قال محمد سالم الشرقاوي، المدير المُكلف بتسيير الأمور الجارية لوكالة بيت مال القدس الشريف إن “الوكالة مستمرة، بإشراف مباشر من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في دعمها للمقدسيين على الأرض”، في إطار مسؤولياتها للحفاظ على المدينة المقدسة وحماية موروثها الديني والحضاري.
وقال الشرقاوي، الذي كان يتحدث مساء أمس في أحد البرامج التلفزيونية على قناة “ميدي 1 تي في” بطنجة، إن الوكالة، باعتبارها الذراع الميدانية للجنة القدس، تضطلع بدورها كاملا في النهوض بمسؤولياتها إزاء المدينة المقدسة وسكانها من خلال حزمة المشاريع الاجتماعية المؤثرة التي تنفذها بغلاف مالي يناهز مليوني دولار سنويا.
وتتوزع مشاريع المؤسسة على قطاعات المساعدة الاجتماعية والتكفل بالأيتام وترميم والمدارس، والمنح الدراسية ومشاريع الشباب ومخيمات الأطفال، فضلا عن مشاريع التوثيق والنشر والمشاركة في المعارض والتظاهرات الثقافية والفنية للتضامن مع القدس.
وأكد الشرقاوي على أن حصيلة عمل الوكالة تبقى، على العموم، جيدة، بيد أن المؤسسة تحتاج إلى دعم عربي وإسلامي لتنهض بالتزاماتها، بصفتها “المؤسسة المثلى لتنسيق الدعم العربي والإسلامي الموجه للقدس”. وأضاف:”يحدونا الأمل في أن تفي بلدان منظمة التعاون الإسلامي بالتزاماتها إزاء الوكالة حتى لا تبقى المملكة المغربية هي من تتحمل العبء الأكبر من التمويلات بنسبة تفوق 85 في المائة من التبرعات”.
من جهة أخرى، ذكَّر الشرقاوي بالتضامن المغربي “المبدئي والثابت” مع الأشقاء الفلسطينيين، وهو التضامن الذي يتجسد في الشواهد الحية التي تترجم الحضور المغربي في القدس وفي باقي الأراضي الفلسطينية نظير “زاوية المغاربة، والبيت المغربي، وهو عقار تاريخي مُمتد على 1200 متر مربع، اقتناه المغرب في قلب البلدة القديمة للقدس، وتم إصلاحه وترميمه، ليكون مركزا ثقافيا مغربيا سيجري افتتاحه قريبا لاحتضان الفعاليات الثقافية والفنية المقدسية”.
وأشار إلى أن هذا التواصل المغربي الفلسطيني لم ينقطع أبدا. إذ “ذكَّر بالزيارة التاريخية لمحمد الخامس إلى القدس عام 1960، كما أشار أيضا إلى المواقف المشرفة للحسن الثاني من القضية الفلسطينية، وشدَّد على الأيادي البيضاء للملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على القدس وعلى أهلها المرابطين”.
وفي هذا الصدد أشار الشرقاوي إلى “الزيارة الناجحة التي قادت وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، بتعليمات من الملك محمد السادس، للأراضي الفلسطينية بدءا من مدينة القدس، بما يحمله ذلك من دلالات تربط ماضي المغاربة بحاضرهم في علاقتهم بأشقائهم الفلسطينيين”.