أثار إغلاق “المنطقة 6” في وجه جماهير الرجاء والوداد الرياضي بالمركب محمد الخامس بالدار البيضاء انتقادات شديدة للمجلس الجماعي، تزامنا وخوض الفريقين البيضاويين مباريات حاسمة في دوري أبطال أفريقيا نهاية الأسبوع الجاري.
وفور إغلاق المنطقة الجنوبية عبرت العديد من الفعاليات بمدينة عن تذمرها من وضع المركب، الذي بات يشكل خطرا على المشجعين في المدرجات، مطالبين بالكشف عن مآل صرف مليارات السنتيمات التي رصدت لإصلاحه، محملين المجلس الجماعي، وكذا شركة التنمية المحلية “الدار البيضاء للتهيئة”، مسؤولية الوضع الكارثي الذي بات عليه.
فبعد أن أضحت مدرجات مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء في نفس وضع آلاف المنازل الآيلة للسقوط في العاصمة الاقتصادية، عادت شركة التنمية المحلية للتنشيط والتظاهرات بالدار البيضاء، إلى مرمى التشكيك والانتقاد حيث طرحت عدة علامات الاستفهام حول الميزانية الضخمة التي صرفت على المركب، لكي يساير التطور الذي تشهده البنية التحتية الرياضية في المغرب، إلا أن الأخير مازال يحتفظ بعيوبه العدة.
22 مليار سنتيم التي رصدتها السلطات المحلية لمدينة الدار البيضاء، من جيوب دافعي الضرائب، خلقت جدلا واسعا منذ سنوات، حيث طالبت فعاليات مدنية بتقديم توضيحات للجماهير البيضاوية بخصوص هذا الأمر، على اعتبار أن ميزانية ضخمة قدرت بحوالي 22 مليار سنتيم تم وضعها رهن إشارة الشركة من أجل الإصلاح والتهيئة، مشددين على أن مبادئ الشفافية والحكامة في التدبير والتسيير، تقتضي من المسؤولين بالمجلس الجماعي، بعد هذه الواقعة، تقديم كافة التوضيحات، وكشف الخطوات التي سيتم القيام بها من أجل تأهيل هذه المعلمة الرياضية.
وكشف “الأول” في وقت سابق أن المجلس الجهوي للحسابات لجهة الدار البيضاء سطات، قد وجه استفسارا لمجلس جماعة الدار البيضاء، حول الملايير التي صرفت من أجل اصلاح مركب محمد الخامس.
وحسب المعطيات التي استقاها “الأول” فإن قضاة المجلس الجهوي للحسابات، استفسروا حول المبالغ التي صرفت من أجل إعادة تجهيز مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وأيضاً مقارنتها مع الوضع الحالي للمركب، خصوصاً مع إغلاق المنطقة 6 بالرغم من جميع الإصلاحات التي احتضنها المركب.
وأكدت مصادرنا أن “المسؤولين بمجلس جماعة الدار البيضاء، المشرفين على ملف مركب محمد الخامس، والذين يقومون بتنسيق إصلاحاته وعمله مع كلّ من شركة الدار البيضاء للتهيئة، وشركة الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات، أصبحوا محطّ مساءلة مما جعلهم يتحسسون رؤسهم وصل بهم الوضع إلى إغلاق هواتفهم وعدم الردّ على المكالمات”.
وأفادت مصادر “الأول” أنه “من المتوقع أن يدخل المجلس الأعلى للحسابات عبر مجلسه الجهوي على الخط، خصوصاً أن المركب تدهورت وضعيته بالرغم من الملايير التي صرفت على مراحل متفرقة في السنوات الماضية آخرها 22 مليار سنتيم في سنة 2019”.
ويأتي هذا في الوقت الذي يسير فيه المغرب نحو استضافة تظاهرات كروية كبرى، على غرار نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، غير أن “دونور” يظل خارج سرب، الدينامية التي تشهدها المنشآت الرياضية بمختلف مناطق المملكة.
وتم تخصيص 22 مليار سنتيم، كغلاف إجمالي لإصلاح وتأهيل مركب محمد الخامس، عبر شطرين أول كلف 10 ملايير سنتيم وثاني بغلاف 12 مليار، هم تثبيت الكراسي الجديدة، تهيئة المدرجات، شاشتان عملاقتان، نظام ولوج الملعب، مكان اقتناء التذاكر وكاميرات المراقبة، بالإضافة إلى المرافق الصحية، كما تم تخصيص ميزانية لإصلاح المحيط بأكمله.