كشف وزير المالية الفرنسي برونو لومير الجمعة أن فرنسا مستعدة للمشاركة في تمويل خط كهرباء بقدرة ثلاثة غيغاوات يربط مدينة الدار البيضاء المغربية بمدينة الداخلة.

وقال لومير عقب اجتماع مع نظيرته المغربية نادية فتاح العلوي “نريد تدشين مرحلة تعاون جديدة في ميدان الطاقة الخالية من الكربون (…) سوف تشمل الهيدروجين الأخضر والطاقة الريحية والشمسية”.

وفي وقت لاحق أمس الجمعة أكد أمام المشاركين في منتدى لرجال الأعمال المغاربة والفرنسيين “سوف تنتجون الطاقة في جهة الداخلة وستحتاجون لنقلها إلى الدار البيضاء، يتعين إذن إنشاء شبكة خطوط كهربائية لنقل هذه الطاقة… أؤكد لكم أننا مستعدون لتمويل هذه البنية التحتية”.

كما أعلن الوزير الفرنسي أيضا أنه “اقترح” على نظيرته المغربية “تعاونا في مجال الطاقة النووية يشمل مفاعلات صغيرة ومتوسطة الحجم”.

ولا يملك المغرب حاليا محطات نووية لإنتاج الطاقة، فيما اكتفت الوزيرة المغربية بالإشارة إلى أن قطاع الطاقات النظيفة “يعبر تماما عن (…) فلسفة هذه الشراكة المتجددة” مع فرنسا.

وتطمح المملكة إلى إنتاج 52 بالمئة من الكهرباء النظيفة في أفق العام 2030. غير أن الطاقات الأحفورية ما تزال تشكل حوالى 90 بالمئة من استهلاكها الحالي، وتعتمد فيها على الخارج.

وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت مطلع مارس الماضي أن حوالي مئة مستثمر محلي وأجنبي “أبدوا اهتماما” بإطلاق مشاريع لصناعة الهيدروجين الأخضر، وتخصيص 300 ألف هكتار لها في مرحلة أولى.

ومن جانب آخر أفاد لومير أن الطرفين اتفقا على تشكيل فريق عمل لدراسة التعاون في مجال النقل بواسطة السكك الحديد بما فيه “الخطوط فائقة السرعة”.

ويذكر أن فرنسا حظيت بصفقة إطلاق أول قطار فائق السرعة في أفريقيا، يربط منذ العام 2018 مدينة طنجة بالدار البيضاء على مسافة 350 كيلومترا.

ويرتقب أن يُسرع تنظيم المغرب لمونديال 2030 لكرة القدم، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، إطلاق مشروع ضخم لتوسعة هذا الخط على نحو 600 كيلومتر إلى غاية مدينة أكادير، وفق وسائل إعلام محلية.

هذا، وكان مكتب السكك الحديد المغربي قد أعلن في فبراير الماضي فوز شركة صينية بإعداد دراسة أولية لمشروع الخط فائق السرعة بين مراكش وأكادير. لكنه نفى أن تكون صفقة إنجاز المشروع في حد ذاته قد رست على شركة صينية، في سياق حديث وسائل الإعلام المحلية عن منافسة بين باريس وبكين للفوز بهذه الصفقة.

وقد وصل لومير إلى المغرب الخميس في سياق زيارات متعددة لوزراء فرنسيين، منذ مجيء وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه إلى المملكة أواخر فبراير الماضي، وذلك لإعادة الدفء للعلاقات بين البلدين.

ويشار إلى أنه، منذ اعتراف الولايات المتحدة أواخر العام 2020 بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، تضغط الرباط للحصول على موقف مماثل من حليفتها التاريخية باريس.

ولكن، شهدت السنوات التالية توترات قوية بين البلدين تزامنت مع سعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التقارب مع الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو.

 

التعليقات على فرنسا مستعدة لـ”تمويل البنية التحتية” لنقل الطاقة النظيفة من الصحراء إلى الدار البيضاء مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

من بينها حماية التراث اللامادي من محاولات الاستيلاء.. هذه أهم المستجدات التي جاء بها مشروع قانون حماية التراث الثقافي

صادق المجلس الحكومي اليوم على مشروع القانون رقم 33.22 يتعلق بحماية التراث، أخذاً بعين الاع…