غزلان ميسة

أثار مشهد وفاة شخصية “زهور”، بالمسلسل الدرامي “كاينة ظروف”، الذي يبث على القناة الأولى بعد تبرعها بكِلية لشقيقها المريض “إدريس،” جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وتفاعل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع المشهد معربين عن استيائهم من تمرير رسائل قد تكون لها أثار سلبية على نفسية المتبرعين أو المقبلين، على التبرع.

مختصون في زراعة الأعضاء ، ونقاد سينمائيين، استنكروا بشدة التطرق لموضوع حساس مثل التبرع بالأعضاء بطريقة سلبية، بحيث ساهم هذا المشهد في خلق التخوف لدى المقبلين على التبرع بالأعضاء، باعتبار أن الفن رسالة نبيلة يجب أن يحث على توعية الناس بأهمية ثقافة التبرع وليس العكس.

في هذا الصدد قالت البروفيسورة أمل بورقية، المختصة في مجال معالجة أمراض الكلى وتصفية الدم، في تصريح لـ”الأول” ،”إننا نعمل في المغرب على الأخذ بجميع الاحتياطات والشروط اللازمة لحماية الشخص المتبرع، كما يخضع المتبرع لمجموعة من الفحوصات الطبيبة الدقيقة، والتي من خلال نتائجها يحدد الطبيب الوضع صحي للمتبرع، وهل هناك امكانية للتبرع أم لا؟.

وأضافت بورقية ” التطور العلمي ساهم في إمكانية دراسة حالة المتبرع مستقبلا لتجنب أي مضاعفات الجانية قد تحصل فيما بعد العملية من أجل ضمان سلامة وحماية للشخص المتبرع”.

وشددت بورقيىة على أن “احتمال وفاة المتبرع، شبه منعدمة”، مؤكدة أنه “لم يسبق خلال السنوات الماضية أن تمّ تسجيل أية حالة وفاة في صفوف المتبرعين، وبالتالي عند تمرير هذه الرسائل السلبية، والمغالطات في مسلسلات فإننا نؤثر على نفسية الجمهور المغربي، و نساهم في ترسيخ فكرة الموت بعد التبرع في أذهان المشاهدين”.

وتابعت، المختصة، أنه “عند تمرير مثل هذه المغالطات، سيصبح لذا الشخص الراغب في إنقاذ حياة أحد أرواح الأخرين صورة سوداوية عن مثل هذه العلميات مما سياسهم في عزوف المغاربة عن التبرع لانقاد الأخرين “.

وأبرزت المتحدثة ذاتها: “أنها تفاجأت هذا الأسبوع بتلقي العديد من الأسئلة داخل العيادة بحكم طبيعة عملها كمختصة في مجال معالجة أمراض الكلي وتصفية الدم، وقد جاءت بعد الحالات من أجل الاستفسار حول الموضوع بعد عرض الحلقة، متخوفين من القيام بتبرع لأقاربهم وقد تكون النتيجة الموت مثلما حدث مع الممثلة في دورها زهور”.

قالت بورقية” أنني انصدمت من وردود الناس عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والاستشارات المتواصلة، والمكالمات التي وردتني بشكل كبير، والكل يسأل هل بالفعل المتبرع قد يفارق الحياة.

وأشارت أنه “عند التعامل مع هذه المواضيع الحساسة والمهمة، والتي لها علاقة بالمجتمع يحب دراسة جميع الجوانب للموضوع وهذا ما أغفله فريق عمل مسلسل “كاين ظروف” لأنه من المفترض أن يبحث على مختصين في المجال الطبي للحصول على معلومات أكثر دقة من أجل تفادي تمرير الأشياء المغلوطة والتي لا علاقة لها بالواقع، ونحن كالمختصين في المحال طبي لا نريد أعمال فنية تروج مغالطات وأفكار سلبية قد تضيع علينا مجهود سنوات من العمل والكفاح في هذا المجال”.

وقالت بورقية: “إنها تشتغل ما يزيد عن ثلاثين سنة في هذا المجال تحاول جاهدةً العمل على زرع ثقافة التبرع داخل المجتمع”.

التعليقات على مشهد موت متبرعة في مسلسل “كاينة ظروف” يُثير غضب المختصين والأطباء مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

فيضانات إسبانيا.. مسؤول إسباني: الجهاز اللوجستي المغربي “ساهم

أكد مدير مستشفى فالنسيا، ألفريدو ريبيليس فيلالبا، أن الجهاز اللوجستي، الذي تم تعبئته طبقا …