في مثل ذلك اليوم، 3 فبراير، رحلت “كوكب الشرق” أم كلثوم، أحد أساطير الغناء في العالم العربي، التي أمتعت الملايين بروائعها الغنائية، مثل “إنت عمري” و”هذه ليلتي” و”ألف ليلة وليلة”، وكانت تعامل في مرتبة رئيس دولة، باعتبارها كنزا وطنيا، يلعب دورا كبيرا في شحن الهمم وقت الانكسارات والانهزامات.
ولأن أم كلثوم كانت سفيرة مصر في كل دول العالم، فإن التقليل من شأنها هو أمر مرفوض تماما، ولكن هذا ما حدث عن دون عمد، في أحد حفلاتها الغنائية، التي أقيمت على مسرح الأوليمبا في العاصمة الفرنسية باريس، بعد هزيمة الجيش المصري، في 5 يونيو عام 1967.
وأثناء غناء أم كلثوم على المسرح، فوجئت باندفاع احد معجبيها الجزائريين ناحيتها، ليمسك قدميها وأخذ يقبلهما، ولكن عندما حاولت أن تبعده، وقعت على المسرح، ورأى مصورها الخاص آنذاك، فاروق إبراهيم، أن يسجل سبقا صحفيا لصالح المؤسسة الصحفية التي يعمل بها “أخبار اليوم”، والتقط اللقطة وتم نشرها.
ويروي الراحل فاروق إبراهيم في الكثير من لقاءاته الإعلامية، ومنها صحيفة “الأهرام” المصرية، أن أم كلثوم فوجئت من نشره للصورة، وغضبت منه بشدة، وذلك لأن البعض قد ينظر إلى سقوطها بأنه سقوط لمصر نفسها، بعد هزيمة يونيو، خاصة وأنها كانت تتسم بالشموخ، ومن أبرز فناني مصر، الذين ساهموا في دعم المجهود الحربي وقت الحرب، بإحيائها للعديد من الحفلات في دول العربية، وتبرعها بعدد من مقتنياتها الثمينة، ومنها قلادة الهلال الماسي الشهيرة.
وقال فاروق إبراهيم، إنه استلزم منه الكثير من الوقت لكي تتقبل أم كلثوم اعتذاره منها، بسبب سعيه وراء السبق الصحفي، دون النظر لأي اعتبارات أخرى.