عندما أرادت “DST” شراء “Le Journal” بدل مولاي هشام

“حكاية صحفية”.. زاوية نسعى من خلالها إلى استعادة وقائع ومواقف مفارِقة أو مفاجئة أو صعبة.. حدثت لصحفيات وصحفيين مغاربة خلال مسارهن ومسارهم المهني. يحكيها كل يوم زميل أو زميلة على موقع “الأول”

أبوبكر الجامعي

عندما تعرفنا على مولاي هشام  أخبرنا أنه يرى في “لوجورنال” صحيفة تقدم خدمة للبلد، وبأنه معجب بخطها التحريري وبمستواها المهني، وبأنه يريد أن يساعدنا لتطويرها، خصوصا وأن”لوجورنال” كانت على حافة إفلاس، لكننا أجبنا على كلامه بأن هناك طريقة واحدة لفعل ذلك، وهي بيع “لوجورنال” بكامل الشفافية، وكان شرطنا هو أن يتم إعلان البيع خلال ندوة صحفية يحضرها مولاي هشام شخصيا. وأذكر أننا التقينا به في جنيف ثم في باريس وتحدثنا طويلا، لكن الاتفاق على البيع لم يتم في نهاية المطاف لأنه بدا مترددا وغير جاد في شراء الجريدة. وبعدما طالت المدة من دون حسم في الموضوع قررت وضع حد لهذه العملية، لأننا وجدنا أنفسنا عوض الانكباب على مهامنا الصحفية، منشغلين بأسئلة من قبيل: متى سيرد علينا مولاي هشام، وكيف سيكون البيع، وكان ذلك على حساب الجريدة، سيما وأن عرض مولاي هشام تقاطع مع المرحلة التي “استخدم” فيها محمد بنعيسى القضاء للقضاء على شركة “ميديا تروست” التي كانت تصدر “لوجورنال”، لذلك اضطررنا إلى تأسيس شركة أخرى باسم “تريميديا” أساسا لكي نستمر في أداء رواتب العاملين في الجريدة.

عندما عرفت أجهزة الدولة بالأمر، اتصل بي وجه إعلامي مغربي بارز، وقال لي إن المسؤولين الكبار في الدولة ليسوا راضين البتة على بيع “لوجورنال” إلى مولاي هشام، فأجبته بأني وصلت إلى مرحلة لم أعد أفكر فيها في نفسي ولا حتى في الصحافيين، بقدر ما يشغلني أولائك البسطاء الذين بقوا مدة 12 سنة في خدمة الجريدة، وقد أصبح من الصعب علي أن أخبرهم ذات صباح بأنه لم يعد لهم عمل في “لوجورنال”. بعدما استمع ذلك الوجه الإعلامي البارز جدا، قال: إنهم يريدون أن يشتروا منك “لوجورنال”، فسألته على الفور من، حميدو العنيكري؟ (مدير “dst” ثم المدير العام للأمن الوطني)، فأجاب: نعم، أضفت قائلا: أنا لا أملك أي اعتراض، بشرط أن يتم تطبيق نفس شروط الشفافية التي فرضناها على مولاي هشام، أي أن يحضر حميدو العنيكري إلى جانبي في ندوة صحفية نعلن فيها بيع “لوجورنال” إلى “الديستي”.

نظر إلى الإعلامي الوسيط، قال لي : “واش كاتضحك علي”، ولم يزد بعد ذلك كلمة واحدة عن موضوع عرض بيع “لوجورنال” إلى “الديستي”، فاعتبرته عرضا لاغيا.

* غدا مع عبد القيدوم عبد  الله الستوكي:

 يوم بكت الأميرة للا عائشة أمامي اعتقال الحسن الثاني لعبد الرحيم بوعبيد