أبدت الولايات المتحدة تفاؤلها بشأن مفاوضات الدوحة الرامية للتوصل لهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. حيث ترى واشنطن أن إمكانية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار تظل قائمة بقوة لكن ليس بسرعة. في وقت رجح فيه مصدر مطلع أن تستانف جميع الأطراف المشاركة الاجتماع يوم الجمعة.
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن “اليوم هو بداية مشجّعة”، مؤكدا أن المباحثات انطلقت في وقت سابق في العاصمة القطرية بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” وليام بيرنز.
وأضاف كيربي “يبقى الكثير من العمل. نظرا لتعقيد الاتفاق، لا نتوقع الخروج من هذه المباحثات مع اتفاق اليوم”.
وتوقع المتحدث أن تتواصل المباحثات الجمعة. وأوضح “هذا عمل محوري. يمكن تجاوز العقبات المتبقية، وعلينا أن نوصل هذه العملية الى خاتمتها”.
وتابع “علينا أن نرى الرهائن وقد تم الإفراج عنهم، مساعدات للمدنيين الفلسطينيين في غزة، الأمن لإسرائيل وتوترات أقل في المنطقة، وعلينا أن نرى هذه الأمور في أقرب وقت ممكن”.
وتجرى المفاوضات على أساس مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو، ويرتكز على وقف النار لستة أسابيع في مرحلة أولى والإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين.
ولم يتطرق كيربي إلى تفاصيل ما يتم بحثه في الدوحة، لكنه شدد على أنها ترتبط بالإجراءات التنفيذية.
وأوضح كيربي “وصلنا الآن إلى نقطة حيث أصبح الإطار مقبولا بشكل عام، والفجوات تكمن في تنفيذ الاتفاق”.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تعزّزت المخاوف من توسّع التصعيد في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، وضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت قتلت القيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر. وتوعّدت إيران وحزب الله بالردّ على الدولة العبرية.
ومارست الدول الغربية ضغوطا مكثفة على إيران داعية إياها للتراجع عن تهديدها بالردّ على إسرائيل.
وبحسب كيربي فإنه من غير الواضح إن كانت الضغوط ومحادثات وقف إطلاق النار قد دفعت إيران إلى إعادة النظر. وقال “لا أستطيع الوقوف هنا والقول لكم على وجه اليقين إن هناك قرارا بتغيير رأيهم”.
وتابع “قبل بضعة أيام تلقينا معلومات، وما زلنا نتلقاها، مفادها أن الهجوم قد يأتي دون سابق إنذار أو بإنذار ضئيل، ومن المؤكد أنه قد يأتي في الأيام المقبلة، وعلينا أن نكون مستعدين له”.
شدّد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه من بيروت الخميس على ضرورة التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة من أجل ضمان السلام في المنطقة.
وقال سيجورنيه بعد زيارته رئيس البرلمان نبيه بري إن بلاده “تدعم لبنان، وفي هذا السياق وفي إطار السلام في المنطقة، نأمل كذلك بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة” معتبراً ذلك “عنصراً هاماً وضرورياً لضمان السلام في المنطقة”.
وتأتي زيارة سيجورنيه إلى بيروت في إطار “دعم الجهود الدبلوماسية الجارية من أجل خفض التصعيد في المنطقة”، وفق ما أورد في تعليق على منصة اكس قبيل وصوله إلى بيروت.
وأوضح سيجورنيه الذي زار بيروت مرات عدة منذ بدء التصعيد، “رسالتنا بسيطة للغاية تتعلق بخفض التصعيد، موجهة هنا إلى السلطات اللبنانية بوضوح وسيتم كذلك توجيهها إلى دول أخرى في المنطقة، ما يسمح لنا أن نرى في المستقبل وضعاً أكثر هدوءاً في هذه اللحظة الحساسة”.
اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الخميس أن المباحثات في قطر حول هدنة في غزة بين إسرائيل وحركة حماس تتيح الإفراج عن الرهائن تشكّل “لحظة حاسمة للاستقرار العالمي قد تحدد مستقبل الشرق الأوسط”.
وقال لامي في بيان “نمرّ بلحظة حاسمة بالنسبة للاستقرار العالمي. الساعات والأيام المقبلة قد تحدد مستقبل الشرق الأوسط. ولهذا السبب فإننا اليوم وكل يوم نحث شركاءنا في المنطقة على اختيار السلام”.
وأضاف “ستستمر المملكة المتحدة في استخدام كل وسيلة دبلوماسية للتوصل إلى وقف إطلاق النار”.