استقبل رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة يومه الجمعة 09 يونيو 2023 بمقر المجلس الرئيس الجديد لبرلمان السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية “المركوسور” Ruben Anibal Bacigalupe رفقة أعضاء مكتب هذا التكتل البرلماني الإقليمي الوازن.
وأضاف بلاغ صادر عن مجلس المستشارين أن المباحثات تمحورت بين الجانبين على تبادل وجهات النظر حول السبل الكفيلة بأجرأة مذكرة التفاهم الموقعة بالرباط خلال شهر نونبر 2022 بين البرلمان المغربي وبرلمان السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية من أجل تعزيز قنوات التواصل والتعاون البرلماني والمساهمة في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، كما تم التطرق إلى سبل تمتين الراوبط القائمة والممكنة بين الفضاءات الإفريقية والمتوسطية والأمريكية اللاتينية.
وزاد البلاغ قائلا، أنه، وبعد أن هنأ Ruben Anibal Bacigalupe على انتخابه مؤخرا على رأس هذه المنظمة البرلمانية الهامة منوها في نفس الوقت ذاته بالعمل الجبار الذي قام به سلفه توماس بيطار نافارو لا سيما من أجل توطيد العلاقات المغربية مع دول «المركوسور”، جدد النعم ميارة التأكيد على المراهنة الصادقة للمغرب على خيار التعاون جنوب– جنوب بهدف تمتين العلاقات بين الشعوب والارتقاء بالتعاون في شتى المجالات التي توفر فرصا حقيقية للتكامل الاقتصادي والتبادل التجاري.
وشدد الرئيس على أن “مجلس المستشارين عازم على المضي قدما في هذا النهج الذي يرعاه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله والذي أعطت زيارته التاريخية لدول أمريكا اللاتينية والكراييب دفعة استثنائية للعلاقات بين الجانبين، مشيرا إلى ضرورة تسريع وثيرة العمل المشترك من أجل تنزيل مذكرة التفاهم على أرض الواقع من خلال وضع خارطة طريق واضحة المعالم، مقترحا في معرض ذلك إنشاء منتدى برلماني اقتصادي بهدف توفير إطار ملائم للحوار البرلماني والمساعدة على اغتنام الفرص الاستثمارية القائمة وتقوية التواصل والشراكات بين رجال الأعمال من الجانبين، على أمل الوصول إلى إحداث منطقة حرة للتبادل التجاري بينهما”.
من جهة أخرى أبرز الرئيس الحضور الفاعل للبرلمان المغربي، باعتباره شريكا حقيقيا موثوقا، في مختلف التكتلات البرلمانية على امتداد أمريكا اللاتينية والكراييب، مشددا على أن بإمكان دول “المركوسور” الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمغرب كونه البوابة التي لا محيد عنها نحو إفريقيا من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية معها، خاصة وأن المملكة المغربية هي المستثمر الأول في هذه القارة الواعدة.
كما شدد الرئيس على ضرورة استمرار الجانبين في تقوية علاقاتهما، بما يحقق مصلحة الجميع، في إطار المنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب “أفرولاك” الذي سيستضيف المغرب دورته المقبلة في غضون شهر أكتوبر من السنة الجارية.
وبصفته رئيسا لبرلمان البحر الأبيض المتوسط، أكد الرئيس أنه سيعمل طيلة ولايته التي تمتد لسنتين على تقوية العلاقات بين دول البحر الأبيض المتوسط ودول السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية من خلال مبادرات ملموسة ومن بينها الدعوة إلى المشاركة في النسخة الثانية من منتدى مراكش البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأورو متوسطية المقررة هذا العام والتي ستناقش مواضيع تستأثر بالاهتمام المشترك كالطاقات المتجددة ومناخ الأعمال.
من جهته أوضح Ruben Anibal Bacigalupe الأهمية القصوى التي يوليها برلمان السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية لتطوير العلاقات مع المغرب في إطار تكريس سياسته القائمة على تعزيز العلاقات مع الشعوب وتحقيق المصالح المشتركة في إطار مقاربة رابح- رابح من خلال تعزيز التواصل مع القوى السياسية والمجتمع المدني وتوطيد التعاون الاقتصادي وتيسير التبادلات التجارية.
كما عبر Ruben Anibal Bacigalupeعن مشاطرته لرئيس مجلس المستشارين في ما يتعلق بمقترحه الوجيه بإحداث منتدى اقتصادي برلماني بين الطرفين، مؤكدا أنه سيسعى، في إطار التنسيق المشترك، إلى تحديد تاريخ انعقاد أول دورة له في المغرب أو في إحدى دول المنطقة.
هذا وقد عبر باقي أعضاء مكتب برلمان السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية عن إعجابهم بالإنجازات الكبيرة التي حققتها الديبلوماسية المغربية في أمريكا اللاتينية والكراييب، منوهين بحكمة الملك محمد السادس الذي راهن على هذا التوجه البناء وعلى تثبيت السلم والاستقرار وتعميق التنمية عكس دول أخرى تراهن على تأجيج النزاعات واستدامتها.
كما تم التأكيد على أن المرحلة المتقدمة التي بلغتها العلاقات الثنائية تفرض الإسراع بوضع أجندة اقتصادية وخارطة طريق تسطر مجموعة من الأهداف الواضحة لتجسيد قوة العلاقات السياسية والبرلمانية في خطط اقتصادية تعود بالنفع على الجميع وتجعل الفضاء الذي يجمعهما أكثر ازدهارا ورخاء، مشيدين في هذا الإطار بالمجهودات الكبيرة التي يقوم بها النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين من أجل النهوض بالعلاقات المغربية الأمريكية اللاتينية وجعلها متقدمة واستثنائية.