قال الفيلسوف التونسي يوسف صديق إن “هناك حوالي 800 كلمة في القرآن جاءت رأسا من اليونانية، فعلى سبيل المثال قول النص “سيماهم في وجوههم”، حيث غياب الهمزة العربية المضمومة في كلمة “سيماؤهم” غيبت الأصل العربي للنص، فيتضح لصديق أن الكلمة يونانية الأصل أتت من الكلمة اللتينية “Semiotics”، والتي تعني علم العلامات.
ويصل صديق، الذي يتقن اليونانية القديمة وسبق له أن ترجم عنها عددا من الكتب منها “جمهورية أفلاطون”، إلى أن الألفاظ والأفكار يقعا في دائرة مغلقة، حيث لا يمكن أن تنتقل الألفاظ اليونانية إلى القرآن دون انتقال الأفكار، وبالتالي الفلسفة.
ويرى صديق أن مشكلة تفسير النص عند المسلمين هي مشكلة إيدولوجية، جعلت رؤى المفسرين المتغلبة هي رؤية السلطة الأحادية للنص، فما قدروا أن يستوعبوا أن النص يحمل في داخله العديد من المعارف الأنتروبولوجية التي تحتمل مرونة السرد الزمني وسياقه.
يوسف صديق هو فيلسوف وعالم أنثروبولجي تونسي، ولد عام 1943 في مدينة توزر. له دراسات عدة منشورة باللغة الفرنسية، في الفلسفة اليونانية القديمة وأنثروبوجيا القرآن. وقد عكف لأكثر من نصف قرن محاولا شرح ما أسماه “القول القرآني”، محاولا استحضار ما أطلق عليه “عصر الأنوار العربية”، وهو عهد الوحي والنبوة.
القضية الأساسية التي شغلت صديق، كانت وجوب تحرير النص القرآني من سلطة التقليد وسلطة الفقهاء، معتبرا أن النص القرآني “إقرأ”، هو أمر لكل إنسان بأن يقرأ النص القرآني كأنه نزل اليوم، سامحا بما يحتمله النص من تجديد ومعاصرة.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…