علم موقع “الأول” أن الجهات العليا لم تكن راضية على أداء الوزير حسن عبيابة، منذ مدة طويلة، بسبب الأخطاء الجسيمة التي راكمها منذ استوزاره في التعديل الحكومي، وأن قرار إعفائه كان يتأجل كل مرة، إما من أجل إعطائه فرصة أخرى وإيجاد الأعذار له بدعوى دهشة البداية، ومرة بسبب أن الولاية الحكومية لم يبق لها الكثير، قبل موعد الانتخابات التشريعية في 2021 وتعيين حكومة جديدة. إلا أن أخطاءه تجاوزت كل التوقعات، حيث أصبح يشكل مشكلة وسط الحكومة، لابد من التعامل معها بجدية، وهو ما جعل العثماني “يبادر” إلى اقتراح بديل له.

ومن الأخطاء القاتلة التي سرعت بإعفاء عبيابة، هو الأداء الضعيف الذي أبانت عنه كل القطاعات التي يشرف عليها سواء في قطاع الشبيبة والرياضة أو قطاع الثقافة في المجهود الوطني لمواجهة وباء فيروس كورونا، حيث لم تقم هاته القطاعات بأي مجهود سواء على المستوى المركزي  أو الجهوي وذلك لحصاره لكل المبادرات داخل الوزارة، وعدم توفيره للاعتمادات المالية ولا التشجيع لأي فكرة، وكان حري بهاته القطاعات أن تقوم بدور تحسيسي كبير في مواجهة فيروس كورونا، نظرا للإمكانيات البشرية واللوجيستيكية التي تتوفر عليها.

كما أكدت المصادر أن عددا من القرارات التنظيمية، التي اتخذها عبيابة داخل القطاعات التي كان يديرها لم تكن موفقة وأدت إلى خلل في السير العادي لهذه القطاعات، حيث قام بإعفاء مدراء كانوا يشكلون حجر الزاوية في هاته القطاعات، وقام بتعيين مقربين منه أو من زوجته ومنحهم صلاحيات كبيرة، أدت إلى وقوع العديد من الصدامات داخل الوزارة.

ودخل عبيابة أيضا في صدام مع المجلس الوطني للصحافة والأدهى من ذلك أنه سمح لمستشار في ديوانه بأن يصدر بلاغا موقعا باسمه يرد من خلاله على حوار لرئيس المجلس الوطني، في سابقة غير معهودة في مستشاري الدواوين.، مما أعطى الانطباع لدى العديد من المتتبعين بأن هناك جهات في السلطة غير متعاطفة مع تجربة إنشاء المجلس.  كما قام عبيابة بإصدار قرار أوقف من خلاله نشر الجرائد الورقية بسبب جائحة كورونا بدون استشارة مع المجلس أو مع فيدرالية ناشري الصحف بالمغرب.

كما دخل في مواجهة علنية مع نقابة المسرحيين، وصلت إلى مستويات غير معهودة، اثر تصريحات قدمها الوزير تحت قبة البرلمان تحتقر العمل المسرحي بالمغرب، بدل أن تعمل على تشجيعه، حيث اعتبر أن المسرحيات المغربية تعرض أمام مقاعد فارغة ولا تجلب الجمهور، وهو ما أثار حفيظة المسرحيين ومعهم كل مهنيي فنون الفرجة.

وكان وزير الثقافة والشباب والرياضة، الناطق الرسمي باسم الحكومة المعفى، قد ارتكب أيضا خطأ فادحا خلال إلقائه كلمة باسم الوفد المغربي المشارك في مهرجان المدن القديمة بشنقيط الموريتانية. حيث استفتح عبيابة خطابه بزلة فادحة، أبانت عن ضعف مداركه وتواضع معلوماته، بعدما خاطب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ب”الشيخ العزوزي”.

ويبدو أن سنوات التدريس التي راكمها عبيابة، الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، و”مثقف” حزب الحصان، لم تسعفه في تجربته الحكومية التي تقلدها عقب التعديل الحكومي الأخير، إذ كرست زلاته المتتالية، وهو  الناطق الرسمي باسم “حكومة الكفاءات”، الانطباع الذي صرّفه للرأي العام خلال أول ظهور رسمي له، عندما تهرب من أسئلة الصحافيين في أول ندوة صحافية أعقبت المجلس الحكومي المنعقد بعد تنصيب حكومة العثماني المعدلة، حيث فر من أسئلة الصحافيين بدعوى ارتباطه باجتماع، علاوة على الجواب غير المتوقع الذي رد به على سؤال صحافي بشأن توقعات الحكومة لنسبة النمو عندما قال “الله يعطينا الشتا”، ناهيك عن الارتباك الملحوظ الذي رافق ظهوره في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، حيث شرع في تلاوة جواب لا يتعلق بالسؤال المطروح عليه وعندما نبهه البرلمانيون إلى ذلك، رفض الجواب على السؤال الموجه إليه متحججا بكونه لا يتوفر على جوابه ضمن الأجوبة التي أعدت له سلفا، ما أثار موجة عارمة من السخرية وجر عليه انتقادات لاذعة.

التعليقات على هذه هي الأخطاء القاتلة التي أطاحت بحسن عبيابة من حكومة العثماني مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

لقجع وبوريطة يؤكدان “التزام” وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية

أبرز ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين في الخارج، وف…