في فاس، وعلى غرار باقي مدن المملكة، تصبح تجارة القمح الموجهة لزكاة الفطر، الصدقة الواجبة، التي يتعين أداؤها في متم شهر رمضان، نشاطا مزدهرا مع قرب حلول عيد الفطر.
وإذا كان البعض يفضل إخراج زكاة الفطر نقدا، فإن جزءا كبير من الفاسيين يفضلون إخراجها قمحا، متبعين بذلك تقليدا راسخا بخصوص هذه الصدقة الواجبة ذات الحمولة الروحية والسوسيو اقتصادية، على اعتبار أنها تساهم في ترسيخ قيم الكرم والتضامن والرحمة.
وتجسد الزكاة بالملموس رغبة كل فرد من أفراد الأمة في دعم الفئات الأكثر فقرا، بما يكفل تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الهشاشة والفقر.
في كل حي، يختار العديد من الشباب ممارسة هذه التجارة ، باقتراح أكياس من القمح موحدة الحجم، تمثل مقدار زكاة الفطر الواجبة على كل شخص على حدة، أي حوالي 5ر2 كيلوغرام من القمح هذه السنة.
مزداوي عبد الإله أحد التجار الذين اعتادوا منذ سنوات ممارسة هذا النشاط كلما اقترب حلول عيد الفطر، وهو ما مكنه من الإلمام بالمعطيات الخاصة المرتبطة بهذا الركن الديني.
وأوضح مزداوي، في تصريح لقناة M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه يمارس هذا النشاط منذ 20 سنة، ويدرك تمام جسامة هذه المسؤولية على من يمارسها، على اعتبار انه يتعين عليه أن يكون حذرا وملما بالكمية الواجب إخراجها في زكاة الفطر.
من جهته، اعتبر محمد، مواطن قدم لاقتناء القمح قصد إخراجه في زكاة الفطر، أنه يفضل دائما إخراج الزكاة قمحا.
وتابع بالقول “أقتني أجزاء من القمح من الباعة، وأقوم بتوزيعها على الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة لمساعدتهم على الاحتفال بعيد الفطر مع أسرهم”.
وفي تصريح للقناة الإخبارية M24 أكد عضو المجس العلمي المحلي لفاس، عبد الرحيم الأمين على الأبعاد الروحية والسوسيو اقتصادية لزكاة الفطر، موضحا أنه “يجوز إخراج هذه الشعيرة من غالب قوت أهل البلد، أو نقدا لمساعدة الفقراء حتى يفرحوا مع أسرهم ويقضوا العيد في أحسن الظروف”.
وتابع الأمين ” أن زكاة الفطر طهرة للصائم، وتساعدنا على التقرب إلى الله، فضلا عن كونها مناسبة للتعبير عن تضامننا وتعاطفنا مع المحتاجين”.
وكان المجلس العلمي الأعلى أعلن أنه تم تحديد مقدار زكاة الفطر نقدا لعام 1444هـ/2023م في مبلغ 20 درهما.
وذكر المجلس، في رأيه بشأن زكاة الفطر ومقدارها كيلا ونقدا لعام 1444هـ/2023م، بأن “الأصل فيها أن تخرج كيلا من غالب قوت أهل البلد، ومقدارها صاع نبوي عن كل نفس، وهو أربعة أمداد، بمد النبي صلى الله عليه وسلم، ويعادلها بالوزن كيلوغرامان ونصف تقريبا (2,5 كلغ) من الحبوب أو الدقيق. ويجوز إخراجها قبل العيد بيومين إلى ثلاثة أيام، كما يجوز إخراج قيمتها نقدا بالدرهم لمن يود ذلك ويريده”.
وأشار المجلس العلمي الأعلى إلى أن هذه القيمة “تم تحديدها هذه السنة 1444 هـ في مبلغ عشرين درهما (20 درهما)”، على أن من أراد أن يتطوع بأكثر فله ذلك، لقول الله تعالى: “فمن تطوع خيرا فهو خير له”.
وذكر المجلس بأنه “من المعلوم تعبدا وتقربا إلى الله تعالى أن زكاة الفطر صدقة واجبة، فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فهي بذلك قربة واجبة يتقرب بها المسلمون إلى الله عز وجل، نهاية شهر رمضان من كل عام، يبتغون عند الله فضلها، ويرجون عنده سبحانه أجرها وثوابها”.
التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة
أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار، أنه تابع بابتهاج كبير جلسة العمل الملكية، التي كلف الملك، …