أعلنت الشرطة الاسترالية الإثنين أنها تحقق في الأسباب التي دفعت برجل يبلغ 40 عاما يعاني اضطرابا نفسيا، لاستهداف نساء بسكين كبير في مركز تجاري في سيدني وقتل ستة أشخاص وجرح 12 آخرين.
وبين القتلى خمس نساء، وكذلك معظم الجرحى.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المهاجم جويل كاوتشي وهو يتجول غير حليق ويطارد ضحايا معظمهم من الإناث في مركز وستفيلد الكبير للتسوق عند تقاطع بونداي بعد ظهر السبت.
وقالت مفوضة شرطة مقاطعة نيو ساوث ويلز كارن ويب إن “الفيديوهات تتحدث عن نفسها، وهذا بالتأكيد أحد خيوط التحقيق بالنسبة لنا”.
أضافت لهيئة البث الوطنية إيه بي سي “واضح بالنسبة لي وللمحققين، أن ذلك يثير الاهتمام، أي أن الجاني ركّز على النساء وتجنب الرجال”.
وشددت ويب على أن الشرطة ما زالت غير قادرة على معرفة ما كان يدور في ذهن المهاجم الذي أردته شرطية برصاصها.
وأضافت “لهذا السبب من المهم الآن أن يخصص المحققون متسعا من الوقت للتحدث إلى من يعرفونه”.
يشير حساب كاوتشي على فيسبوك إلى أنه من توومبا قرب بريزبين، ودرس في ثانوية المنطقة وجامعتها.
ويقول والداه إنه كان يعاني اضطرابات نفسية مذ كان مراهقا.
وقال والده أندرو كاوتشي لوسائل إعلام محلية إنه “مفجوع” ولا يعلم الاسباب التي دفعت بابنه للقتل.
وأضاف متحدثا قرب منزله في كوينزلاند “سخّرت نفسي في خدمة ابني عندما علمت إنه يعاني اضطرابا نفسيا”.
ورجح أن يكون ابنه استهدف نساء في المقام الأول “لأنه كان يريد صديقة، ولا يتمتع بمهارات اجتماعية وكان محبطا”.
وتابع “هو ابني وأنا أحب وحشا …. بالنسبة لكم هو وحش لكنه شخص مريض جدا”.
وقالت الشرطة إن بين النساء الضحايا أم تبلغ 38 عاما سلمت طفلتها التي كانت تنزف لغرباء قبل نقلها إلى المستشفى حيث فارقت الحياة.
والطفلة في حالة خطيرة وترقد في مستشفى في سيدني.
والرجل الوحيد الذي قُتل باكستاني يبلغ 30 عاما. وكان يعمل حارس أمن عندما تعرض للطعن.
ولا يزال ثمانية من الجرحى في المستشفى بعضهم حالته خطيرة.
طعن كاوتشي ضحاياه خلال نحو نصف ساعة قبل أن تطارده الشرطية إيمي سكوت وتقتله.
ويعتقد أن كاوتشي توجه إلى سيدني قبل شهر تقريبا واستأجر وحدة تخزين صغيرة في المدينة، كانت تحتوي على مقتنيات شخصية.
وقال والداه إنه كان يعيش في سيارة ونُزل، وكان يتواصل معهما بين الحين والآخر عبر الرسائل النصية.
وأمام مركز التسوق في بونداي وضعت باقات الزهور تكريما للضحايا
ونُكست الأعلام في جميع أنحاء البلاد حدادا.
وأضيئت دار الأوبرا في سيدني بشريط أسود مساء الإثنين.
وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إنه تحدث إلى عائلات الضحايا.
وقال لإذاعة “إيه بي سي” إن “وجود عدد أكبر من النساء بين القتلى مثير للقلق بالطبع، نشعر بالحزن على كل ضحية”، ووعد بفتح تحقيق “شامل” من قبل الشرطة.
وسيتم إجراء تحقيق قضائي عام في الحادث حسبما قال رئيس وزراء مقاطعة نيو ساوث ويلز كريس مينز للصحافيين.
وأضاف أن التحقيق سينظر في استجابة الشرطة وفي التحقيق الجنائي، وكذلك في اتصالات المهاجم السابقة مع السلطات الصحية بالمقاطعة.