عبد العزيز سلامي
في مجتمعاتنا التقليدية التي اصطدمت بالتقنية ، صدفة، أصبح من الممكن أن شخصا يحمل ثقافة محدودة و مستوى دراسي متدني أن يصير صحفيا و مستشارا و مدافعا عن قضية و طنية في حكومة، و صانعا للرأي العام. سلوك كهذا، هو نوع من ضرب لقيم المدرسة و الجامعة و المبادىء التي يتكون بها الحس السليم و الحس المشترك. لنطرح الأسئلة الجادة، فلقد أصبح الفيسبوك و المواقع الاجتماعية و القنوات الإذاعية و المسارح، والسينما، يصنعها شباب لا ثقافة لهم، غير اتباع الموضة. فالخطر قادم من هذه الوسائل التواصلية التي اقتحمها الجهل و الأمية و الوصاية والمناورة و المال. وإن لم يتصد لها المثقف، الأستاذ و الفيلسوف و المسرحي الملتزم و الممثل الذي يحمل رسالة، فإننا سنجد كل هؤلاء يتجاوزهم هذا الطوفان الحامل للجهل والتجهيل. ليس الأمر من تدبير شخص بعينه، يريد أن يحقق هذه الغايات، و إنما العصر، قد فتح له آفاقا رحبة و مساحة كبيرة للتعبير و التعبئة الجماعية، ودائما بوسائل التسلية و الصورة. لنستيقظ و ننظر للحقيقة المرة. من منا لم تبدأ حياته الشخصية تُقتحم بدون استئذان، و تٌساءل بوسائل الجهل، على شاشة التلفزيون وعبر الراديو وعلى الأنترنيت ؟ من منا لم يَحن للماضي، لعله يرى عملا فنيا مُتقنا، و سماع أغنية تطرب؟ الرأي العام لا يُشكل فحسب من خلال ما تقدمه الدولة أو تُدافع عنه، بل أصبح المجتمع المدني يشارك في صنع هذا الرأي العام. وإن ، في سنوات مضت ، كان يشكل (الحزب) اليساري أو اليميني هذا البديل للرأي العام، فاليوم هو كذلك، خاضع لتأثيرات الحس المٌشترك الذي لا يفقه، ولكنه بالمقابل أصبح يشكل أغلبية، فالأمية و الجهل بالأخلاق، وانعدام الإحساس بالمسؤولية، يشكلون أغلبية عددية، وذلك راجع لأسباب نُلخصها في العوامل التالية : ـ استقلالية المدرسة، و خضوعها لمبدأ النجاح العددي على حساب الجودة، ـ انعزالية المُثقف قبل الأوان، لأنه في المجتمعات المتقدمة ( الشاعر و السينمائي و الكاتب) لهم أدوار فنية و ليس سياسية، و لكنهم يؤثرون بذلك في الرأي العام بأعمالهم. في حين أن بلداننا لا وسائل لها لمسائلة العمل الفني أو قراءته، وكأنه بعد مُفارق للمجتمع، ـ أصبحت القيم الغربية الرأسمالية تؤثر على البنيات التقليدية للمجتمعات و تُفككها من دون أن تُبدلها، أو تُعوضها بشيء، فمثلا أصبحت قيمة ( الشباب) عملة سائدة و مُؤثرة في الاقتصاد الثقافي و السياسي لهذه المُجتمعات، لهذا تجد الشباب هم من يؤثرون في المجتمع بشكل مُباشر، من خلال قيم “ساقطة” و غايتها مادية محضة، و شعبوية، عن وعي أو بدون وعي.
أمام تزايد الانتقادات.. الحكومة الألمانية تفتح تحقيقا لكشف ما إذا كان بالإمكان تفادي هجوم ماغديبورغ
تعهّدت الحكومة الألمانية الأحد بفتح تحقيق لكشف ما إذا كان بإمكان أجهزة الاستخبارات منع وقو…