عدد عزيز أخنوش، رئيس المجلس الجماعي لمدينة أكادير، أبرز التدابير التي اتخذتها الجماعة، مباشرة بعد وقوع الهزة الأرضية وإلى غاية يومنا هذا، للمساهمة في التخفيف من أثر الفاجعة على الدواوير المتضررة بإقليم تارودانت.
ومن أهم هذه التدابير، ذكر اخنوش، في كلمة له خلال اجتماع الدورة العادية لشهر أكتوبر، تشكيل “خلية أزمة” من أجل تعبئة الفاعلين الاقتصاديين بتنسيق مع عدد من الهيئات المدنية من أجل جمع التبرعات، حيث تم إرسال شاحنات محملة بالمواد الغذائية والأغطية والخيام إلى مجموعة من الدواوير المتضررة.
كما تم التنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجهة سوس ماسة من أجل تدارس الإجراءات والتدابير التي وجب اتخاذها من أجل تهيئة مستشفى الحسن الثاني قصد استقبال الحالات المستعجلة الوافدة من المناطق الجبلية الأكثر تضررا من هذه الفاجعة، يضيف أخنوش.
كما أضاف أخنوش أنه تم افتتاح مجموعة من الفضاءات العمومية من أجل إيواء والتكفل بالعائلات المرافقة للوافدين على مستشفى الحسن الثاني بتنسيق مع السلطات المحلية.
وتحدث رئيس جماعة أكادير كذلك عن تشكيل لجنة مشتركة بمعية المصالح الولائية وبشراكة مع مجموعة من مكاتب الدراسات ومكاتب المراقبة المختصة في البناء المضاد للزلازل، مهمتها الاستجابة لطلبات المواطنين المرفوقة بالصور التي توثق حجم الضرر الذي لحق البنايات، وذلك من أجل تقديم الخبرة التقنية اللازمة واقتراح الحلول المناسبة لدعم وتعزيز متانة وصلابة هذه البنايات.
كما قامت الجامعة بدعم الدواوير المتضررة من حيث الإنارة والوسائل اللوجستية، وتقديم الدعم اللوجستي من آليات ومواد بالإضافة إلى الإمكانات البشرية اللازمة لتعقيم وتطهير مجموعة من الدواوير المتضررة بدعم من مكتب حفظ الصحة لجماعة أكادير، كما قال أخنوش.
من جهة أخرى، نوه رئيس جماعة أكادير بالمجهودات المواطنة التي تبذلها مكونات جماعة أكادير، منتخبين وأطر وموظفين، فإننا نجدد تجندنا الدائم خلف أمير المؤمنين، الملك محمد السادس نصره الله، من أجل المساهمة في إعادة الإعمار والتأهيل العام للمناطق المتضررة من فاجعة الزلزال.
وفي هذا الصدد، تقدم أخنوش بمقترح من أجل المصادقة على تخصيص مبلغ 10 ملايين درهم كمساهمة من جماعة أكادير في الصندوق الخاص بتدبير آثار الزلزال.
في السياق نفسه، أشاد أخنوش بحجم التضامن والتلاحم الذي أبان عنه المغاربة في كل ربوع المملكة، والذي يجسد روح القيم المغربية التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة وإشادة من طرف العديد من المؤسسات الدولية.
على صعيد آخر، تطرق أخنوش لأبرز التدشينات والتظاهرات واللقاءات التي نظمها وساهم فيها مجلس مدينة أكادير، والتي تميز الفترة الفاصلة بين دورة ماي الأخيرة و دورة أكتوبر الحالية.
كما عبر عن اعتزازه بالدينامية التي يعرفها إنجاز مكونات الورش الملكي المتعلق ببرنامج التهيئة الحضرية لأكادير 2020-2024، حيث تم تدشين وافتتاح مجموعة من المرافق العمومية والمحاور الطرقية والفضاءات الخضراء، مبرزا أن هذا المشروع “غير بشكل واضح، معالم المدينة، مما انعكس بشكل إيجابي على الحياة اليومية للساكنة، فضلا عن فتح آفاق جديدة لتعزيز الجاذبية السياحية والاقتصادية لمدينة أكادير”، على حد وصفه.
وتابع في هذا الصدد “نجدد سعينا الثابت لاتخاذ التدابير اللازمة لضمان تنزيل مختلف مشاريع برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير، في احترام تام لدفاتر التحملات والآجال المحددة لذلك”.
ونبه إلى أن الجماعة تبذل مجهودا كبيرا من أجل رصد الاعتمادات المالية المخصصة لهذا الغرض، حيث وفرت مايناهز 80% من التزاماتها لسنة 2023.
كما نوه أخنوش بالأوراش التي تم إطلاقها في إطار الاستراتيجية التي ينهجها مكتب الجماعة من أجل تدبير قطاع المالية والتي ترتكز على أساسا الرفع من المداخيل وترشيد النفقات.
من جهة أخرى، نوه أخنوش بالعمل الذي يقوم به الموظفين وعمال النظافة، الذين يسهرون على تدبير أيام عيد الأضحى بكافة تراب الجماعة، من تهيئة المصليات إلى التدبير الناجع والفعال لجمع نفايات الأضاحي.
وأشار في هذا الباب إلى أن جماعة أكادير خصصت موارد بشرية وإمكانات لوجستية هامة من أجل السهر على نظافة المنطقة السياحية وشاطئ المدينة، على مدار 24 ساعة طيلة فصل الصيف، مشيرا إلى أنه كان من المرتقب أن يعرف موسم الإصطياف توافدا هاما على وجهة أكادير من حيث السياحة الداخلية والعالمية.
وسجل أن مجلس المدينة عمل على ضمان انسيابية السير والجولان، من خلال فتح المحاور الطرقية الكبرى التي كانت مغلقة بسبب أشغال التهيئة الحضرية، وتخصيص كل من المرآب تحت أرضي الإنبعاث، ساحة الأمل والمخيم الدولي لأكادير لركن السيارات بشكل مجاني.
وشهد موسم الصيف كذلك تنظيم سهرات وأنشطة ثقافية ورياضية، غنية ومتنوعة بالحدائق العمومية والساحات الكبرى والمركبات الثقافية للمدينة من أنزا إلى تكوين، “مما لقي استحسان ساكنة المدينة وزوارها، وهذا يشجعنا على تعزيز العرض الثقافي للرفع من جاذبية المدينة خلال موسم الصيف”، يضيف أخنوش.
في المقابل، تأسف رئيس مجلس جماعة أكادير تجاه بعض الممارسات التي شهدها شاطئ المدينة خلال موسم الاصطياف والتي اعتبر أنها تشكل عائقا حقيقيا أمام الرقي بجمالية المدينة، وفي هذا الصدد، أفاد أخنوش أن الجماعة بادرت إلى عقد اجتماعات تشاورية من أجل الاشتغال على تصور مبتكر لنموذج حكامة جديدة للمنطقة السياحية، تأخذ بعين الاعتبار الأهمية البالغة التي يكتسيها شاطئ أكادير في الجاذبية السياحية للمدينة.
من ناحية أخرى، سجل أخنوش أن هذه الدورة تترجم حقيقة التزام الجماعة، منذ تولي تدبير هذا المجلس، بالعمل على تحقيق العدالة المجالية بتراب جماعة أكادير، وذلك من خلال تهيئة الأحياء الناقصة التجهيز، عبر إرساء بنية تحتية عصرية وإحداث مرافق عمومية ذات جودة عالية للرقي بجودة حياة الساكنة.
وتفاعلا مع خبر استضافة المغرب لكأس العالم 2030، عبر أخنوش عن سعادته بهذا الخبر الذي زفه الملك إلى عموم المغاربة، إضافة إلى ظفر البلاد بشرف تنظيم كأس إفريقيا للأمم لسنة 2025، ما يجسد للمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى، حسب أخنوش.
وعلى ضوء هذه المستجدات، دعا أخنوش جميع أعضاء مجلس جماعة أكاديرلأخذ بعين الاعتبار اختيار مدينة أكادير لاستضافة هذه التظاهرات، و”ذلك بالتفكير مليا عند تحيين برنامج عمل الجماعة بمختلف المشاريع التي يجب برمجتها، من أجل الاستعداد لهذا العرس الكروي الهام. وأخص هنا بالذكر على سبيل المثال، لا الحصر، تأهيل المحيط الخارجي لملعب أدرار والمحطة الطرقية للمدينة”، حسب تعبيره.
وفي ختام كلمته، نوه أخنوش، مجددا، بالمجهودات التي يبذلها المجلس، منتخبين وأطر وموظفين، داعيا جميع مكونات جماعة أكادير إلى العمل على تجاوز كل الإكراهات والمعيقات التي تقف أمام المضي قدما من أجل الوفاء بالالتزامات في كل من برنامج التهيئة الحضرية 2020-2024 وبرنامج عمل الجماعة 2022-2027.