بسبب اعتراض إسلاميي “البيجيدي”.. إطلاق إسم اليساري الوطني بنسعيد أيت إيدر على أحد شوارع فاس يخلق الجدل  

في جلسة مجلس مقاطعة أكدال بفاس، الأخيرة، أثار مقترح لتسمية أحد شوارع المدينة باسم المناضل اليساري والوطني الراحل بنسعيد أيت إيدر جدلاً واسعًا بعد اعتراض المستشارة فاطمة الزهراء بلقاسم من حزب العدالة والتنمية، التي قدمت اعتراضها خلال المناقشات، حيث اعتبرت أن اختيار هذا الاسم لتسمية شارع في فاس قد يثير جدلاً سياسيًا في ظل التباين في مواقف بعض الشخصيات الوطنية.

ووصفت الزهراء أيت إيدر بأنه “شخصية تاريخية معقدة”، وأعربت عن خشيتها من أن تكون هذه الخطوة محلا للانقسامات السياسية بين الأحزاب، مشيرة إلى أنه رغم نضاله ضد الاستعمار، إلا أن بعض مواقفه بعد الاستقلال أثارت خلافات، مشيرةً إلى أنه لا ينتمي لمدينة فاس والأولية في هذه الأمور لعلماء المدينة وشخصياتها البارزة.

وتعتبر هذه الحادثة تطورًا غير معتاد في الساحة السياسية المحلية، حيث إن بنسعيد أيت إيدر كان أحد رموز المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي وشارك بشكل بارز في “جيش التحرير” وفي المقاومة المسلحة. وقد اعتبره العديد من المراقبين أحد أبرز المناضلين الذين ساهموا في استقلال المغرب، وهو ما جعل الحزب الاشتراكي الموحد داخل مقاطعة أكدال بفاس يطالب بتكريمه من خلال إطلاق اسمه على الشوارع والمرافق العامة.

ومع ذلك، كان الاعتراض من فاطمة الزهراء بلقاسم نقطة خلاف بين أعضاء المجلس. ورغم موقفها المعارض، فقد انتهت الجلسة بالتصويت لصالح المقترح، حيث أيد أعضاء المجلس الذين يمثلون مختلف الأحزاب، بما في ذلك الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، التسمية معتبرين أن بنسعيد أيت إيدر يستحق التكريم نظير نضاله الوطني، وحصل المقترح على الأغلبية اللازمة في المجلس، ما يمهد لتسمية الشارع باسم الراحل محمد بنسعيد أيت إيدر.