بعد موجة جديدة من الأمطار الغزيرة التي تضرب منطقة الخليج الصحراوية، أغلقت السلطات السعودية الأربعاء المدارس في عدة مناطق في المملكة بعد أن غمرت مياه السيول عددا كبيرا من الطرق.
وأظهرت لقطات مصورة سيارات غمرتها المياه جزئيا، تحاول شق طريقها في برك مياه في منطقة القصيم (وسط المملكة) التي يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة، علما أنها إحدى المناطق التي تعرضت لهطول أمطار غزيرة الثلاثاء.
وقال الموظف المصري محمد المقيم في مدينة بريدة، عاصمة القصيم، مكتفيا بالإفصاح عن اسمه الأول، إن “الأمطار استمرت سبع ساعات من العصر لقرب منتصف الليل بكميات كبيرة جدا”.
وتابع الشاب أن “المياه تراكمت لارتفاع أكثر من 10 سم أمام السكن ومنعتنا من الخروج للشارع”، مشيرا إلى أن “صوت الرعد كان صاخبا والبرق كان ينير المدينة”.
وأصدر المركز الوطني للأرصاد “الإنذار الأحمر” لمنطقة القصيم وعدد من المناطق الأخرى من بينها المنطقة الشرقية المطلة على الخليج العربي والعاصمة الرياض ومنطقة المدينة المنورة قرب البحر الأحمر في الغرب.
وحذر المركز الحكومي من “أمطار غزيرة تصاحبها رياح شديدة السرعة، وانعدام الرؤية الأفقية، وتساقط البرد، وجريان السيول، وصواعق رعدية” في هذه المناطق.
وقررت إدارات التعليم في المنطقة الشرقية والرياض إلغاء الدراسة الحضورية الأربعاء وتحويلها لتكون عن بُعد.
ونشرت إدارة تعليم المدينة المنورة على منصة إكس صورا لموظفي صيانة وهم يصلحون الكهرباء ووحدات المُكيفات ويزيلون مياه متراكمة في مدارس.
وتجمعت المياه صباح الأربعاء في عدد من شوارع الرياض، التي يسكنها أكثر من 8,5 مليون نسمة، دون أن يؤثر ذلك على حركة المرور، فيما تواصل هطول الأمطار في طقس غائم وبارد.
من الشائع حدوث عواصف ممطرة وفيضانات في المملكة العربية السعودية، خاصة في فصل الشتاء، وتواجه المدن الأكبر والأكثر كثافة سكانية مشكلة في تصريف مياه الأمطار في بعض الأحيان.
وتحدث هذه المشاكل سنويا في جدة، المدينة الساحلية الكبيرة على البحر الأحمر، حيث ينتقد السكان منذ فترة طويلة ضعف البنية التحتية. وقضى 123 شخصا في فيضانات عارمة في المدينة عام 2009 إضافة إلى 10 آخرين في موجة أخرى عام 2011.
ويأتي هطول الأمطار الغزيرة هذا الأسبوع على السعودية في أعقاب عواصف استثنائية ضربت منطقة الخليج منتصف الشهر الفائت، وأسفرت عن مقتل 21 شخصا في عمان وأربعة في الإمارات العربية المتحدة التي سجلت هطول أكبر كمية أمطار منذ 75 عاما.
وقال فريق خبراء من العلماء في دراسة نشرت الأسبوع الماضي إن الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري هو “على الأرجح” وراء الهطول القياسي للأمطار التي ضربت المنطقة.