حققت المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في جهة الداخلة – وادي الذهب، حصيلة غنية بالإنجازات والمشاريع على مستوى كافة برامجها، مما ساهم بشكل ملموس في منح زخم جديد للمسار التنموي للجهة، في التزام تام بالأسس الرئيسية التي ترتكز عليها الرؤية الجديدة للمبادرة.
ومكّنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي خلدت مؤخرا الذكرى الـ 18 لإعطاء انطلاقتها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس (18 ماي من كل سنة)، من دعم المكتسبات والمنجزات التي تحققت على مستوى إقليمي وادي الذهب وأوسرد، وتعزيز دينامية التنمية المحلية، من خلال تحسين الظروف المعيشية للساكنة، ومعالجة الأسباب الرئيسية للخصاص في مجال التنمية البشرية.
ففي إقليم وادي الذهب، تم تمويل 349 مشروعا في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال الفترة 2019-2023، بكلفة إجمالية بلغت 75.465.096 درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 57.571.434 درهم.
وأكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بإقليم وادي الذهب بالنيابة، محمد الحبيب التروزي، أن هذه المشاريع تتوزع على أربعة برامج تشمل برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية الأساسية (05 مشاريع) بكلفة 1.540.307 درهم ساهمت فيها المبادرة بنسبة 100 في المئة، وبرنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة (95 مشروعا) بكلفة 28.123.996 درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 18.873.996 درهم.
وأضاف التروزي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المرحلة الثالثة من المبادرة تشمل أيضا برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب (205 مشاريع) بكلفة 25.902.101 درهم ساهمت فيها المبادرة بـ 18.651.704 درهم، وبرنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة (44 مشروعا) بكلفة 19.898.690 درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 18.673.690 درهم.
وأشار إلى أنه تم دعم ما مجموعه 81 مشروعا في سنة 2019 بمبلغ 18.907.408 درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 8.298.891 درهم، و34 مشروعا في سنة 2020 عبأت 9.513.085 درهم ساهمت فيها المبادرة بنسبة 100 في المئة، و80 مشروعا في سنة 2021 بكلفة 14.703.150 درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 11.430.656 درهم، و73 مشروعا في سنة 2022 بكلفة 16.040.803 درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 14.228.401 درهم.
من جهة أخرى، أشار التروزي إلى أن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم سنة 2023، بلغت إلى حدود الآن ما مجموعه 70 مشروعا بكلفة 16.270.648 درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 14.238.664 درهم.
وفي إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم وادي الذهب، تم تدشين مركز للحد من ظاهرة الإدمان على المخدرات، ساهمت فيه المبادرة بـ 100.000 درهم في إطار برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، والذي تم إحداثه بشراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية وولاية الجهة وجماعة الداخلة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين.
ويهدف المركز، الذي تشرف عليه جمعية البشائر للتربية والتنمية المستدامة، إلى الحد من تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات، والتوعية والتحسيس بمخاطر الإدمان، والمصاحبة والتوجيه والمواكبة للمدمنين، في أفق إحداث نواة مركز تدخلي لمعالجة الإدمان ومحاربة تعاطي المخدرات.
كما شملت مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تهيئة مركز للاستقبال بحي الوحدة، تشرف على إنجازه المديرية الجهوية لقطاع الشباب، على مدى شهرين، بكلفة مالية إجمالية تقدر بـ 3.097.722 درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 300.000 درهم لبناء وتجهيز المركز، وبـ 581.000 درهم لأشغال التهيئة.
ويتضمن المشروع، الذي تتجاوز طاقته الاستيعابية 40 سريرا، التهيئة المهيكلة لمركز الاستقبال (مطبخ، قاعات للأكل، غرف …)، وإعادة تأهيل بعض مرافقه الحيوية (التطهير، الماء الصالح للشرب، الكهرباء …)، وتركيب معدات للكشف عن الحرائق والسلامة منها.
ومن بين مشاريع المبادرة، كذلك، المركز الجهوي لتصفية الدم بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بالداخلة، الذي يجسد الدعم المتواصل والانخراط التام للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في ضمان استمرارية الخدمات المجانية لهذا المركز، وذلك تكريسا لقيم التضامن والتكافل الاجتماعيين.
وعملت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بوادي الذهب على دعم المشروع بما مجموعه 2.600.000 درهم، همت اقتناء 6704 أكياس وأدوات خاصة بعملية تصفية الدم بكلفة 1.862.000 درهم، والصيانة الاعتيادية للمعدات والآلات بالتعاقد مع شركة متخصصة بمبلغ 138.000 درهم، بالإضافة إلى منحة التسيير بمبلغ قدره 600.000 درهم.
وبالنسبة لإقليم أوسرد، فقد تم تمويل ما مجموعه 244 مشروعا في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال الفترة من 2019 إلى 2023، بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 40.48 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بأزيد من 35.86 مليون درهم.
وأكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم أوسرد بالنيابة، بلحاج حفظ الله، أنه تم تخصيص غلاف مالي بلغ 2.76 مليون درهم لتمويل 06 مشاريع في إطار برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا خلال الفترة من 2019 إلى 2023، مشيرا إلى أن 2500 شخص استفادوا من هذا البرنامج.
وفي ما يتعلق ببرنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، أوضح حفظ الله أنه تم تنفيذ 44 مشروعا بكلفة مالية بلغت أزيد من 15.29 مليون درهم، مشيرا إلى استفادة 1600 شخص من هذه المشاريع.
وأشار إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت بأزيد من 11.98 مليون درهم في برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب (2439 مستفيد)، لضمان تمويل 137 مشروعا، موضحا أن نسبة المشاريع المنجزة بلغت 66.66 في المئة، بينما بلغت نسبة المشاريع قيد الإنجاز 33.33 في المئة.
وفي إطار البرنامج المتعلق بالدفع بتنمية الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، تم تمويل 57 مشروعا بتكلفة إجمالية تجاوزت 5.83 ملايين درهم تتعلق بدعم صحة الأم والطفل (1.68 مليون درهم/12 مشروعا)، ودعم التعليم الأولي في الوسط القروي (أكثر من 2.14 مليون درهم/19 مشروعا)، ودعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي (أكثر من 1.63 مليون درهم/26 مشروعا).
وتعززت مساهمات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم أوسرد، بمشروع حضانة وروض للأطفال بمركز بئر كندوز، تم إنجازهما لفائدة العصبة المغربية لحماية الطفولة، في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة.
وتتكون هذه الوحدة، التي تم تشييدها بكلفة إجمالية ناهزت 1.780.250 درهم، من 4 قاعات لأربع مستويات، وقاعة للأكل ومطبخ، وقاعة متعددة الاستخدامات (حركية نفسية، قراءة وموسيقى)، وفضاء للألعاب على مساحة 145 متر مربع.
وشملت مشاريع المبادرة، أيضا، المركز الاجتماعي للقرب بمركز بئر كندوز التابع للتعاون الوطني، حيث تم بناء غرفتين متعددتي الاستخدامات ومرافق صحية عبأت غلافا ماليا قدره 601.716 درهم.
كما ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مشروع بناء وتجهيز قاعة الألعاب بوحدة التعليم الأولي “المسيرة الخضراء” بمركز بئر كندوز.
ويهدف هذا المشروع، الذي عبأ غلافا ماليا إجماليا قدره 278.160 درهم، إلى توفير فضاء للعب آمن وذي جودة لفائدة أطفال التعليم الأولي، وتنمية المهارات الجسدية والنفسية لهذه الفئة.
على صعيد آخر، ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال لجنتها الإقليمية بأوسرد، في تنظيم قافلة طبية مغربية – أمريكية متعددة التخصصات استفاد منها حوالي 400 شخص، ينحدرون من الجماعة القروية بئر كندوز والمركز الحدودي الكركرات، يومي 27 و28 يوليوز المنصرم.
ورام هذا العمل الإنساني والتضامني، المنظم بمبادرة من جمعية متطوعي المغرب وسفارة المغرب بواشنطن ومؤسسة الجنوب، بتعاون مع مؤسسة “بول تشيستر” والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، تقريب الخدمات الطبية من الفئات الاجتماعية في وضعية هشاشة بالوسط القروي.
وشملت مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أيضا، تسليم شاحنة ذات صندوق تبريد لفائدة قطاع الصحة بجهة الداخلة – وادي الذهب بكلفة مالية تقدر بـ 660.000 درهم، من أجل تعزيز العرض الصحي بإقليم أوسرد.
ويندرج اقتناء هذه الشاحنة في إطار برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة برسم سنة 2023 التابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك بشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بأوسرد.
كما تضمنت هذه المساهمة تسليم سيارة إسعاف لفائدة المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بأوسرد، بكلفة مالية بلغت 492 ألف درهم.
وتندرج هذه العملية في إطار محور تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية بالوسط القروي لبرنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية بالمجالات الأقل تجهيزا برسم سنة 2022، التابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتعد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس في 18 ماي 2005، اليوم على أكثر من صعيد، تجربة فريدة للتنمية الاجتماعية والبشرية، على الصعيدين الوطني والدولي، وتستمد هذه المبادرة من كونها ورشا ملكيا يحظى بالرعاية الملكية ومن الطموح الذي تغذيه، مؤهلات عملها على أرض الواقع.
وقد عززت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال السنوات الماضية، وبشكل كبير حضورها على المستوى الترابي، وتموقعها كفاعل مجتمعي أساسي وأصيل وموحد ومحفز، وباعتبارها حاضنة للأفكار والمشاريع المبتكرة ذات التأثير الكبير.