وغياب الماء والكهرباء وانتشار التدخين والمخدرات والتحرش الجنسي في المدارس ومحيطها  مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بواسطة برلمانية.. وهبي يلتقي جمعية هيئات المحامين بالمغرب غدا السبت

علم موقع “الأول” أنه بوساطة من برلمانيين، وزير العدل عبد اللطيف وهبي سيلتقي غد…