لم يكن يدور في خلد شيماء المراكشي، الشابة ذات الـ22 ربيعا، أن الشخص الذي أحبّته وتحدت عائلتها من أجل الزواج به سيتحول إلى مصدر شقاء وسيصبح معه تمني ملامسة الموت للانعتاق من جحيم ما أذاقها إياه من علقم العيش ومر المعاملة حلما صعب المنال.
فصول قصة شيماء المأساوية التي تعرضت لأبشع أصناف العنف على يد زوجها، بدأت عندما تزوجت به شهر ماي من السنة الجارية وانتقلت للعيش معه في بيت والدته بمدينة برشيد، وهو المنزل الذي كان مسرحا لعمليات تعنيف وحشية.
تروي شيماء المتحدرة من مدينة فاس بدموع وألم، أن زوجها العاطل عن العمل والمدمن على المخدرات عرَّضها منذ الأيام الأولى لزواجهما للضرب المبرح بواسطة عصي خشبية وحديدية، ناهيك عن سيل من السبّ والشتم والإهانات التي كان يكيلها إليها، قبل توثيق ذلك على هاتفه الشخصي، وهو الوضع الذي استمر طيلة أربعة أشهر.
وتقول شيماء التي أجهض زوجها حلمها في أن تصير ممرضة، بعدما حرمها من استكمال دراستها ومنعها من مواصلة مرحلة التدريب في مستشفى الرازي ببرشيد، إنها، منذ تزوجت، هجرت عائلتها وقطعت صلتها بوالديها وباقي أفراد أسرتها الصغيرة فاضطرت لمواجهة مصيرها المحتوم لوحدها.
“كان كيهرس علي العصي كاملة ديال الدار وكنت كنقوليه خليني غير حتى نصح وعاود ضربني” تصرح المتحدثة، مضيفة: “واحد النهار ضربني وعطاني القرقوبي وقالي باش ما نبقاش نسمع صوتك”.
الشابة التي يحمل وجهها آثار ضرب مبرح، إذ تحول إلى ندوب وكمادات، أكدت أن زوجها حاول تصفيتها في أكثر من مناسبة، حيث استعان في إحدى المرات بقنينة غاز، وفي مرة أخرى أراد نقلها ورميها أمام سكة القطار، غير أن والدته أخطرت مصالح الشرطة التابعة لولاية أمن سطات فتراجع عن غيه، دون الحديث عن تهديداته المتواصلة بالذبح من الوريد إلى الوريد.
من جهتها، أفادت والدة الشابة شيماء بأنها لم تبارك زواج ابنتها وحاولت ثنيها عن هذه الخطوة، إلا أن ابنتها كانت جد مصممة، مشيرة إلى أنها لم تتواصل معها طيلة مدة زواجها، إلى أن تلقت قبل أيام اتصالا منها تطلب قدومها لمركز الشرطة ببرشيد.
وتطالب الأم المكلومة من الجمعيات الحقوقية والهيئات التي تعنى بقضايا المرأة الدخول على الخط، من أجل الوقوف بجانب ابنتها ومؤازرتها في هذا الملف لضمان حقها، سيما في ظل التهديدات والضغوطات التي تتعرض لها من طرف عائلة زوجها بالتنازل عن متابعته قضائيا والعودة إلى بيت الزوجية.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…