ضربت الشركة الأميركية للمستلزمات الرياضية “نايكي” منافستها الرئيسية “أديداس” في الصميم وكسبت معركة هامة جدا في الحرب بين العملاقين، وذلك بحصولها اعتبارا من 2027 على حق رعاية المنتخب الألماني لكرة القدم الذي لطالما ترافقت صورته ومشاركاته مع الشركة الوطنية وخطوطها الثلاث الشهيرة.

كان الإعلان الخميس عن الصفقة التي تخلى فيها “مانشافت” عن شراكة بدأت عام 1954 حين تو ج بلقبه العالمي الأول، صادما للألمان لدرجة أن سياسيين هاجموا اتحاد اللعبة في البلاد، مستنكرين الافتقار إلى “الوطنية”. هذه الحرب بين العملاقين ليست جديدة بالتأكيد على صعيد اللعبة الشعبية الأولى في العالم وكانت هناك العديد من المعارك اللافتة التي تستعرض وكالة فرانس برس أبرزها:

بداية القصة

كانت “قضية رونالدو” أول ضربة كبرى لشركة “نايكي” في عالم كرة القدم. في تسعينيات القرن الماضي، قررت الشركة الأميركية التي اشتهرت في عالم كرة السلة مع أساطير مثل مايكل جوردان، أن تتجه نحو كرة القدم. في عام 1996، وقعت العلامة التجارية عقدا لمدة عشرة أعوام مع المنتخب البرازيلي واغتنمت الفرصة للتعاقد مع مهاجمه “الظاهرة” رونالدو. لكن سرعان ما تزعزعت الصورة بعد هذه الخطوة الأولى الكبرى في كرة القدم. ففي نهائي كأس العالم 1998 ضد فرنسا، كان رونالدو شبحا للاعب الذي أرعب المدافعين وذلك نتيجة العياء الذي أصابه عشية الهزيمة أمام فرنسا المضيفة بثلاثية نظيفة. ترددت شائعات مفادها أن الشركة الأميركية أجبرت رونالدو على اللعب رغم المرض، لتصبح بذلك كبش فداء للهزيمة النكراء أمام زين الدين زيدان ورفاقه.

كانت شركة “أومبرو” الراعي التاريخي لمنتخب إنكلترا. العلامة التجارية الوطنية التي تم إنشاؤها في عام 1924، دعمت “الأسود الثلاثة” في تتويجهم باللقب العالمي الأول والوحيد عام 1966. لكن الشركة البريطانية دخلت في أزمة مالية عقب كأس العالم 2006 واشترتها “نايكي” بعد ذلك بعامين. أصبح شعار “الفاصلة” بعد ذلك متواجدا على قمصان العديد من الأندية الإنكليزية الكبرى، وصولا إلى المنتخب الوطني عام 2013. وسمحت هذه البوابة إلى أوروبا للشركة الأميركية بمنافسة “أديداس” التي كانت الرقم واحد من دون منازع في عالم كرة القدم آنذاك.

في ملعب المنافس

ياقة بيضاء، خطوط ثلاثية الألوان وشعار “أديداس” في المنتصف. أصبح قميص المنتخب الفرنسي عام 1998 أسطوريا بعدما تو ج “الديوك” على أرضهم بلقبهم العالمي الأول. في عام 2008، شاركت “نايكي” في دعوة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم من أجل تقديم عروض تصميمية لملابس منتخباته. كانت فرصة جديدة للعثور على مكان في كرة القدم بعد الاستحواذ على “أومبرو”. وبعرض بقيمة 320 مليون يورو على مدى سبع سنوات، أزاحت “نايكي” في 2011 غريمتها الألمانية عن القميص الذي زينه شعارها منذ عام 1972. بعد البرازيل وإنكلترا، حان وقت فرنسا ليصبح الأميركيون شركاء لثلاثة منتخبات كبرى في عالم كرة القدم، مقابل اثنتين للعلامة التجارية الألمانية (ألمانيا والأرجنتين).

بعد الفوز بكأس العالم أربع مرات وشراكة دامت طيلة 70 عاما ، خسرت أديداس عقدها مع الاتحاد الألماني لكرة القدم. ومرة أخرى كانت نايكي الفائزة بتوقيعها عقدا من 2027 حتى 2034. كانت الصدمة هائلة بالنسبة للعلامة التجارية ذات الخطوط الثلاثة التي ارتبط تاريخها بملحمة “مانشافت” منذ عام 1954.

وتأمل أديداس التي أعربت عن امتعاضها من هذه الخطوة، لاسيما أنها أ بلغت الخميس، العالم بأجمعه، بفض الشراكة، أن تودع “مانشافت” بأفضل طريقة ممكنة خلال حملتيه الأخيرتين معه: الصيف المقبل في كأس أوروبا التي يستضيفها على أرضه، ومونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

سوق شرسة

مع المنتخب الإسباني، استمرت الشراكة مع أديداس لأكثر من 30 عاما من دون انقطاع. كانت الشركة حاضرة عندما سيطر “لا روخا” على كرة القدم العالمية وشاهد بعض الأسماء الكبيرة تمر عبره، مثل الحارس إيكر كاسياس، كارليس بويول، جيرار بيكيه، سيرخيو راموس، سيرجيو بوسكيتس، تشافي هرنانديس، فرناندو توريس…

بالنسبة للأرجنتين، دخلت أديداس تاريخ المنتخب الأميركي الجنوبي عام 1974. لكن من تغيير إلى تغيير، استغرق الأمر بعض الوقت كي ترسخ مكانتها أمام المنافسين. في كأس العالم 1986، عندما قام دييغو مارادونا بإقصاء إنكلترا “بيد الله”، كانت “كوك سبورتيف” الراعي الرسمي لمنتخب بلاده المتو ج بلقب تلك النسخة على حساب ألمانيا الغربية.

لكن العلامة التجارية الألمانية كانت الشريك الرسمي لمنتخب الأرجنتين خلال تتويجيه العالمي ين الآخر ين عامي 1978 و2022، وكانت أيضا مرتبطة بعقد رعاية مع أسطورة “ألبيسيليستي” الفائز بالكرة الذهبية ثماني مرات ليونيل ميسي منذ عام 2006.

هاتان الشراكتان هما الأكبر للعلامة التجارية ذات الخطوط الثلاثة بعد خسارتها المنتخب الألماني الذي يستبدل شعارها بـ”نايكي” في بداية 2027.

كانت أديداس شركة المستلزمات الرياضية الكبرى الأولى التي يرتبط بها المنتخب الإيطالي، وذلك عام 1974. لكن الشركة الألمانية لم تكن برفقة “أتزوري” في أي من رحلاته إلى الألقاب العالمية الأربعة، وأيضا نايكي من الشراكة بين الطرفين في مونديال 1998. ففي عام 2006 خلال رحلة اللقب العالمي الرابع والأخير، كانت “بوما” الراعية للمنتخب الإيطالي حين توج بطلا على حساب فرنسا. ومنذ 2023، عادت أديداس مرة أخرى لتصبح الشريك الرسمي للاتحاد الإيطالي الذي توج منتخبه بطلا لأوروبا في صيف 2021 مع بوما.

التعليقات على “نايكي” الأمريكية تهزم “أديداس” في عقر دارها في حرب قديمة بين عملاقي الألبسة الرياضية مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

الجمهور الوجدي يتصالح مع حركاس بعد طول خصام