منذ أن أقام المغرب والولايات المتحدة علاقاتهما الرسمية في القرن التاسع عشر، شهدت هذه العلاقة العديد من التحولات والتطورات التي شكلت معالم استراتيجية هامة على الساحة الدولية.

بين هذه التحولات، تبرز علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ملوك المغرب، إذ شهدت هذه العلاقة تطورًا كبيرًا على مدار العقود الماضية، بدءًا من عهد الملك الراحل الحسن الثاني وصولاً إلى العهد الملك محمد السادس.

الملك الراحل الحسن الثاني وترامب: اللقاء التاريخي في نيويورك

في يناير 1992، التقى الملك الراحل الحسن الثاني في نيويورك بدونالد ترامب في فندق “بلازا هوتيل” الشهير، وذلك على هامش زيارة خاصة قام بها الملك الراحل إلى المدينة.

وكانت تلك اللقاءات فرصة للتعرف على دونالد ترامب الذي كان قد اشترى الفندق عام 1988 بمبلغ 400 مليون دولار.

في هذا اللقاء، دعا الملك الحسن الثاني ترامب والمستثمرين الأمريكيين لزيارة المغرب من أجل استكشاف الفرص الاقتصادية الواعدة، خاصةً مع قرب المملكة من الأسواق الأوروبية، بالإضافة إلى التسهيلات التي كانت تقدمها الحكومة المغربية للمستثمرين الأجانب.

الملك محمد السادس وترامب: تحول استراتيجي وتعاون عميق

مع اعتلاء الملك محمد السادس العرش في عام 1999، شهدت العلاقات المغربية الأمريكية تحولًا ملحوظًا، وقد عمل الملك محمد السادس على توسيع هذه العلاقة لتشمل العديد من المجالات السياسية والاقتصادية، حيث كانت أولى خطواته في هذا الاتجاه تهدف إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

ومع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في عام 2017، شهدت العلاقات بين المغرب والإدارة الأمريكية تحولًا استراتيجيًا ملحوظًا، إذ برزت هذه العلاقة بشكل خاص في عام 2020 عندما اتخذ ترامب خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الثنائية، حيث أصدر مرسومًا رئاسيًا يعترف لأول مرة بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، هذا القرار، الذي اعتُبر تحولًا تاريخيًا في السياسة الأمريكية تجاه القضية المغربية.

وسام الاستحقاق: تكريم متبادل بين ترامب والملك محمد السادس

في عام 2020، منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الملك محمد السادس وسام الاستحقاق المرموق تقديرًا لدوره في تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والمغرب، ولأثره الإيجابي في السياسة الإقليمية. وقد جاء هذا التكريم ليعكس الدور الريادي للملك محمد السادس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا سيما في تعزيز الأمن والاستقرار عبر استئناف العلاقات مع إسرائيل، وهو ما كان له تأثير كبير على المشهد السياسي في المنطقة.

وفي المقابل، منح الملك محمد السادس الرئيس ترامب الوسام المحمدي، وهو أرفع وسام في المغرب، وذلك تقديرًا لمواقفه الداعمة للمصالح المغربية، ولتعزيز العلاقات بين البلدين.

التضامن في الأوقات الصعبة: برقية تعاطف بعد محاولة الاغتيال

وفي خطوة أخرى تعكس عمق العلاقات الشخصية بين الزعيمين، بعث الملك محمد السادس برقية تعاطف إلى الرئيس ترامب بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها في 2020 أثناء تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا.

في هذه البرقية، أعرب الملك عن أسفه البالغ لهذا الهجوم، وأدان بشدة العنف السياسي، مشددًا على ضرورة الحفاظ على استقرار السياسة الأمريكية في هذه الأوقات الصعبة.

إيفانكا ترامب في المغرب

ولم تقتصر العلاقة بين المغرب وترامب على الجوانب السياسية فحسب، بل امتدت أيضًا إلى التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

حيث في عام 2019، زارت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي ومستشارته، المغرب في إطار “مبادرة التنمية والازدهار العالمي للمرأة”، التي تهدف إلى تمكين النساء في البلدان النامية.

وكانت هذه الزيارة فرصة لتعزيز التعاون بين المغرب والولايات المتحدة في مجالات تمكين المرأة والتنمية الاقتصادية، وخلال الزيارة، استضافت الأميرة للا مريم، مأدبة عشاء على شرف إيفانكا ترامب في قصر الضيافة في الرباط. كما شهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الهامة بين الحكومة المغربية وهيئة تحدي الألفية الأمريكية.

 

 

 

التعليقات على علاقة دونالد ترامب بملوك المغرب.. من الراحل الحسن الثاني إلى الملك محمد السادس مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

المحكمة الدستورية تنتقد قلة اللجوء إليها وتدعو لتفعيل دورها الرقابي

في محاضرة علمية ألقاها بمناسبة درس افتتاحي في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعي…