بعد مقتل 21 شخصا في المدينة والمخيم حسب وزارة الصحة الفلسطينية، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) الجمعة أن القوات الإسرائيلية انسحبت من مدينة جنين ومخيمها “بعد عشرة أيام من العدوان”.
فيما قال شاهد من رويترز إن القوات الإسرائيلية خلفت وراءها دمارا واسعا في البنية التحتية.
واتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان لها على فيسبوك، إسرائيل بإعادة “إنتاج جرائمها الوحشية ومشاهد الدمار والتخريب التي ارتكبتها في قطاع غزة ونقلها للضفة الغربية المحتلة كما يحصل في محافظتي جنين وطولكرم ومخيماتها”.
وحضّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس كلا من إسرائيل وحركة حماس على التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة، وذلك بعد أن قال مسؤولون أمريكيون إنّ الاتفاق بات منجزا بنسبة 90%.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي في هايتي “من واجب الطرفين التوصل لاتفاق بشأن هذه القضايا العالقة”، مشيرا إلى أنّ واشنطن ستطرح مزيدا من الأفكار على طاولة المفاوضات خلال الأيام المقبلة.
وقال بلينكن إنه لا يزال يأمل في إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن في يناير.
وأضاف “أعتقد أنه إذا تمكنّا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فيمكننا المضي قدما على مسار التطبيع”.
في المقابل قال عضو المكتب السياسي لحماس ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية الذي يتخذ الدوحة مقرا، في كلمة بثّتها الحركة، إن “على الإدارة الأمريكية ورئيسها (جو) بايدن، إن أرادوا الوصول فعلا إلى وقف لإطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل للأسرى، التخلي عن انحيازهم الأعمى للاحتلال الصهيوني، وممارسة ضغط حقيقي على نتانياهو وحكومته، وإلزامهم بما تم التوافق عليه سابقا”.
من جهته، قال نتانياهو في تصريح لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية “لا يوجد اتفاق قريب. للأسف، لسنا قريبين، لكننا سنبذل كل شيء لدفعهم الى القبول باتفاق يسمح في الوقت ذاته بمنع إيران من إعادة تسليح غزة”.
وخلال مظاهرة جديدة في تل أبيب، قال جيل ديكمان، ابن عم أحد الرهائن الستة الذين عثر عليهم قتلى في غزة “سنفعل كل شيء لضمان أن يكون جميع الرهائن معنا. وإذا كان القادة لا يريدون توقيع اتفاق، فسنجبرهم على ذلك”.
إلا أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أكّد على النقيض من ذلك، ردّا على أسئلة صحافيين حول الاتفاق، أنّ القول إنّ “90 في المئة من الاتفاق شبه منجز كلام دقيق. أعتقد أننا اقتربنا من ذلك”، مشيرا إلى أنه “تم الاتفاق على الإطار، والنقاش حاليا حول تنفيذ التفاصيل، ولا سيما بالنسبة الى تبادل السجناء”.
وأشار نتانياهو الأربعاء إلى أنّه من النقاط التي تتعثّر حولها المفاوضات عدد المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في مقابل كل رهينة ستفرج عنها حماس، ورفض إسرائيل الإفراج عن بعض المعتقلين الذين تطالب بهم حماس.
في المقابل، قالت حماس إن “قرار نتانياهو بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) يهدف لإفشال المفاوضات”، في إشارة إلى تمسّك إسرائيل بإبقاء قوات في ممر فيلادلفيا في غزة المحاذي للحدود المصرية، بحجة منع تهريب السلاح من مصر إلى حماس. وتشترط الحركة من جهتها انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.