دعا مجموعة من المثقفين والسياسيين الموريتانيين إلى مراجعة موقف بلادهم من قضية الصحراء، في ندوة حول “الواقع الأمني والاستقرار السياسي والتحديات الجيواستراتيجية، في القارة الإفريقية، وقضية الصحراء”، نظمها “منتدى الأواصر للتحاور” ضمن مبادرة أكد رئيسه عبيد إميجن “أنها مساهمة في الإصلاح المؤسساتي لمنظومة الاتحاد الإفريقي وتشجيع الأفكار الواقعية”.

ودعا متدخلون عديدون خلال الندوة إلى مراجعة الموقف الموريتاني من قضية الصحراء وإعادة النظر في اعتراف موريتانيا بما يسمى بـ”الجمهورية الصحراوية”، بما يخدم المصالح الموريتانية ومصالح المنطقة بشكل عام.

واعتبر رئيس المنتدى الإعلامي، عبيد ولد اميجن، خلال الندوة التي نشرت تفاصيلها “القدس العربي”،  أن “دور الاتحاد الإفريقي في قضية الصحراء ظل يتسم بالغموض، دون أن يملك طموحات لإنهاء النزاع على حيازة الصحراء رغم العروض الواقعية المقدمة من المغرب”.

وأكد الدكتور السيد ولد أباه “أن الوضع الراهن للمنطقة الإفريقية يعاني من خلل في التصور الاستراتيجي، وهو التمييز بين اتحاد المغرب العربي والمنظومة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا”.

وأضاف أن “المنطقة الإفريقية منطقة متداخلة من واد درعة وبلاد سوس، فهي تمتد حتى شمال مالي وتشاد وحتى شمال نيجيريا”، معتبراً أن “الحدود الحالية مجرد حواجز خلقها المستعمر، بينما كانت هناك هوية موحدة وبدون أي حواجز”. وقال إن المنطقة تواجه ثلاث مشاكل كبرى، منها مشكل الصحراء ومشكل شمال مالي والحركات المسلحة مثل حركة بوكو حرام.

واعتبر ولد اباه أن “هذه المشاكل لن تحل إلا بحلول واقعية كالحكم الذاتي”، مشيراً إلى أن “موريتانيا عليها أن تنتقل من دور الحياد الإيجابي إلى الحياد الفاعل، لأنها هي المحور الحقيقي والاستراتيجي لهذا الإقليم بمفهومه الواسع”.

وأضاف “أن المنطقة الإفريقية تحتاج إلى بلورة تصور إقليمي جديد، وأن الحل الجذري سيكون في بناء هذا الإقليم الجديد، بعد أن نتجاوز الوحدة المغاربية ومنطقة دول الساحل”.

من جهته استغرب الباحث محمد أفو، خلال مداخلته، من الموقف الموريتاني من قضية الصحراء وبخاصة الاعتراف بـ”الجمهورية الصحراوية” منذ البداية، مضيفاً أن “موريتانيا دفعت ثمن هذا الاعتراف أمنياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً”.

مطالباً حكومة بلاده بضرورة “إعادة النظر في الاعتراف الغريب بجمهورية الصحراء”، واعتبر “أن العلاقات الدولية تقوم على المصالح العليا للدول، لا على العواطف”. وقال ولد أفو: “علاقة موريتانيا بالمغرب أهم بكثير وأقوى مردودية على الدولة من علاقة مع كيان وهمي”.

وطلب ولد أفو النخبة الموريتانية تسليط الضوء على العلاقة الموريتانية بالصحراء، معتبراً أن “الموقف الموريتاني من هذه القضية ظل جامداً وبعيداً عن النقاش”، وأكد أن “الوضعية الراهنة تهدد الأمن القومي الموريتاني”.

وفي مداخلة أخرى، أكدت زينب بنت التقي، النائبة البرلمانية الموريتانية، أن “قضية الصحراء قضية استراتيجية بالنسبة لموريتانيا، وفي المجال الأمني بالدرجة الأولى”، مطالبة السلطات الموريتانية “بمراجعة اعترافها بالدولة الصحراوية”. وأكدت بنت التقي “أن اعتراف موريتانيا بالصحراء كدولة مستقلة ليس أمراً مقدساً وإنما عمل سياسي اقتضته ظروف معينة، وهو خطوة غير استراتيجية”، وفق تعبيرها.

 

التعليقات على في ندوة دولية.. دعوات لموريتانيا للاعتراف بمغربية الصحراء مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

قرعة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات (المغرب 2024).. لبؤات الأطلس في المجموعة الأولى إلى جانب كل من الكونغو الديمقراطية والسنغال وزامبيا

أسفرت قرعة كأس أمم إفريقيا للسيدات (المغرب 2024)، التي جرت اليوم الجمعة بمركب محمد السادس …