من مباراة عادية بدوري أمم أوروبا لكرة القدم، تحولت مواجهة فرنسا مع إسرائيل إلى مادة للسجال السياسي والأمني والاجتماعي في فرنسا، وذلك على خلفية المواجهات بين أنصار نادي مكابي تل أبيب ومحتجين موالين لفلسطين الخميس الماضي في أمستردام.
وأجبرت الحرب التي تشنها إسرائيل في الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر 2023 منتخبها وأنديتها على لعب مبارياتهم الدولية في الخارج، وقد وسعت الدولة العبرية عملياتها العسكرية من غزة لتشمل لبنان إضافة إلى ضربات متفرقة على سوريا. وشهدت بعض هذه المباريات رفع لافتات من جماهير دول مختلفة تطالب بإنهاء الحرب في غزة.
وأصرت السلطات الفرنسية على قدرتها في تنظيم المباراة على أرضها فيما قرر الرئيس إيمانويل ماكرون حضور المباراة لـ”توجيه رسالة صداقة وتضامن بعد الأعمال المناهضة للسامية غير المقبولة التي تلت المباراة في أمستردام”. إلا أن حادثة الاعتداء على رجال أمن فرنسيين خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى القدس زادت من تعكير أجواء هذه المواجهة التي تخلو من الإثارة الرياضية.
إجراءات أمنية غير مسبوقة
من جهتها، أعلنت شرطة باريس عن تخصيص 4 آلاف شرطي لتأمين المباراة وقلصت الحضور الجماهيري من 80 ألفا في “ستاد دو فرانس” إلى 13 ألف مشجع فقط ما يعني وجود شرطي لكل ثلاثة مشجعين، بعد أن أعلنت في البداية عن تخصيص 25 ألف تذكرة للمباراة ومنعت رفع أي أعلام باستثناء الأعلام الفرنسية والإسرائيلية.
وستحرس المنتخب الإسرائيلي قوة من نخبة الشرطة خلال رحلته من الملعب وإليه، فيما دعت تل أبيب رعاياها إلى عدم حضور المباراة. إلا أن أوريلين بيرنهايم، أحد مؤسسي حركة يهود فرنسا، وهي مجموعة شبابية صهيونية يمينية، قال إن نحو 30 فردا من أعضاء منظمته سيحضرون المباراة.
في المقابل، اعتبر وليد عطا الله، رئيس جمعيات الفلسطينيين في المنطقة الباريسية (إيل دو فرانس)، أن المباراة كان يجب إلغاؤها. وقال: “لقد تم حظر روسيا (من المشاركة في المنافسات الدولية) بسبب احتلالها لأوكرانيا، وكان ذلك غير قانوني، وكانت هناك جرائم حرب، لكن إسرائيل لم يتم معاقبتها أبدا على ما تفعله”.
ووضعت السلطات حواجز حديدية يصل ارتفاعها إلى نحو مترين في محاولة لتفادي أي اقتحام للميدان خلال المباراة.
سجال سياسي في الشارع.. والبرلمان
إلى ذلك، تحولت المباراة إلى مادة للسجال السياسي والاجتماعي في الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان الفرنسي) مع دعوات من نواب في المعارضة اليسارية إلى تأجيل أو نقل المباراة خارج العاصمة الفرنسية. فيما خرج الآلاف في مظاهرة باريس مساء الأربعاء احتجاجا على إقامة احتفال يحمل عنوان “إسرائيل إلى الأبد” نظمته شخصيات من اليمين المتطرف.
واعترض النائب الفرنسي عن حزب “فرنسا الأبية” اليساري دافيد غيرو على تمسك الحكومة “المثيرة للجدل” بتنظيم المباراة، وقال في جلسة عامة “من غير الطبيعي أو الأخلاقي.. الترحيب بإسرائيل بأذرع مفتوحة في ظل الإبادة الجماعية الجارية في غزة”.
وأظهر استطلاع للرأي بين أعضاء مجموعة المشجعين “فرنسيون غير قابلين للاختزال” أن 15 بالمئة سيقاطعون المباراة بسبب الحرب بين إسرائيل وغزة، بينما ذكر نحو 30 بالمئة أن السبب هو “المخاطر الأمنية”.
أما مدافع المنتخب الفرنسي دايو أوباميكانو فقال: “أتفهم عدم رغبة الجماهير بالقدوم. هذا خيارهم. سنقاتل في أرض الملعب ونفوز بهذه المباراة”. وأضاف لاعب بايرن ميونيخ الألماني: “أنا هنا كي ألعب فقط. أحب السلام وآمل أن يسود مرة أخرى في كل البلدان”.
(أ ف ب)
الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج
خرج أحمد الريسوني، رئيس حركة التوحيد والإصلاح سابقا، عن صمته بخصوص النقاش الدائر حول المقت…