شكل موضوع “أزمة الديمقراطية التمثيلية” محور ندوة نظمت أمس الجمعة بمراكش، وذلك في إطار أشغال الجمعية العامة للأممية الديمقراطية الدولية لأحزاب الوسط المنعقدة يومي 12 و13 أبريل الجاري بالمدينة الحمراء.

وخلال هذا اللقاء الذي تميز بمشاركة نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال ونائب رئيس الأممية الديمقراطية الدولية لأحزاب الوسط، وممثلي الأحزاب الأعضاء في هذه المنظمة من أوربا، وأمريكا اللاتينية، وأسيا، وإفريقيا، وقام بإدارته الأمين العام للمنظمة الأممية لأحزاب الوسط أنطونيو لوبيز أستوريز ويت، تم تقديم مجموعة من المداخلات تطرقت لمواضيع وإشكاليات ذات صلة بالديمقراطية، والتنمية الاقتصادية وحقوق الإنسان.

وأبرز المتدخلون أهمية موضوع الندوة، مشددين على ضرورة إيجاد حلول لتجاوز هذه الإشكالية في ظل المتغيرات المجتمعية التي يعرفها العالم.

وأكدوا أيضا على أنه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطيات بدون أحزاب قوية، موضحين أن التطورات الدولية أظهرت تراجع ثقة المواطنين عبر العالم في الأحزاب السياسية.

وأضافوا أن هذا الواقع يستدعي توفير أرضية للتفاعل مع الشباب باستعمال وسائط التواصل الاجتماعي وتنشيط الحوار المدني والاستعمال الجيد للتكنولوجيا الحديثة، والعمل على تلبية متطلبات المواطنين.

كما أبرز المتدخلون أن هدف الأممية الديمقراطية الدولية لأحزاب الوسط هو تعزيز التماسك الاجتماعي، والحماية الاجتماعية، والتعاون بين أحزاب المنظمة والولوج لحقوق الإنسان، وتقوية التعاون الدولي بين البلدان الممثلة داخل الأممية الديمقراطية الدولية لأحزاب الوسط.

وأبرز نزار بركة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية تنظيم هذه الندوة لإيجاد حلول من شأنها الاستجابة لإشكالية أزمة الديمقراطية التمثيلية، موضحا أن اللقاء يأتي في إطار تطور دولي أدى إلى بروز حركات شعبوية في العالم.

وألح الأمين العام لحزب الاستقلال على ضرورة تعزيز وتحصين الديمقراطية، مشيرا إلى أن اللقاء شكل فرصة لتقديم التجربة المغربية في هذا المجال بفضل توجيهات الملك محمد السادس، والتطور الدستوري لسنة 2011 الذي أعطى دفعة قوية للديمقراطية وتطور العمل السياسي بالمغرب.

وشدد على أهمية العمل على اعتماد رؤية إستراتيجية على المدى البعيد والتأقلم مع التحولات السريعة في العالم، والتفاعل مع انتظارات المواطنين من خلال الوفاء بالالتزامات لتجاوز الإشكاليات المطروحة.

من جانبه، أشاد الأمين العام للأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط، أنطونيو لوبيز إستوريز ويت، بعقد هذا الجمع العام بالمدينة الحمراء، مبرزا أن مراكش لا تعتبر فقط وجهة سياحية بامتياز وإنما أرضا لاستقبال ملتقيات وتظاهرات عالمية كبرى.

وعبر عن شكره لحزب الاستقلال على استضافة أشغال الجمعية العامة، والتي تضمن جدول أعمالها مناقشة مجموعة من القضايا التي تهم الديمقراطية العالمية، منوها بالتجربة المغربية في مجال التنمية المستدامة وخاصة في مجال استخدام الهيدروجين الأخضر.

وأبرز إستوريز ويت من جهة أخرى، دور المغرب في تحقيق السلم والأمن والاستقرار بالعالم.

من جهته، قال رئيس المنظمة الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط، أندريس باسترانا ارانغو، إن الجمعية العامة تأتي في سياق العولمة ووقعها على السياسات الوطنية، مشيرا إلى أن اللقاء سيناقش مجموعة من القضايا والإشكاليات التي تهم الهجرة بأمريكا اللاتينية، وإفريقيا، وعدم الاستقرار العالمي، والحروب ببعض المناطق، وشبكات التهريب، إلى جانب مواضيع تهم التغيرات المناخية.

يذكر أن اللجنة التنفيذية للأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط عقدت قبل ذلك اجتماعا بمشاركة رؤساء الحكومات، ووزراء وبرلمانيين وأعضاء الأحزاب المنضوية تحت لواء المنظمة قدموا من مختلف مناطق العالم.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح نزار بركة أن الاجتماع شكل مناسبة لإبراز الدور الذي يلعبه الملك محمد السادس في تحقيق السلام والاستقرار في العالم.

وأضاف أن الاجتماع شكل أيضا، فرصة لأعضاء المنظمة الأممية للتأكيد على “السياق الذي نعيشه بكثير من عدم اليقين ولاسيما في مناخ متسم بالتوتر الجيوسياسي والحرب في بعض المناطق في العالم والعمل على إيجاد مقاربات تتيح الاستجابة لهذه الاشكاليات”.

وأشار إلى أن هذه الحلول تهم إشكاليات مرتبطة بالأساس، بقيم هذه المنظمة، وباقتصاد السوق والتضامن، وتحقيق تقارب جديد بين الشمال والجنوب في مجال التنمية المنسجمة، وإنجاح مختلف التحولات الاقتصادية والطاقية، والرقمنة، والتكنولوجيا التي يعرفها العالم.

التعليقات على أحزاب الوسط تلتئم في مراكش لنقاش “أزمة الديمقراطية التمثيلية” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني برسم سنة 2024

تدعيما لمقاربتها التواصلية التي دأبت على نهجها مصالح الأمن الوطني بشكل سنوي، بما يضمن تعزي…