قال نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، إن تقديم الحصيلة المرحلية للحكومة لم تشكل لحظة سياسية مهمة، ولم تستطع إعادة الثقة لشريحة واسعة من المجتمع، أمام يأس الشباب واستياء الأجراء والشغيلة وإحباط الأساتذة والأطباء والطلبة ومغاربة الخارج والفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة، مشددا على أن الحكومة “فاقدة للبوصلة السياسية ومحكومة بنزعة انقسامية وتطاحنات داخلية، وهائمة في التفكير في الانتخابات المقبلة”.
وفي معرض مداخلة ألقاها اليوم الأربعاء بمجلس النواب، على هامش مناقشة حصيلة الحكومة، وجه رئيس الفريق الاستقلالي بالغرفة الأولى انتقادات لاذعة للحكومة بحضور رئيسها، سعد الدين العثماني وبعض وزرائه، معتبرا أن “بناء الأوطان لا يستقيم وخطاب التيئيس والعدمية ولا خطاب در الرماد في العيون وخطاب “العام زين”، وإنما بالتشخيص الموضوعي الصادق والجريء الذي ينتصر لمصلحة الوطن ويروم تقديم اقتراحات لتجاوز الأعطاب”.
وبحسب مضيان فإن “تقييم الحصيلة المرحلية للحكومة يجب أن يقاس بالمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية الكبرى الملموسة، ومدى تحسنها وتطورها وتقدمها، ومدى أثرها على الحياة اليومية للمواطنين”، وأبرز أن “الحصيلة تترجم تخلي الحكومة وفشلها في معالجة العديد من أوراش الإصلاح التي التزمت باستكمالها، بما فيها أساسا إصلاح صندوق المقاصة، إصلاح التقاعد، إصلاح منظومة العدالة، محاربة الفساد بأبعاده الاقتصادية والإدارية والسياسة”، متابعا: “الحكومة تخلت عن مكافحة مظاهر اقتصاد الريع وسياسة الامتيازات والرشوة والإثراء غير المشروع واستغلال السلطة والنفوذ.
وقدم الفريق الاستقلالي المعارض بعض الأرقام الدالة على ما أسماه بفشل الحكومة في تدبير السياسات العمومية، منها؛ “عدد المقاولات المفلسة ارتفع من 3000 مقاولة سنة 2011، ليتجاوز 8000 مقاولة سنة 2018″، علاوة على “مواصلة مديونية المغرب خلال السنتين الأخيرتين المنحى التصاعدي الذي عرفته منذ سنوات، رغم التنبيهات المتكررة للمجلس الأعلى للحسابات، إذ انتقلت من 65.1% من الناتج الداخلي الخام سنة 2017 إلى 65.8% سنة 2018، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 66.1% سنة 2019”.
وفي تفاعل له مع عرض مضيان بخصوص حصيلة الحكومة، قال العثماني “هذه تراكمات.. منذ الحكومة ديالكم”، في إشارة إلى الحكومة السابقة التي كان يترأسها الاستقلالي عباس الفاسي، ليرد عليه مضيان بالقول: “واش غنبقاو غير فعهدنا.. ياك جيتوا انتما باش تصلحوا الأعطاب ايوا فيناهو الإصلاح.. لقد كرستم الأزمة”، مضيفا: “جميع الفئات والقطاعات تحن إلى عهد حكومة الفاسي.. ياريت نرجعوا لعهد حكومتنا”.
وأورد المتحدث أن “الحصيلة المرحلية التي تقدم به رئيس الحكومة طيلة ساعتين أمام البرلمان، لم تتعد أسوار المؤسسة التشريعية، ولا يمكن أن تكون حصيلة مشرفة محفزة ترسم رؤيا استراتيجية تحمل بين طياتها تدابير تعزيز ثقة المواطنين في المؤسسات وتعيد تحديد الأولويات، وتحمل نفسا سياسيا لمواجهة التحديات”.
وسجل الفريق الاستقلالي أسفه بخصوص ما اعتبره “إخفاق الحكومة في تحقيق وعود التنمية بعدد كبير من المناطق سواء بالحسيمة أو جرادة أو باقي المناطق وتحويلها إلى نقاط احتجاج جماعي غير مسبوق”.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…