قال محمد نبيل بنعيد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن اثنين من الملفات بالمغرب باتا من المقدسات، والكل ممنوع من الحديث عنهما أو مراقبتهما، وهما ملفا المحروقات والمخطط الأخضر الذي أصبح بمثابة الفضاء المقدس.
بنعبد الله، خلال ندوة للكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بفاس تحت عنوان، “الواقع السياسي والاقتصادي بالمغرب إلى أين؟”، اشتكى منع الأحزاب السياسية من مراقبة شركات المحروقات، أو تقييم المخطط الأخضر، الذي يقف وراءه رئيس الحكومة الحالي، عزيز أخنوش.
المتحدث كشف أن المخطط الأخضر أصبح فضاء مقدسا، وأحزاب المعارضة باتت ممنوعة من مناقشته أو تقييمه، أو تتعرف على ما يقع فيه، مؤكدا أن جوانب من المخطط الفلاحي، خاصة فيما يتعلق بتحقيق الأمن الغذائي لبلادنا وخاصة منها الفلاحة المعيشية، وضمان تزويد الأسواق المغربية بالمواد الأساسية، تواجهها مشاكل وتحديات، ونتيجة أن ما تم تحصيله على هذا المستوى ليس في الموعد.
كما كشف المسؤول الحزبي، أن الأرباح الحقيقية لشركات المحروقات باتت تتجاوز حاليا 50 مليار درهم وتم تجاوز ذلك بكثير، ومن أدى ثمن هذا هم المواطنون
وشدد بنعبد الله، على وجود “تغييب حقيقي ومتعمد من طرف حكومة أخنوش، لكل ما تم القيام به من منجزات من طرف الحكومات السابقة، في الوقت الذي كان وزراء من الحكومة الحالية يتحملون مسؤوليات وزارات أساسية ومنتجة في حكومتي بنكيران والعثماني، لكنهم ينفون كل شيء“.
الحكومة تصرح أنها من أصحاب الأفعال وليس الأقوال، يضيف بنعبد الله، اليوم لم نرى أية أفعال أو أقوال، مذكرا ببرنامجها الذي شدد فيه على تحقيق نسبة نمو يعادل 4 في المائة، ومليون منصب شغل، بالإضافة إلى رفع نسبة الاشتغال لدى النساء، وتوسيع الطبقة الوسطى، وتقليص التفاوتات الطبقية”.
زعيم حزب “الكتاب”أكد أن الواقع يثبت عكس ذلك، فهم بعيدون عن نسبة 4 في المائة في النمو، بالإضافة إلى نسبة البطالة، مشددا على أن هذه الأرقام تدل على فشل حقيقي في تحقيق دينامية حقيقية، ويحاولون التغطية على هذا الفشل، ببرامج كأوراش، وفرصة، وهي برامج سبق أن قدمتها الحكومات في السابق منذ التناوب.
وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن “الحكومة التي تلقب نفسها بالحكومة القوية، تغيب الجانب السياسي والديمقراطي، إذ لم يضعوا عنوان فقط للوضع السياسي والديمقراطي خلال التصريح الحكومي، وهو أمر خطير ينخر الأسس التي يمكن أن يبنى على أساسها المشروع الإصلاحي”.
وشدد بنعبد الله، أنه “ليس هنالك إصلاح دون تعبئة مجتمعية، إذ ينضاف إلى الضعف السياسي، الضعف التواصلي والإعلامي، حيث أن الحكومة عاجزة عن تفسير ما تقوم به”.
كما اعتبر بنعبد الله، أن المشهد السياسي لحكومة عزيز أخنوش “ضعيف جدا” ويصعب معه تعبئة المجتمع من أجل أن يصل المشروع الإصلاحي إلى نتائجه المتوخاة، مشيرا إلى أن “الحكومة لا تستوعب أنه لا يوجد إصلاح بدون تعبئة اجتماعية من أجل الانخراط في الإصلاح والاقتناع به“.
وخلص الأمين العام لحزب “الكتاب” إلى أن الحكومة تخشى أيضا الإقتراب من الموضوع المرتبط بالمشهد السياسي وضرورة إصلاح المشهد وإصلاح مجموعة من الشوائب فيها وكذا ضرورة توسيع فضاء الحريات وضرورة صيانة حربة التعبير وحرية الصحافة وإلى ما غير ذلك ونحن نعلم كيف يتم التعامل مع هاته الفضاءات.