عبد الصمد غرنيط

كثيرة هي المعلومات التي يتم تداولها على مختلف وسائل الإعلام الرسمية المحلية منها والدولية.
هذه المعلومات تدعونا للتسليم بأمرين:
إما ان نسلم بأن فيروس كورونا المستجد ليس الا طفرة جينية لأسلافه كأمثال جنون البقر، الحمى القلاعية، الجمرة الخبيثة، السارس، فإنفلونزا الطيور.
وأن العالم يواجه فعلا جائحة جديدة ويسعى بكل جد للتغلب عليها بايجاد اللقاح المنشود وينتهي الأمر.
أو أننا امام حلقة من حلقات مسلسل نظرية المؤامرة، بدأ الامر بتبادل الاتهامات بين الصين وأمريكا حول مؤامرة محتملة. مرورا بتصريحات أطباء مختصين، وباحثين وخبراء في الأوبئة والصحة وصحفيين يرجح منطق المؤامرة.
وانتهاءاً بالكم الهائل من المعطيات والحجج التي تعج بها بكثرة وسائل التواصل الإجتماعي.
فهل هذا كافٍ لحمل صحة نظرية المؤامرة محمل الجد؟.
وإن كانت فعلًا مؤامرة، فهل هي مؤامرة دول على دول أخرى، أم أنها مؤامرة يقودها قادة دول على شعوبهم؟
للجواب نبدأ بقراءة ما جاء على لسان الرئيس الصيني حول مصدر فيروس كورونا في بداية ظهوره وانتشاره بتاريخ 31 دجنبر 2019 تاريخ إعلان الصين عن ظهور فيروس جديد يحمل اسم كورونا في سوق للأطعمة البحرية في مدينة ووهان ذات الإثنى عشرة مليون نسمة، بالصين حينما أقر بوجود مؤامرة تستهدف بلاده وأن الجيش الأمريكي وراء إطلاق هذا الفيروس وقال: “سننتصر على أعدائنا”.

فجاء الرد على هذه الاتهامات سريعًا من الرئيس الأمريكي دولاند ترامب الذي ذهب بعيدا فنسب فيها فيروس كورونا للصين وأسماه ب: “الفيروس الصيني”.
واستدعت إدارة ترامب السفير الصيني للإحتجاج عليه، وحمّلت أمريكا الصين مسؤولية: “انتشار الفيروس وإخفاء الأمر عن العالم”.

اتهامات متبادلة بمؤامرة يفهم من خلالها لأول وهلة أن الأمر قد يتعلق بحرب بيولوجية بدأت بين العملاقين الاقتصاديين.

إلاّ أن سرعة انتشار العدوى وتحول كورونا إلى جائحة عالمية وفيروس دولي عابر للقارات، وإعلان منظمة الصحة العالمية كورونا فيروسا عالميًا، وما ترتب عليه من أوامر بوقف الرحلات الجوية بين الدول، وإعلان حالات الطوارئ في أغلب بلدان المعمور، وغيرها من القرارات الصارمة التي ضربت في العمق الاقتصادات والبورصات لتخلص بعد هذا كله أن الأمر يتعدى الحرب البيولوجية بكثير.
كي نقف على حقيقة هذه المؤامرة من عدمها لابد من العودة قليلا إلى الوراء، وبالضبط لسنة 2017 خلال لقاءات دافوس الإقتصادية ونقف عند ما قاله مؤسس شركة مايكرسوفت بيل غيتس الذي تكلم عن الإرهاب البيولوجي عبر إطلاق الفيروسات التي قد نتعرض لها، او ما اسماه يومها بـ “البيو ترورزم Bioterrorism”، وهو نوع من الإرهاب إذا ما حدث فهو قادر على قتل اكثر من 30 مليون نسمة.
تعميقا في البحث والقراءة نعود أكثر من هذا إلى الوراء لسنة 1979 حيث سبق أن قال وزير الدفاع الأمريكي أنداك روبرت ماكنمارا في خطاب له ألقاه بنادي روما حول التقدم الاقتصادي والنمو الديمغرافي في العالم قال فيه:
أن النمو الديموغرافي يعوق التنمية بالعالم، واقترح لحل هذه المعضلة حلّين:
إمّا بإشعال فتيل الحروب.أو إما بتفشي الأمراض.
هذا الكلام الذي قيل قبل أربعين سنة خلت. إذا ما ربطناه بمجريات الأحداث المتسارعة اليوم نلاحظ أن قادة العالم المتقدم بسبب الخوف من ضرب اقتصاداتها، تعمدت عدم التدخل في بادئ الأمر لوقف تفشي جائحة كورونا في بلدانها.
وتركت الفيروس ينخر في أجساد الآلاف من شعوبها، خاصة المسنين منهم عن “قصد أو غير قصد”.

بعد أسابيع من تسارع تفشيه، قيل لنا أن هذا الفيروس الذي أصاب جل دول العالم ليس فيروسا جديدًا، بل هو قديم ومعروف علميا لدى منظمة الصحة العالمية بإسم كورونا او الفيروس التاجي، وتعود معرفته لعشرات السنين، ليعطى له اسم كوڤيد 19 لتمييزه عن سابقيه.

مباشرة بعد هذه التصريحات والتصريحات المضادة تسربت أخبار أخرى فاجأت العالم تؤكد أن فيروس كورونا المستجد ليس إلاّ صنيعة معهد باستور الفرنسي بالتعاون مع مختبر الامان العالي P4 الصيني الموجود مقره بمدينة ووهان بالصين.
وأكد الخبر أيضا أن هذا الفيروس كان بصدد تجربته على طائر الخفاش في المختبر المذكور وهرب هذا الخفاش قبل أن يصيب البشر في نفس المدينة، وبعدها انتقل الفيروس عبر البشر لبقية العالم.
وتم تعزيز هذه الخبر بنشر شهادة براءة اختراع تحمل رقما خاصا باللقاح ليدعي أنها الدليل على أن الفيروس مصنع داخل مختبر تابع لمعهد باستور الفرنسي، فيما أكد مدير وحدة الفيروسات والمناعة في مختبر، أوليفييه شوارتز، أن شهادة الإختراع المذكورة «BERVET» هي فعلاً صحيحة.

فضح هذه المعلومات الخطيرة وإشهارها للعالم، وإعلان دولة عظمى مثل إيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهم فشلها و عدم قدرتها في حصر هذا الفيروس “المُخترع” وتركه يتسرب للعالم.
فقدان السيطرة هذا أدى بها إلى إغلاق حدودها بدأته الصين بتاريخ 25 يناير 2020 وفرض حالت الطوارئ وعزل ملايين الصينيين في بيوتهم وفتح مراكز العزل الصحي للمشبوهين بإصابتهم وأعلت الصين عن إصابة عشرات الآلاف بفيروس كورونا الفتاك هذا، وقتله للآلاف.
والخبر الخطير في كل هذا، هو أن فيروس كورونا لا وجود لا للقاح ولا دواء لعلاجه.

بعد الصين بدأت إيطاليا تعلن عشرات الآلاف من المصابين وآلاف القتلى وتبعتها اسبانيا ثم فرنسا ثم بريطانيا وكل باقي دول أوروبا، فانتقلت إلى امريكا كأكبر الدول تضررا من فيروس كورونا.

فبدأ سيل من الشكوك والأسئلة تتهاطل حول ماهية الاشتغال على تطوير هذا الفيروس القاتل من طرف علماء تابعين لمعهد باستور الفرنسي بالاشتراك مع الصينيين بالمختبر السري بمدينة ووهان الصينية، خاصة بعد تأكد استهداف الفيروس للفئة العمرية الأكبر سنا وأصحاب الأمراض المزمنة على وجه التحديد.

وكيف استطاع مطوروا فيروس كورونا أن يتحكموا في مميزاته المذكورة ويسربونه ليقتل العالم “عن قصد مرة أخرى أو عن غير قصد”، قبل أن يصنعوا لقاح مضاد أو دواء له؟.
وكيف لقادة العالم القوي والمتقدم ألاّ يكترثون بآلاف القتلى ومئات الآلاف من المصابين من مواطنيهم، في الوقت أعطوا الأولوية لاقتصاداتهم على حساب أرواح شعوبهم؟.
كيف منع قادت بعض الدول الأوربية وبريطانيا وأمريكا مستشفياتها استعمال دواء الكلوروكين الذي أثبت نجاعته لمقاومة فيروس كورونا وتركته يتفنن في قتل الآلاف من مواطنيهم طيلة عشرات الأيام من ظهوره؟.

انتظر هؤلاء القادة من 31 ديسمبر 2019 إلى غاية 9 مارس الماضي ليبدأ الرئيس الإيطالي بأخذ قرار الحجر الصحي تبعه الأسباني يوم 14 ثم الرئيس الفرنسي يوم 17 ثم بريطانيا يوم 24 فأخيرًا الولايات المتحدة الأمريكية التي ظل رئيسها ترامب يتبجه ويقلل من وطأة هذا الفيروس على الأمريكيين حتى نخر أجسادهم وأصبحوا يتصدرون لائحة مصابيه وقتلاه عالمياً.
بدأت أصوات المسنين بالذات تتعالى وتشتكي منعها من أجهزة التنفس الاصطناعي، ومنعها من ولوج صالات الإنعاش، والتداوي بدواء الكلوروكين القادر على شفاءها.
لدرجة أن الكثير من المسنين خرجوا في تصريحات وفيديوهات يتهمون حكوماتهم باستهدافهم بهذه العدوى وتعمد قتلهم، بدعوى أن الأسبقية لأشخاص يصغرونهم سناً. واتهموا حكوماتهم بالتآمر على أرواحهم بسبب اقتصاداتهم أو بسبب التكلفة الباهظة التي تكلف ميزانية بلدهم.
وما زاد في الطين بلة هو خطاب الرئيس البريطاني الذي قال فيه بصريح العبارة لشعبه: استعدوا لفقدان الكثير من أقربائكم.
الإستهانة المفرطة لهؤلاء الرؤساء بهذا الوباء وثقتهم بالنفس، لدرجة إصابة رئيسة ألمانيا، والرئيس البريطاني وولي عهدها لم يحرك فيهم ساكنا. خصوصًا أنه لم يسجل وفاة أي مسؤول من هذه الطينة لحد الآن. جعل الشكوك تحوم حول نوايا الحكام.

وما زاد الامر غموضا هو تراجع الرئيس الفرنسي عن مرسوم سبق أن استصدره يمنع بموجبه استعمال المستشفيات الفرنسية لدواء الكلوروكين والترخيص باستعماله يومين فقط من إعطاء الملك محمد السادس أوامر باستعمال هذا الدواء بعد حيازة وزارة الصحة المغربية لكل مخزونه من شركة سانوفي الفرنسية و التي تملك وحدة إنتاجية بالمغرب .
قرار الملك هذا ساهم بشكل غير مباشر في فضح المؤامرة ولو كانت عن غير قصد، وكان قرار منع الرئيس ماكرون المستشفيات من استعمال الدواء نابع بحسن نية.

ينضاف إلى كل هذا السيناريو الحزين الذي يعرفه العالم من قتل للشعوب بسبب جائحة كورونا، سناريو سينمائي أمريكي عرض في القاعات السينمائية قبل عشر سنوات يحمل إسم “كونتجين Contagian” وكذالك مسلسل عرض على الشاشة الصغيرة بعنوان “ماي سوكرت تيريس My Secret Terris”. الذي تم تصويره بالصين سنه 2018.
هذه الأعمال تجسد نفس هذه التفاصيل الدقيقة لإجتياح فيروس كورونا للعالم، وعن نفس الوقائع تقريبًا.
إذن نستنتج كخلاصات من كل ما سبق، أن هذا الذي يقع بالعالم بسبب فيروس كورونا المتطوَّر ليس كله بريئا،
سيما إخفاء الحقائق حول الفيروس، وتورط مختبرات علمية رسمية تابعة لدول عظمى في صنع وتطوير فيروس خطير لا دور له في حياتنا سوى تدميرها.
وخصوصا فضح علماء الأوبئة والاختصاصيين في الصحة للانزلاقات التي وقع فيها رؤساء الدول وتعثرهم في وقاية وحماية صحة شعوبهم.

هذه كلها مقومات تدفعنا إلى الشك بوجود مؤامرة فعلا والوثوق نوعًا ما بما قاله بيل غيتس ووزير الدفاع الأمريكي الأسبق حول التقليص من النمو الديمغرافي بإشعال فتيل الحروب أو الأوبئة.
خصوصًا أن الهرم السكاني الأوربي والبريطاني والأمريكي سيتعدى عتبة 60 % من المسنين مستقبلا، ما يثقل كاهل صناديق التقاعد والتامين في هذه الدول ويوقف تطور اقتصاداتها.
لقد عرف العالم فعلًا أكثر من 20 سنةً من الحروب خاضتها الدول المتقدمة مرة بدعوى حقوق الإنسان او محاربة الإرهاب، ومرة أخرى بإشعال فتيل الحروب بسبب إثارة النعرات العرقية او المذهبية الدينية.

وأردت عشرات الملايين من القتلى من الشعوب المستضعفة بسبب هذه الحروب والإبادات وأكثر من هذا العدد بسبب الأمراض والأوبئة بافريقيا.

أما عن تحججها بضرب كورونا لاقتصاداتها، فكل هذا أثبت الخبراء أنه مجرد كذب تختبئ هذه الاقتصادات ورائه للوصول لمقاصدها.
فقد أحصت “العربية.نت” مؤخرا أكبر 10 أسواق مالية في العالم من حيث القيمة السوقية لهذه الأسواق، ليتبين أن الأسواق العشرة الكبرى تبلغ قيمتها الإجمالية 52.02 تريليون دولار أميركي، فيما لا يوجد أي سوق أسهم عربي من بين هذه الأسواق الأكبر، فضلاً عن أنه لا توجد أي بورصة عربية تتجاوز قيمتها الإجمالية مستوى التريليون دولار.

والدليل أن سعر الدولار ارتفع بسبب تدافع المستثمرون على أكثر عملات العالم سيولة فى ظل تنامى حالة الذعر حيال فيروس كورونا.
في نفس الوقت ظل سعر اليورو مستقر بعد ثلاثة أشهر من اجتياح كورونا؛
‏1 (EUR) يورو= 11.0358 (MAD) درهم مغربي
(أحد عشر درهم مغربي و أربعة سنتيم )
في ظل إغلاق البورصات العالمية.

إلاّ أن ما لم تقر به هذه الدول اليوم هو أنها اعتمدت في مؤامرتها هاته على فيروس كورونا الفاشل.
فهذا الفيروس لم يثبت نجاعته كالأوبئة التي عرفتها الأمم من قبل والتي كان لها ضحايا بالملايين.
فبعد الصين وكوريا وكندا تبث أن فيروس كورونا لا تتعدى حصة كل دولة من قتلاه ال 15 ألف، ولا يتعدى انتشاره مدة الستة أشهر إذا توفرت عزيمة الدولة في محاربته.
إذن فهذا الوباء سيضر بالاقتصاديات بالأخص بدول البترودولار ومعها الدول النامية.

انه مجرد تحليل، يقبل الصواب كما يقبل الخطأ، لمجريات أحداث هبت “بالصدفة” على العالم نعتقد أنها قد تكون مؤامرة، فيما تركنا للقارئ ركاما من المعطيات لعله يستخلص منها أكثر أو أقل مما استخلصناه.

التعليقات على وباء كورونا.. أهو حرب بين القوى العظمى؟.. أم بين هذه القوى وشعوبها؟ مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

هذا ما قالته لاعبات الجيش الملكي بعد خسارة لقب دوري أبطال أفريقيا